'النضال مستمر من أجل توعية النساء بحقوقهن'

يعد يوم الثامن من آذار في إقليم كردستان يوماً لتوعية النساء حيال الذهنية الذكورية. كما تسبب هذا الأمر في تزايد الخطر على النساء الثوريات الكرديات، ورغم النضال المستمرة للمرأة، لا تزال حقوقها تنتهك.

شنيار بايز

السليمانية ـ منذ التاريخ وحتى اليوم فإن نساء العالم بما فيهن النساء الكرديات تناضلن من أجل حقوق المرأة والحرية، وتم إحياء هذا النضال مع الثامن من آذار، وحاولن على مدى عقود من الزمن الحفاظ على قدسية هذا اليوم، لأن نضال المرأة وكفاحها يشكل خطراً على السلطات، لذلك فهن تتعرضن للاضطهاد والتهديد والتعذيب.

بري طالب التي تعيش في السويد، هاجرت بعد عام 1990 إبان القصف الكيمياوي والأوضاع السياسية التي شهدها إقليم كردستان، قالت لوكالتنا "علينا عدم تخصيص يوم واحد لنضال النساء، فكل الأيام هي للمرأة، وخاصة النساء الكرديات ونساء الشرق الأوسط اللواتي تناضلن في وجه جميع الانتهاكات، ولا يمكن الوقوف عليها في يوم واحد".

وحول الأساليب التي أتبوعها من أجل توعية النساء أوضحت "التقينا العديد من النساء وقدمنا لهن النصائح والمحاضرات التوعوية للتعرف على واجباتهن وحقوقهن، واجهنا العديد من الصعوبات عند اللقاء بهن من قبل الرجال بسبب ذهنيتهم المتسلطة. لكننا لم نتراجع وواصلنا جهودنا. إضافة إلى ذلك كنا نحث النساء على التعليم وتعليم بناتهن".

وأضافت "لقد مارسوا العديد من الانتهاكات والضغوط على النساء لدرجة أنهم فرضوا عليها جميع أعمال المنزل، كن تعملن في الخارج وفي المنزل في نفس الوقت. لذلك فإن تلك النساء المنظمات كن تسعين لإنهاء هذه العادات والتقاليد".

كان لدى بري طالب أربعة أطفال أثناء نضالها، وكانت تحاول دائماً أن يكون أبنائها متعلمين، وعن ذلك تقول "لقد قضيت حياتي وأنا أناضل من أجل النساء. على الرغم من أنني كنت أنتقل من حي إلى أخر مرة واحدة في الشهر، وكنت اتخذ لنفسي في كل مرة اسماً جديداً".

 

"النساء الكرديات بطلات ومقاتلات لكنهن لا يتحدثن عن أنفسهن"

ولفتت إلى أنهن لا يمكنهن النضال في المدينة بسبب الوضع السياسي الصعب، لكن النساء لم تكن خائفات ولم تتراجعن عن نضالهن، لكن الآن يمكننا الحديث عن نضالهن، رغم أن جميعهن ناضلن من أجل حرية المرأة. هناك نساء كثيرات ضحّين بأرواحهن من أجل أرضهن ووطنهن، لكن تم إسكات الثورة النسائية من قبل السلطات الذكورية "هناك العديد من النساء اللواتي كافحن وناضلن لكن الظروف لم تكن ملائمة لنشر رسالتهن، وهناك نضال متواصل على مدى عقود من الزمن، فعندما بدأنا أنشطتنا في الجبال وذهبنا إلى القرى، نشرنا الوعي وكافحنا من أجل حقوقنا. في تلك الفترة، كان الاحتفال بيوم 8 آذار يشكل تهديداً للسلطة، لذلك تم وضع العديد من العقبات أمام المرأة".

وعن الصعوبات التي واجهوها أوضحت "كان هناك معوقات أمام المرأة من جميع النواحي، في الجانب الديني كانوا يعتقدون أننا نقود الناس إلى الضلال، كما كان هناك عراقيل سياسية لا تريد للمرأة أن تكون حرة".

 

"نضالنا من أجل حقوق المرأة مستمر"

وأوضحت "لقد مرت خمسون عاماً على نضال النساء، ولكن حتى الآن لم تصل المرأة إلى الهدف الذي تناضل من أجله. الوضع الذين تعيشه النساء الآن ليس هو الحرية. الحرية تتكون بنيل جميع الحقوق، وأن يكون لها قرارها الخاص. الحرية هي أن المرأة لا ينبغي أن تقتل. ولكن على العكس كل رجل يتملك السلطة يقوم بعمليات القتل والعنف. هذا هو السبب في أنه لا يكفي أن يكون للنساء يوم واحد فقط، يجب أن تكون كل أيام السنة أياماً للمرأة ويجب أن تأخذ المرأة مكانها في جميع المجالات الاجتماعية. وأن يكون لها دور في مراكز صنع القرار، ونيل على حقوقها، والمرأة تعني الحياة. لا يمكن للمجتمع أن ينجح بدون المرأة، فالمرأة هي مكملة للمجتمع".

وناشدت في ختام حديثها جميع نساء العالم وخاصة النساء الكرديات بأن تستمرين في نضالهن من أجل حقوقهن.