النساء في الشهباء تشاركن في الدفاع عن أرضهن
تقود النساء في شمال وشرق سوريا حرب الشعب الثورية منذ ثورة روج آفا في 19 تموز/يوليو 2012
روبارين بكر
الشهباء ـ تخوض النساء في مناطق شمال وشرق سوريا حرب تعبئة شعبية، وتخلقن حالة من الثورة المستمرة، للحفاظ على المكتسبات، والوصول إلى حرية المجتمع، وهذا ما تفعله نساء الشهباء ومهجرات عفرين من خلال بناء السواتر الترابية لحماية المنطقة في ظل التهديدات التركية.
حتى تحصل الشعوب على حقوقها وحريتها عليها أن تحمي ثورتها، وأن تشارك كل فئات المجتمع في الدفاع عن المكتسبات، خاصةً إذا كانت المنطقة مجاورة لتركيا الدولة التي تعتدي على الدول المجاورة لها، وتستهدف الكرد أينما كانوا.
منذ تدخل تركيا بالأزمة السورية وهي تستهدف المناطق الحدودية معها، ولم تكتفي باحتلال عفرين ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، بل استمرت باستهداف النازحين، والمدنيين الآمنين، وعلى ذلك وانطلاقاً من مبدأ الحرب الشعبية أو حرب الشعب الثورية، بدأت النساء في الحماية.
وتعمل نساء مقاطعة عفرين المهجرات قسراً في الشهباء على تجهيز جبهات الدفاع في قرى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في عفرين. حيث تتشارك قوات حماية المجتمع ـ المرأة HPC-JIN ونساء عفرين والشهباء ساعات العمل وتجهيز الجبهات.
"نحمي أنفسنا"
حول هذه الاستعدادات قالت الإدارية في قوات حماية المجتمع ـ المرأة في مقاطعة الشهباء زلوخ محمد أنه "استناداً لمبادئ حرب الشعب الثورية نعمل على مواجهة الهجمات وتصديها". مشيرةً إلى أنهم ومنذ ما يقارب الشهرين يعملون في القرى التي تتعرض لقصفٍ همجي وبربري ويحضرن جبهات الدفاع.
وأضافت "تتعاون نساء مقاطعتي عفرين والشهباء بروحٍ ثورية وداعمة، فالنساء تحملن على عاتقهن الحماية والدفاع عن أرضهن تأكيداً على أن حماية الأرض والدفاع عنها هي حماية لذواتهن".
وذكرت أنهم شارفوا على الانتهاء من تجهيز جبهات الدفاع في قرى ونواحي مقاطعة الشهباء، وفي الأيام القادمة سيعملون على تجهيز جبهات الحماية بقرى ناحية شيراوا في عفرين، التي أيضاً تتعرض لقصف يومي وهمجي من قبل الاحتلال التركي.
"لن ننسى ما فعله الاحتلال التركي بعفرين"
موليدة عبد القادر التي تشارك في إعداد جبهات الدفاع قالت عن أسباب مشاركتها في العمل "أن مقاطعة الشهباء تحررت بفضل دماء الشهداء وتقع حمايتها على عاتق الجميع كباراً وصغاراً نساء ورجالاً".
وأكدت أنه في سبيل حماية مقاطعة الشهباء وحماية قضيتهم ووجودهم على أرضها للوصول إلى تحرير عفرين فإنهن مستعدات للتضحية وتقديم الغالي والنفيس، مبينةً أنه "لن ننسى ما فعله الاحتلال التركي قبل 4 سنوات في عفرين من هجمات ومجازر وانتهاكات بحق الإنسانية وستكون أمهات عفرين لهم بالمرصاد".
وبينت أنه مهما استهدفهم الاحتلال التركي بهجماته وطائراته وأسلحته الثقيلة فإن إرادتهم لن تضعف وتتزعزع ولن يتخلوا عن قضيتهم وهدفهم الأول والأخير وهو تحرير عفرين.
"مصممون على الصمود والدفاع لتحرير عفرين"
من جانبها أشارت روشين خليل إلى أن بناء السواتر الترابية على مقربة من المناطق المحتلة من قبل تركيا يزرع الخوف في قلوب الأعداء.
واستذكرت مقاومة أهالي عفرين بوجه الاحتلال التركي على مدار 58 يوماً والتي اعتبرت مقاومة العصر لما أبداه الشعب من نضالٍ ومقاومة "لسنا شعب يملك أسلحة متطورة لكنه ذا إرادة وعزيمة قوية".
وأكدت أن خروجهم من أرضهم كان رغماً عن إرادتهم، مشيرةً إلى ما وصفته بـ "الخيانة العالمية"، والصمت الدولي حيال الانتهاكات التي ارتكبت بحق شعب أعزل، مشددةً في ختام حديثها على أنه "لن نصمت حيال هذه الخيانة والتآمر ومستمرون في المقاومة على أرض الشهباء بالقرب من جغرافية عفرين تأكيداً على الوصول لتحرير عفرين لا محال".