النساء جعلن من شنكال مكاناً للحياة

بعد مجزرة الثالث من شهر آب/أغسطس عام 2019، تحولت شنكال إلى معاناة وألم مشترك للجميع. عضو إدارة وقف مساندة نساء شنكال ريحان حسن تحدثت عن أهداف ومشاريع وبرامج عمل الوقف من أجل دعم ومساندة نساء شنكال

آلماس نايف
شنكال- .
خلفت مجزرة شنكال التي مضى 7 أعوام عليها، حيث قتل مرتزقة داعش 5 آلاف إيزيدي، واختطفوا الآلاف من الأشخاص. ولا زال مصير أكثر من ثلاثة آلاف من النساء والأطفال مجهولاً حتى الآن. فيما لا تزال هناك العشرات من المقابر الجماعية التي لم يتم فتحها. كما لم يتم إزالة آثار الحرب من شنكال حتى الآن ولا يزال المستقبل مجهولاً. 
نساء شنكال المبدعات والمكافحات تعملن على إعادة تنظيم الحياة من جديد. عضو إدارة وقف جمعية مساندة النساء في شنكال ريحان حسن واحدة من النساء اللواتي تناضلن في هذا المجال.
تأسس وقف جمعية مساندة النساء الإيزيديات في عام 2019، وتعمل على تقديم الدعم والمساعدة للنساء. وتعمل 7 نساء في إدارة وقف مساندة المرأة، منهن ثلاث نساء سبق وأن تم أسرهن من قبل مرتزقة داعش وتعرضن للتعذيب النفسي والجسدي. وهن كل من خمي بركات، بيان مشعل وسعاد سيدو خلف، وهن تقدمن يد المساعدة إلى جميع النساء اللواتي وقعن أسرى في يد داعش، وتعرضن للتعذيب وتمكن فيما بعد بطريقة ما من التحرر والنجاة من يد داعش. النساء الثلاثة اللواتي تؤكدن إنهن "أكثر من يستطيع استيعاب بعضهن" وعلى هذا المبدأ بدأن النضال وتساعد كل واحدة منهن الأخرى لمواصلة حياتها ونضالها. وعملن على تأسيس هذه المؤسسة بإمكانيات ضئيلة ومتواضعة، وتعتمدن على المؤسسة لتقديم الدعم والمساندة لبعضهن البعض. كما تعملن على تقديم الدعم النفسي للنساء اللواتي تحررن من مرتزقة داعش، وتعملن على تأهيلهن لمواصلة الحياة.
 
"نسعى للتواصل مع جميع النساء"
حول المشاريع المستقبلية وبرنامج عمل الوقف تحدثنا مع عضو إدارة جمعية وقف مساندة المرأة في شنكال ريحان حسن. ريحان بدأت حديثها بالقول "تم تأسيس الوقف بشكل رسمي قبل عامين وبدأنا النضال منذ ذلك الوقت. هدفنا هو أن نعزز آمال النساء اللواتي تحررن من يد مرتزقة داعش، وتأهيلهن لمواصلة الحياة. نحن النساء نعمل على دعم بعضنا البعض. ويشرف الوقف على العديد من النشاطات المنوعة. وعلى سبيل المثال فإننا ننظم نشاطات سياسية أيضاً. نحن نسعى من خلال نشاطاتنا للوصول إلى جميع النساء الإيزيديات. ونسعى بحسب الإمكانيات لدعم ومساندة النساء. كما أننا نقدم الدعم النفسي، بالإضافة إلى افتتاح الدورات التأهيلية. حيث تتمكن النساء خلال الدورات التدريبية من التعبير عن نفسها بشكل افضل".
 
العنوان الرئيسي الذي تقصده النساء اللواتي تحررن من أيدي داعش
يعتبر وقف دعم ومساندة النساء في شنكال، هو المقصد الأول والرئيسي لجميع النساء اللواتي تحررن من أسر وظلم مرتزقة داعش. وتقول ريحان حسن إن الوقف نظم نشاطات مشتركة مع (بيت الإيزيديين) في شنكال، وأضافت "نحن على تواصل وتنسيق مباشر مع بيت الإيدزيديين، في البداية نعمل على استقبال النساء اللواتي تحررن من أيدي داعش. وبعد فترة معينة من التواصل معهن، نقوم بتسليمهن إلى ذويهن".
وقف المرأة الذي يولي أهمية كبيرة لتدريب النساء والأطفال، فإنه يقدم غالباً المساعدات للعوائل المحتاجة. وقالت ريحان إنهن بدأن أيضاً بتنظيم دورات التعليم المهنية للنساء مثل دورات الخياطة، والرسم والكتابة والقراءة. كما نوهت ريحان إلى إنهن على تواصل مباشرة مع المؤسسات النسائية في الموصل وفي بغداد من أجل الاستشارة وكسب الخبرات بما يضمن توسيع هذه المشاريع.
 
زراعة أشجار البلوط في شنكال
نوهت ريحان إلى أن من ضمن مشاريع وقف المرأة هو مشروع زراعة أشجار البلوط في شنكال، وأضافت "سوف نقوم بزراعة أشجار البلوط. نحن الآن في شهر شباط، وهو شهر زراعة الأشجار، وقد بدأنا حملة لزراعة الأشجار. وإضافة إلى أشجار البلوط فإننا نزرع أشجار التين، والرمان والكروم والزيتون. سوف نسعى إلى توسيع هذا المشروع".
 
النساء اللواتي تحررن من الأسر يضفين الألوان على الحياة
ريحان حسن قالت إن نساء شنكال اللواتي تضفين الألوان للحياة، هن النساء اللواتي تحررن من ايدي داعش، وأضافت "نحن في وقف المرأة نعمل من أجل تعزيز إرادة المرأة. بعد مجزرة شنكال، التي تعتبر المكان الذي جسد مقاومة النساء اللواتي أحرقن في الاقفاص. فإن ما يلفت الانتباه بشكل عام في شنكال الآن، هو أن النساء اللواتي تحررن من أيدي داعش، هن الأكثر نشاطاً وفعالية من أجل إعادة صياغة الحياة. فاللواتي يتم تحريرهن تشاركن خلال فترة قصيرة وتنضممن إلى الكفاح، ولا تلتزمن المنازل إلا قليلاً. ورغم أن العديد منهم سنحت لهن الفرصة للسفر إلى الخارج، ولكنهن رفضن ترك وطنهن. نحن ندعم ونساند جميع النساء بدون تمييز أو تفرقة بين أية قومية أو دين أو طائفة. لذلك فإننا نسعى للتواصل مع جميع النساء".
 
"لا نفقد الأمل"
ريحان حسن نوهت إلى أنهن متفائلات بالمستقبل، وقالت "لدينا أهدافنا، بدون شك سوف نعاني من بعض المشاكل، ولكنها لن تعيق نضالنا. نحن لا نفقد الأمل. سوف ننظم دورات تدريبية للأطفال بخصوص المعتقدات الإيزيدية. الإيزيديون دافعوا عن معتقداتهم على الدوام. ونحن سوف نواصل حماية معتقداتنا. لكي يتعرف الجيل الجديد على تاريخه ومعتقده وثقافته، سنفعل كل ما بوسعنا. نحن أحفاد المقاومين. ومهما حصل فإننا لن نتراجع. سوف ندافع عن معتقداتنا. شنكال للشنكاليين، وستبقى كذلك".