النساء في غزة يقبلن على تلقي تطعيم فايروس "كورونا" بأعداد كبيرة

مع انتشار فايروس دلتا المتحور "كوفيد ـ 19" عادت وزارة الصحة في فلسطين لتسجيل أعداد إصابات تتعدى الآلاف يومياً، مع أرقام إضافية لحالات الوفاة التي لا تخلو من جدول الحصر والعينات اليومية، الأمر الذي أنسى المواطنين في قطاع غزة حالة السبات والاطمئنان حيال فايروس كورونا

رفيف اسليم
غزة ـ وجعلهم يأخذون احتياطاتهم خاصة النساء اللواتي توجهن إلى مراكز التطعيم بأعداد كبيرة فاقت المسحات وكمية التطعيم المتوافرة في تلك المركز الصحية.
الأمر الذي دفع وزارة الصحة في قطاع غزة إلى رفع سن التطعيم لثلاثين عام وايقاف حملات التطعيمات في المدارس لطلاب الثانوية العامة، لتعطى بذلك الأولوية للأجسام التي تضعف مقاومتها للفايروس إلى أن تتحسن الأوضاع الصحية في القطاع المحاصر، وكالتنا قابلت عدد من أولئك النساء والشابات اللواتي تلقين التطعيم واستفسرت عن تجاربهن.
تقول فاطمة بشير البالغة من العمر (25) عاماً أن ازدياد الحالة الوبائية سوءاً، وتوغل الفايروس من جديد في قطاع غزة هو ما دفعها لتلقي اللقاح كونها تؤمن أنه يقع على عاتقها مسؤولية تتمثل بحماية نفسها وزملائها في المؤسسة وأيضاً أفراد عائلتها، مضيفة أن عملها في مجال الإعلام يفرض عليها الاختلاط مع أعداد كبيرة من الناس في الميدان كل يوم فكان لا بد أن تتجه لتلك الخطوة لتكون أول من يبادر ويشجع الآخرين.
وعن الأعرض الجانية الناتجة عن تلقي اللقاح تحدثنا فاطمة بشير أنها عانت من صداع شديد في اليوم الأول ليتبعه ورم شديد بيدها في اليوم التالي مع ارتفاع درجة حرارة حادة رافقتها طوال اليومين، مضيفة أنها تلقت اللقاح عبر جرعتين وداومت على تناول مسكن معين وصف لها في المركز الطبي لتخيف الألم الذي قد بالغ البعض في وصفه ليشكل لدى المواطنين هاجس رعب بالرغم من أن التجربة لا تستحق الخوف فكل جسم يتعامل مع اللقاح بطريقة مختلفة حسب مناعته.
وتشعر فاطمة بشير بالأمان نوعاً ما لكنه غير تام ربما لأنها لم تتلقى الجرعة الثانية فمازالت تلتزم بارتداء الكمامة والمعقم لتبعد عنها الإصابة بالفايروس إلى حين اكمالها للقاح، مشجعة النساء لتلقى اللقاح لتخفيف الأعراض ولأن المساحة الضيقة لقطاع غزة وكثافة عدد السكان هي من تفرض على الجميع زيادة الوعي والابتعاد عن الأفكار المغلوطة التي ترجح إصابة متلقي اللقاح بالشلل أو الموت أو أمور أخرى عارية عن الصحة تم الترويج لها.
بينما كانت على النقيض منها تجربة الشابة بتول أبو ناصر ذات (19) عاماً فرغم تلقيها للقاح الخاص بفايروس كورونا إلا أنها لا تشعر بالأمان حسب حديثها، لأن اللقاح لا يكفل عدم الإصابة ومن الممكن أن تبقى الأعراض كما هي، لافتة أنها تلقت التطعيم بسبب تدريبها في تخصص التمريض بأحد المستشفيات في قطاع غزة فقد فرض عليها بشكل الزامي لأنها تخالط أعداد كبيرة من الناس فكان عليها أن تتلقاه.
وتكمل بتول أبو ناصر رغم تجربتها غير الجيدة مع اللقاح على حد وصفها إلا أنها ترى أنه لا غنى عن تلقيها ويمكن اجتياز الألم بالمسكنات المستمرة لخفض درجة الحرارة، وأن عدم تقبل جسمها له والإعياء الشديد الذي واجهته قد لا يحدث مع حالة أخرى طبيعة المناعة لديها ربما أقوى، مشيرة أنها تلقت التطعيم ذات الجرعة الواحدة مع ذلك تحاول قدر الإمكان ألا تتواجد في الأماكن ذات التجمعات الكبيرة وأن ترتدي الكمامة باستمرار.
وتلفت نغين مسلم البالغة من العمر (40) عاماً أن حالة الفوضى في مدارس قطاع غزة هي من دفعتها على تلقي اللقاح فقد سمعت من طفلها أن صديقه الذي يجاوره في المقعد لا يتذوق الطعام وتلك الحالة تؤكد أن الطفل مصاب بفايروس كورونا إلا أن المدرسة لم تتخذ أي إجراء ولا تقوم بفحص الحرارة التي من المؤكد ستظهر إصابة الطفل، مضيفة أنها منعت طفلها من الذهاب للمدرسة حتى يتعافى زميله بشكل تام لتحمي صغيرها بذلك.
ولا تخفي نغين مسلم أنها كان لديها تخوف من تلقي اللقاح، لكن كونها ربة الأسرة والمدرسة لأطفالها لا مجال لديها للمرض، مشيرة أنها توجهت نحو أقرب مركز صحي لبيتها وقامت بعمل المسحة ومن ثم تلقت اللقاح الذي تبعه أعراض جانبية لمدة يومان لكنها أفضل من أعراض الاصابة التي تستمر لما يقارب (14) يوم مع حالة شلل تام في الفراش وضيق في التنفس حسب تجربة جارتها التي تخلصت من الفايروس حديثاً.
بينما تشير صفاء الغلايني ذات (30) عاماً أنه مع انتشار الفايروس الجديد في قطاع غزة كان من الواجب أن تحمي نفسها بالرغم من حالة القلق التي أصابتها عند تلقيها اللقاح إلا أن تأكيد الأطباء لها أن ما يشاع حول التطعيمات غير صحيحة طمأنتها، مكملة أن تجربتها كانت صعبة فقد مضت عدة أيام مع حرارة شديدة وكل ما كانت تستطيع فعله هو تناول المسكنات ولأن نسبة الأمان بعد التطعيم ليست مائة بالمئة فهي ما زالت تتبع جميع سبل الوقاية.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت، مساء السبت 4أيلول/سبتمبر، عن "تأجيل تطعيم الفئات العمرية التي تقل أعمارهم عن 30 عاماً حتى إشعار آخر"، وذلك بسبب الازدحام الكبير على مراكز التطعيم، مؤكدة أن موعد استحقاق الجرعة الثانية من لقاحات كورونا وحسب الفترة الزمنية الموصي بها تمتد من (3 إلى 6 أسابيع) من تلقي الجرعة الأولى وسيتم ارسال رسائل نصية للمواطنين من أجل تقسيمهم لمنع حدوث تزاحم".