النساء المهاجرات تتعرضن لعنف مضاعف خلال رحلة الهجرة
أكدت حنان السعيطي أن النساء المهاجرات بطرق غير نظامية في ليبيا تتعرضن للعديد من المخاطر الجسدية والنفسية والمالية باعتبارهن من الفئات المستضعفة خلال رحلة الهجرة.
هندية العشيبي
بنغازي ـ تتعرض النساء المهاجرات غير النظاميات في ليبيا للعديد من المخاطر، تبدأ منذ اتخاذها قرار الهجرة غير النظامية وحتى لحظة وصولها للجهة المقصودة أو القبض عليها في دولة العبور.
ازدادت في الآونة الأخيرة معدلات الهجرة غير النظامية في ليبيا، حيث وصل عدد المهاجرين من بداية العام الحالي حتى نهاية حزيران/يونيو، حوالي 22662 مهاجر غير نظامي إلى إيطاليا عن طريق ليبيا.
وغادر قرابة 8923 مهاجر على متن قوارب من سواحل المنطقة الغربية منذ بداية العام الحالي، بينما غادر 13506 مهاجر من المنطقة الشرقية عبر البحر متجهين إلى أوربا، وخلال رحلة الهجرة تتعرض النساء المهاجرات للعديد من المخاطر تنسب في أغلب الأحيان إلى رؤى وميول تمييزية وأعراف اجتماعية وثقافية وقوانين غير ملائمة مع ممارسات تستغل النساء وتحد من مشاركتهن في الحياة.
وحول هذا الموضوع قالت مسؤولة المنظمات الدولية للهلال الأحمر الليبي حنان السعيطي "المخاطر التي تتعرض لها النساء والرجال والأطفال خلال رحلة الهجرة الغير النظامية متشابهة، ولكن تكون أكثر حدة على النساء والاطفال باعتبارهم من الفئات المستضعفة طيلة فترة الرحلة من عنف واستغلال".
وأوضحت أن النساء المهاجرات تتعرضن لأشكال مختلفة من العنف والاستغلال من قبل المهربين أو الاشخاص المسؤولين عن رحلتهم، حيث تتعرضن للاستغلال ودفع أموال كبيرة بالإضافة للقيام بأعمال أخرى دون مقابل فقد يستغل مهربي البشر النساء المهاجرات في العمل في المنازل قسراً، أو داخل المزارع في جمع وحصد المحاصيل الزراعية، كل ذلك يشير أنهن تتعرضن للاستغلال من نقطة الانطلاق وحتى نقطة الوصول.
وأشارت إلى أن هناك نوعين من الهجرة للنساء، فالهجرة التي تختارها النساء بطريقة شرعية ونظامية تكون المخاطر التي تتعرضن لها أقل حدة ويمكن تجنبها، أما النساء المهاجرات بطريقة غير نظامية أو غير شرعية تتعرضن خلالها لمخاطر عديدة دون حماية أو ضمان، خاصةً أن القانون الليبي يصنف المهاجر الداخل للحدود الليبية بانه معتدي على الأراضي الليبية لدخوله للبلاد بطرق غير شرعية.
وتجد النساء المهاجرات أنفسهن طوال رحلة الهجرة في حالة من الضعف الشديد حيث تتعرضن للكثير من المخاطر وتحرمن في أغلب الأحيان من الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى أنهن تفتقدن دعم أقربائهن، فتعشن في خوف وتحت رحمة المهربين وقسوة المناخ، وإن كانوا سيعبرون البحر الأبيض المتوسط فرحلتهم تكون دائماً طويلة ومحفوفة بالمخاطر، وقد تتوقف أحياناً قبل الوصول إلى الوجهة المنشودة.
وأضافت أن حماية النساء المهاجرات تكون عن طريق تقديم التوعية اللازمة لهن عن آلية حماية أنفسهن وممتلكاتهن من المخاطر التي قد تتعرضن لها خلال رحلتهن، بحيث تحافظن على أنفسهن وأطفالهن إلى حين وصولهن لنقطة الوصول التي ترغبن في المكوث فيها.
ولفتت إلى أن هناك أنواع عديدة للهجرة منها الهجرة بحثاً عن الغذاء والماء والعيش بأمان، أو الهجرة من أجل تنمية مهارات العمل والدراسة وتطوير الذات، بالإضافة إلى الهجرة بحثاً عن الأمان فهناك بعض الدول تفرض عدد من القيود الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على النساء فتضطررن للهجرة بحثاً عن الأمان وطلب اللجوء من دولة أخرى أو تهاجرن بطريقة غير نظامية.
وتتعدد أسباب الهجرة القسرية أو غير النظامية فمنها تكون بسبب النزاعات السياسية والعنف والاضطهاد والكوارث الطبيعية، وفقدان سبل العيش والسلامة، وتعذر الحصول على الغذاء بالإضافة لفقدان الاسرة والروابط الاجتماعية وفقدان أمكانية تامين التعليم والتدريب.
وأوضحت أن النساء اللواتي تصطحبن أطفالهن تتعرضن للعنف بشكل مضاعف من خلال الضغط عليهن من خلال ابنائهن لإداء بعض الأعمال حتى من قبل المهاجرين المرافقين معها في الرحلة الغير النظامية، مشيرةً أن رحلة الهجرة قد تودي بحياة الكثير فهي رحلة غير أمنة على الجميع وخاصةً النساء والأطفال.
وعن الخدمات التي تقدمها المؤسسات المدنية والإنسانية للمهاجرات الغير نظاميات قالت "لا تستطيع المؤسسات تقديم التدريبات والورش اللازمة للنساء المهاجرات بطرق غير نظامية لمخالفتهن قانون البلاد، ودخولهم بشكل غير شرعي لأراضيها".
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا قد طالبت جميع الجهات المتخصصة في ليبيا، بضبط المخالفات والتجاوزات بحقوق العمال المهاجرين غير الشرعيين والعمالة الوافدة إلى سوق العمل، ودعتهم إلى ضبط كل من ينقل العمال من فئة المهاجرين غير القانونيين، بطريقة قد تعرض سلامتهم وحياتهم للخطر، وبشكل يسيء إلى صورة المجتمع الليبي.