النشاط السنوي لشبكة دعم المرأة الإيزيدية

تعمل شبكة دعم المرأة الإيزيدية منذ ثلاث سنوات. بعد مجزرة 3 آب/أغسطس 2014، رأت النساء الإيزيديات الحاجة إلى شبكة يمكنها تلبية احتياجات النساء والأطفال الذين تم إنقاذهم من المجزرة، وتمكنت من الوصول إلى معظم النساء من خلال الشبكة. إن شبكة دعم المرأة الإيزيدية هي نشاط مستقل لنساء شنكال. وفي نفس الوقت هناك تواصل وتنسيق دائم بين الشبكة وبين حركة حرية المرأة الإيزيدية من أجل العمل على الوصول إلى كافة النساء الإيزيديات

تحدثت فريدة شنكالي، العضو الإدارية في شبكة دعم المرأة الأيزيدية، عن عمل الشبكة خلال عام 2021 وقالت إن برنامجها الرئيسي للعام الجديد سيكون تحرير 3000 امرأة إيزيدية من داعش.  
 
أفين زندا
شنكال -
 
"النشاط الأكثر نجاحاً هذا العام كان تحرير النساء المختطفات"
اعتبرت فريدة شنكالي أن تحرير الأسرى من أيدي مرتزقة داعش هو المهمة الأساسية لنشاط الشبكة "كشبكة إيزيدية لدعم النساء، كان هذا العام حافلاً للغاية بالنسبة لنا. هذا العام، عملنا سوية مع قوات سوريا الديمقراطية والبيت الإيزيدي على تحرير 5 أسرى من مرتزقة داعش، شاب وأربع نساء. كان هذا أنجح عمل بالنسبة لنا. نحن نرى أن تحرير النساء الإيزيديات من يد داعش هو مسؤوليتنا الأساسية وسنبذل كل ما بوسعنا في هذا المجال. سنواصل جهودنا من أجل تحرير الإيزيديات بالتنسيق مع البيت الإيزيدي وقوات سوريا الديمقراطية، ونحن ممتنون للغاية لهم على كل ما فعلوه حتى الآن لإنقاذ الأسرى".
 
"100 طفل يتلقون التعليم في روضة ناحية خانصور"
بينت فريدة شنكالي بأنهم ركزوا على التعليم والتدريب خلال العام وأضافت "خلال العام، قمنا أيضاً بتطوير عملنا في إنشاء روضات للأطفال. في قرية خانصور قمنا بتأسيس روضة يرتادها 100 طفل من سن 3 إلى 6 سنوات. كان إعادة التأهيل ضرورة أساسية لمجتمعنا، لأنه يمكننا تعليم هؤلاء الأطفال في سن مبكرة بشكل صحيح. كانت رعاية الأطفال مفيدة أيضاً للنساء، حيث يمكن للعديد من النساء العاملات الآن ترك أطفالهن في الروضات بأمان. لقد انتهينا من الاستعدادات لافتتاح روضات في وسط شنكال وسردشت وقرية بوريك، وسوف نفتتحها في العام الجديد".
 
"بدء مشاريع تشجير شنكال ساهم في زيادة الوعي البيئي والاهتمام بالطبيعة لدى المجتمع"
تحدثت فريدة شنكالي أيضاً عن حملة التشجير في شنكال وذكرت أنهم يرون ان هناك حاجة إلى مشاريع بيئية لمجتمعهم وأضافت "خلال هذا العام، بدأنا حملة كبيرة لزراعة الأشجار. اعتباراً من عام 2003 وحتى عام 2009، غرقت سنجار في فقر مدقع بسبب عدم قدرة الناس على كسب لقمة العيش، لذلك اعتمدوا على التحطيب، وبقيت جبالنا بلا أشجار. لقد بدأنا هذه الحملة لجعل شنكال خضراء مرة أخرى. لقد زرعنا الآلاف من أشجار البلوط. كما قمنا بزرع الأشجار أمام 22 قبة. نرى أن هذه المشاريع ضرورية لمستقبل مجتمعنا. نهدف إلى مواصلة مشروع غرس الأشجار في جميع الأوقات لأن هذه الجهود تساهم في زيادة الوعي البيئي والاهتمام بالطبيعة لدى أنباء المجتمع".  
 
"دورات محو الأمية مفتوحة للنساء"
أشارت فريدة شنكالي أيضاً إلى أهمية العمل في مجال محو الأمية وقالت إن نسبة النساء الأميات كبيرة جداً في شنكال، لذلك فقد بدأت الشبكة بتنظيم دورات محو الأمية، وقالت حول أسباب انتشار الأمية بين النساء "بعد مجزرة 3 آب 2014 كانت العديد من النساء اللواتي تم تحريرهن من مرتزقة داعش، تواجهن صعوبات نفسية كبيرة. وكأحد أساليب تجاوز هذه الصعوبات أردنا افتتاح دورات تعليم القراءة والكتابة لمدة 6 أشهر بالإضافة إلى دورات الرسم. افتتحنا ثلاث دورات للقراءة والكتابة خلال العام، اثنتان في وسط شنكال وواحدة في ناحية تل عزير. كانت النساء الإيزيديات بحاجة كبيرة إلى تعلم القراءة والكتابة، لذلك يمكننا القول إنه قبل المجزرة كانت نسبة النساء اللواتي تعرفن القراءة والكتابة حوالي 25 بالمائة. وبسبب المجزرة، لم تعد الفتيات قادرات على الذهاب إلى المدرسة، لذلك فقد حصلت تلك الدورات على قبول وترحيب النساء بشكل كبير". 
وذكرت فريدة شنكالي إنهن نظمن دورات تدريبية منوعة للنساء بهدف إزالة الآثار النفسية للمجزرة، وقالت حول مساعيهن في مجال التدريب "لقد بدأنا تدريب النساء الإيزيديات ليكن قادرات على الوقوف على أقدامهن. لقد نظمنا دورات ومحاضرات مختلفة للنساء. وقد كان لها أثر إيجابي على الحالة النفسية التي أصيبت بها النساء جراء المجزرة واختطافهن على يد مرتزقة داعش. وكشبكة عملنا على التواصل مع النساء بشكل خاص، وكان هذا عملا مهماً للغاية بالنسبة لنا".
 
العمل الخاص بالأطفال الأيتام
كما تحدثت فريدة شنكالي عن نشاطاتهن الخاصة برعاية الأطفال الأيتام، "من المشاريع الأخرى التي أوليناها الاهتمام الكبير خلال هذا العام كان برنامج رعاية الأيتام. كنتيجة للمجزرة فقد أكثر من 336 طفلاً والديهم. وخلال العام الحالي كما في الأعوام السابقة قمنا بتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال وفقاً لإمكانياتنا. نحن كشبكة، نتحمل مسؤولية الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال، حتى لا يشعر أولئك الأطفال أنهم أيتام، لقد قمنا برعايتهم بطرق مختلفة ومن الآن فصاعدا سنحاول تلبية جميع احتياجاتهم".
 
"سنركز خلال العام الجديد على إيجاد حلول لظاهرة القتل والعنف ضد النساء"
كما تطرقت فريدة شنكالي إلى ظاهرة قتل وانتحار النساء، وذكرت إنهن سوف تتحدن تحت مظلة الشبكة للحد من هذه الظواهر، وأضافت "لسوء الحظ، لا نستطيع أن نقول إننا كشبكة أدينا مسؤولياتها في هذا الموضوع. في هذا العام، فقدت 22 امرأة حياتهن في شنكال، عدا عما يحصل داخل مخيمات إقليم كردستان. وهذا الأمر يحز في أنفسنا، لأننا كنساء في شنكال نريد أن نتخلص عبر نشاطاتنا، من الألم والقمع الموجودين حالياً. من الآن فصاعداً سنفعل كل ما يُطلب منا فعله لإنهاء جرائم قتل النساء والانتحار. نأمل في العام الجديد ألا نرى هذه الأحداث. لأننا ندرك أن النساء الإيزيديات تتمتعن بقوة كبيرة، وهكذا كان حالهن منذ التاريخ وحتى يومنا الراهن، يجب أن نعمل من الآن فصاعداً على دعم بعضنا البعض وأن نعمل نحن النساء معاً من أجل حل جميع المشاكل وإنهاء المعاناة".
 
"من أجل خدمة نساء وأطفال شنكال لم نعترف بأية صعوبات"
وتحدثت فريدة شنكالي أيضاً عن آثار الهجمات على أعمالهم ونشاطاتهم "لقد عانينا الكثير من الصعاب والمعوقات من أجل تنفيذ هذه المشاريع. بسبب الهجمات والمخططات التي تتعرض لها شنكال، وكذلك بسبب الوضع السياسي في شنكال سببت لنا العديد من المشاكل والمعوقات. لكننا حاولنا رغم ذلك تجاوز العقبات في جميع أعمالنا وأردنا تنفيذ المشاريع التي وضعناها لهذا العام ولم نعترف بأية عوائق. في ظروف وأماكن أخرى لكان من الصعب جداً مواصلة العمل في ظل هذه الهجمات، ولكن من أجل خدمة نساء وأطفال شنكال لم نعترف بأية صعوبات". 
 
"أمامنا الكثير من النضال في العام الجديد"
كما تطرقت فريدة شنكالي، العضو الإدارية في شبكة دعم المرأة الإيزيدية، إلى مشاريع الشبكة للعام المقبل "يمكننا القول إن نضال ونشاط شبكة دعم المرأة اليزيدية في عام 2021 كان عملاً ناجحاً ولكنه لم يكن كافياً. لقد وضعنا نصب أعيننا مشاريع جديدة خلال العام الجديد. نريد طرح مشاريع طويلة الأجل في العام الجديد. مشروعنا الرئيسي هو العمل على تحرير 3000 امرأة إيزيدية محتجزات من قبل مرتزقة داعش. سنحاول في العام الجديد إنشاء مشاريع خاصة للمرأة العربية في شنكال، لأننا نعلم أن النساء العربيات أيضاً بحاجة إلى مثل هذه المشاريع. سنحاول فتح رياض للأطفال في العديد من القرى. سنفتح أيضاً دورات تدريبية ودورات تعليم الأعمال اليدوية في العديد من القرى في العام الجديد".