المؤسسات النسوية تاريخ مليء بالنضالات لتحرير المرأة وحمايتها

قبل اندلاع ثورة روج آفا عام 2012 وبعدها، عملت العديد من النساء على تنظيم أنفسهن والنضال من أجل حقوقهن وحريتهن، فأسسن منظمات وجمعيات ومؤسسات نسوية جميعها تسعى إلى حماية النساء وتنظيمهن وتوعيتهن والنهوض بهن.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت عضوات المؤسسات والتنظيمات النسوية التي كان لها دور في تحقيق العديد من الإنجازات في روج آفا وشمال وشرق سوريا، على أن المرأة أساس ثورة روج آفا.

في 15 كانون الثاني/يناير عام 2005 تم تأسيس اتحاد ستار بشكل سري من قبل نساء كرديات في عدة مناطق من روج آفا، اللواتي عملن على توعية وتطوير النساء من خلال تنظيم فعاليات متنوعة.

تقول حنيفة محمد وهي إحدى عضوات مؤتمر ستار، أن مؤتمر ستار هو ثمرة اتحاد ستار "خلال مسيرة حافلة بالنضال والتنظيم استطاع اتحاد ستار تحقيق الكثير من الإنجازات، لذا تم تغيير اسمه ليصبح مؤتمر ستار خلال المؤتمر السنوي السادس الذي عقد عام 2016، ليحتضن النساء من كافة المكونات، وبعد التطور الملحوظ الذي أحرزه وتوسيع نطاق عمله للعالم أجمع، أصبح هناك ممثلات عن مؤتمر ستار في العديد من الدول".

وعن الصعوبات والعوائق التي واجه مؤتمر ستار تقول "لقد كان مؤتمر ستار يدير أعماله بصعوبة وبشكل سري في ظل تواجد حكومة دمشق، كنا نواجه تحديات عدة أثناء العمل للوصول إلى النساء في المنازل، حتى أننا كنا نعقد الاجتماعات في القرى بعد حلول الليل، ولكن رغم ذلك لم نتوقف عن مواصلة عملنا بالرغم من أنه تم الضغط علينا من قبل حكومة دمشق".

وأشارت إلى أن مؤتمر ستار أحرز إنجازات عدة على كافة الأصعدة منذ تأسيسه ولا يزال مستمر في رفع وتيرة نضال ومقاومة النساء "من خلال عمله ضمن المجتمع تمكن من الوصول للنساء وأحرز قفزة نوعية في تنظيم النساء من الناحية الفكرية لتتمكن كل امرأة من التعبير عن آرائها والمطالبة بحقوقها دون الخوف من المجتمع الذي يقيد حريتها"، مضيفة "في إحدى المؤتمرات عندما رأيت أن عدد النساء المشاركات قد ازداد بشكل كبير شعرت بسعادة كبيرة لأننا بدأنا عملنا من العدم وبعدد قليل من النساء، أما الآن فهناك الآلاف من النساء تجتمعن معاً تحت راية واحدة وتسرن نحو هدف واحد ألا وهو تحرير المرأة وتثقيفها وتوعيتها، وتخرجن إلى الساحات وتنظمن فعاليات وتبدين رأيهن وتدافعن عن هوتيهن وتعملن على تنظيم أنفسهن، لقد وحد مؤتمر ستار النساء واحتضنهن وترك بصمته في ثورة روج آفا".

وقالت حنيفة محمد في ختام حديثها "العمل الذي يقع على عاتقنا أكبر اليوم، فنحن نخوض ثورتين، إحداها ضد العدو والأخرى ضد الذهنية الذكورية السلطوية، يجب ألا نتوقف عن النضال حتى نحرر كافة النساء، فكما يقول القائد عبد الله أوجلان فالحرية لا تطلب بل تؤخذ".

 

 

المساواة بين الجنسين ومناهضة العنف من أبرز أهداف منظمة سارا

تعمل منظمة سارا الأولى من نوعها في شمال وشرق سوريا التي تأسست عام 2013 على مناهضة كافة أشكال العنف والتمييز، وحماية المرأة وتطويرها وتوعيتها، ورفع سويتها الفكرية لمناهضة العنف، حيث تتخذ من المعاهدات والمواثيق الدولية والإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة مرجعية لها، ولعبت دوراً كبيراً في تطوير المرأة وحمايتها خلال الثورة في شمال وشرق سوريا.

تقول الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة يسرية محمود عن دور المنظمة في تطوير المرأة وحمايتها خلال الثورة "يتمحور عملنا في المستوى الأول حول حماية المرأة وتطويرها خاصة في فترة الحروب والثورات لأن الأكثر تضرراً في المجتمع هم النساء، إذ تتعرضن للاعتداءات والعنف والقتل وغيرها من الانتهاكات التي تمارس ضدهن، مع بداية ثورة روج آفا حملت منظمة سارا على عاتقها حماية المرأة، ولعبت دوراً مهماً في المجتمع من كافة النواحي، كما عملت على تحقيق المساواة بين الجنسين، وحل القضايا المتعلقة بالمرأة".

وأوضحت أنه "من خلال توعية النساء استطعنا تجاوز الكثير من المعتقدات الخاطئة حول المرأة وحريتها وماهيتها وحقيقتها، ومن خلال الورشات والمحاضرات والنقاشات ركزنا على توعية النساء والمجتمع، لأنهن من تربين الأجيال وتطور من حولها، حتى تطور عملنا ووصلنا إلى جميع مناطق شمال وشرق سوريا، ولا زال عملنا مستمر لنصل إلى جميع نساء الشرق الأوسط، كما أن اعمالنا لا تقتصر فقط على المدن بل نعمل على تطوير المرأة وتثقيفها داخل المخيمات أيضاً".

وأشارت إلى أنه "في ظل الحرب التي مرت بها البلاد تعرضت المرأة للكثير من التهميش والممارسات اللاإنسانية والتعنيف خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة مرتزقة داعش الذي نشر فكره الظلامي بين الأهالي، لذا نعمل على توعية هؤلاء النساء بعد تحريرهن".