النساء أولى ضحايا النزاع في السودان

في الحروب والصراعات يصبح خطر الإصابة بالصدمات النفسية كبيراً وفي أغلب الأحيان لا يُلقى لها بالاً ولا تؤخذ في الاعتبار لقلة الوعي بها أو لعدم إدراك خطورتها.

ميساء القاضي
السودان ـ
مشاهد العنف والتهجير القسري والنزوح والتعرض للقصف خلال النزاع المستمر في السودان من أبرز العوامل التي تسببت بصدمات نفسية للنساء والفتيات، بالإضافة لعدم القدرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء ومسكن.
أكدت الأخصائية النفسية نمارق فتح الرحمن أن النزاع المستمر في السودان أثر بشكل كبير على الصحة النفسية للنساء والفتيات "من خلال عملي في الفترة الماضية في جلسات الدعم النفسي للنازحات والمقيمات وضح جلياً أن الحرب أحدثت أثر نفسي عميق من ناحية عدم الاستقرار والأمان، كما أن هنالك العديد من النساء تعرضن للصدمات سببتها مشاهد الاشتباكات والجثث والدمار الذي حدث في العاصمة الخرطوم، ومازال عدد كبير منهن في حالة الصدمة والتوتر والقلق إزاء ما حدث وما قد يحدث، فهن لم تصلن إلى الاستقرار النفسي كما أنهن غير قادرات على تصنيف أنفسهن ضمن المتعافين أو أنهن وصلن إلى منطقة آمنة".
وعن كيفية تخفيف هذا الأثر قالت إنه "يجب البدء بوسائل الإعلام فمنها هدفه نشر الخوف والرعب، فقد لاحظنا في الفترة الماضية أن هنالك صور كثيرة يتم نشرها وتداولها اتضح أنها لا تمت لم يحدث في السودان بأي صلة، الرعب الذي يبث عبر وسائل الإعلام يجب مقاومته ووضع حد له من خلال نشر رسائل إيجابية، هنالك أيضاً جلسات الدعم النفسي التي تقوم بها الكثير من المنظمات ويقوم بها الكثير من لجان الأحياء بالتعاون مع أخصائيين نفسيين يعملون على حث النساء على تفريغ الصدمات والضغوطات ومناقشة الواقع وأساليب أفضل للتأقلم".

 


من جانبها أوضحت الأخصائية النفسية اعتدال وراق أن "أكثر الفئات التي تتأثر نفسياً خلال الحروب والأزمات هن النساء، كونهن عاطفيات أكثر من الرجال، يتأثرن كثيراً كما أنهن أكثر ارتباطاً بالمنزل لذلك خروجهن من منازلهن يؤثر عليهن بشكل كبير"، مضيفةً أن "النازحات تعانين في مناطق النزوح فهن تتعرض للكثير من الضغوطات خاصة المجتمعية، حيث يقضي الرجال يومهم خارج المنزل بينما هن تجبرن على البقاء في المنزل لتواجهن الضغوط والعنف أحياناً".
وعن مبادرتها "أطمئن" قالت "ناقشت من خلالها العلاقات الآمنة وكيف نصل إليها فكثير من المدنيين نزحوا إلى مناطق فيها ذويهم وأقرباءهم، تعرض الكثير منهم للخذلان والأذى النفسي الشديد، وقد يحدث ذلك بغير قصد، ولكون النازحين في وضع صعب يجب على المستضيفين أن يتقبلوا هذا الزائر وإذا لم يستطيعوا يجب أن يكونوا واضحين في هذا الأمر".
وعن الهدف من المبادرة أوضحت أنها "للتخفيف من وقع ما حدث والإرشاد إلى كيفية التعامل مع الخوف والقلق، لقد وجدت المبادرة قبولاً واسعاً فهدفي هو إيصال الشخص إلى حالة من الطمأنينة والخروج بأقل الأضرار والخسائر، بالإضافة لتقديم إرشادات عن كيفية التعامل مع الأطفال في ظل هذه الظروف"، لافتةً إلى أنها نشرت جملة من الإرشادات التوعوية على مواقع التواصل الاجتماعي أو باستخدام الرسائل النصية واستمرت بها حتى بعد نزوحها من الخرطوم.
وفي ختام حديثها أكدت أن "شعاري هو أن السعي من أجل النجاح هو نجاح أيضاً، لذلك أحث الجميع على الخروج من هذه الدائرة واكتشاف مهاراتهم وتخطي شعور الألم والإحباط وأنه ليس عبئاً على أحد".