المرأة والاقتصاد... نقطتا قوة وضعف المجتمع
تركز الدورة التدريبية التي افتتحها هيئة الزراعة والاقتصاد على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، على أهمية تمكين قدرات المرأة وتعزيز خبراتها ضمن القطاع الزراعي والاقتصادي للوصول إلى مجتمع اقتصادي كومنالي بريادة المرأة.
يسرى الأحمد
الرقة ـ المرأة كانت ومازالت المحرك الأساسي في تطوير الاقتصاد المجتمعي في جميع مراحل التاريخ، فالجانب الاقتصادي هو بمثابة هوية ودرع حماية لجميع الشعوب، فالثورات التي قامت على مر التاريخ استهدفت المرأة والاقتصاد في المقدمة كونهم نقطتان قوة وضعف المجتمع.
افتتحت هيئة الزراعة والاقتصاد لإقليم شمال وشرق سوريا، دورة تدريبية في 5 آب/أغسطس وستستمر إلى 31 من الشهر ذاته، باسم الشهيدة "روجينا عكيد" تحت شعار "بمساهمة المرأة سنبني اقتصاد مجتمعي كومنالي" وذلك على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تهدف إلى توعية المرأة بالسياسيات التي تتبعها الدول الرأسمالية التي تسعى لتقسم فئات المجتمع بمفهوم الطبقات لتفكيكه والسيطرة عليه، وإيضاح المسؤوليات التي تقع على عاتق المرأة لحماية اقتصاد مجتمعها، وتعزيز مشاركتها في تعريف وترسيخ مفهوم الاقتصاد المجتمعي للوصول إلى مجتمع كومنالي.
وتضم الدورة 27 متدربة من عضوات هيئتي الزراعة والاقتصاد، وتتلقى المتدربات محاضرات خاصة تثقيفية وتوعوية ضمن مجالي الزراعة والاقتصاد.
وعن الهدف من افتتاح الدورة أوضحت الإدارية في هيئة الزراعة والري في مقاطعة الحسكة زيلان أحمد "نسعى إلى تعزيز دور المرأة وتطوير وتأهيل قدراتها ومهاراتها الشخصية والإدارية والقانونية لتتمكن من إدارة المؤسسات وفق نظام كومنالي"، مؤكدة على أهمية التدريبات الفكرية للرفع من مستوى وعي المرأة وتعريفها بمفهوم الاقتصادي المجتمعي وأهميته للوصول إلى مجتمع يسوده العدل والمساواة بين أفراده والقضاء على ما يسمى بالطبقات الاجتماعية.
وأوضحت "في ظل ما تتعرض له المنطقة من أزمات وحروب ونزاعات، تستخدم الدول المهيمنة ومن بينهم الاحتلال التركي الجانب الاقتصادي كورقة ضغط للسيطرة والاحتلال، فالهجمات المتكررة واستهدافه للمراكز الحيوية والاقتصادية التي تخدم الشعب هي بهدف تضييق الخناق وخلق حالة من الخوف والرهبة للنيل من إرادة الشعوب الحرة وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية".
وقالت "اذ عدنا إلى المجتمع الطبيعي سنرى أن مسار الاقتصاد قد انحرف عن مساره الحقيقي بسبب غزو وسطو الأنظمة الرأسمالية والمهيمنة التي تستخدم الاقتصاد بما يخدم مصالحها الشخصية، فقد كان الفرد يعمل من أجل المجتمع أما اليوم فنرى المجتمع بأكمله يعمل من أجل الفرد، الأمر الذي سبب بظهور تداعيات ونزعات بين أفراد المجتمع".
وبينت أنه من خلال أطروحاته اعتبر القائد عبد الله أوجلان أن الجانب الاقتصادي هو بمثابة هوية ودرع حماية لجميع الشعوب، فالثورات التي قامت على مر التاريخ استهدفت المرأة والاقتصاد في المقدمة كونهم نقطتان قوة وضعف المجتمع.
وحول أهمية مشاركة المرأة في تطبيق نظام كومنالي اقتصادي أكدت "عرفت المرأة منذ المجتمع الطبيعي أنها حجر الأساس لتشكيل هرم الاقتصاد المجتمعي وتطويره عبر الزمن، لذا نحاول أن نعيد دورها الحقيقي التي غُيب لسنوات طويلة عن الوجود، وسلب من قبل الأنظمة المهيمنة والديكتاتورية والرأسمالية والتي سعت عبر ترسيخ مفهوم الطبقات الاجتماعية بتقسيم فئات المجتمع على أساس الدخل، أو مستوى التعليم، أو نوع المهنة، أو المكانة الاجتماعية".
وأكدت "المرأة حققت العديد من الإنجازات والمكتسبات القيمة خلال ثورتها، حيث تمكنت من تفعيل دورها في جميع المجالات وأبرزها الاقتصادي، لذا من الضروري أن تعرف كيف تحافظ على هذه المكتسب وتقف في وجه كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضدها، وإدراك الخلفيات والسياسات التي تحاول استغلال الاقتصاد لضرب ثورتها".
وعن أهمية المحاضرات التي تتلقاه المتدربات قالت الإدارية في مكتب الاستثمار الصناعي لهيئة الاقتصاد من مقاطعة الحسكة عفراء خليل شبلي "تمكنا من خلال الدروس التي تلقيناها التعرف على العديد من المفاهيم المهمة التي لم ندركها مسبقاً، وأهمية تطبيقها بالنسبة للمرأة والمجتمع، أبرزها مفهوم الاقتصاد المجتمعي وكيف بإمكان المرأة نشره وتطبيقه للوصول إلى مجتمع خال من الطبقات، كما تعرفنا على أهمية الأخلاق والثقافة، والقيم المادية والمعنوية، وتاريخ المرأة منذ المجتمع الطبيعي إلى يومنا الحالي والانكسارات التي مرت بها".
وقالت "لطالما قيد دور المرأة وانحصر في قوالب نمطية محددة من قبل المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي ترى أن المرأة مخلوق ضعيف، ومنعتها من لعب دورها على الساحة السياسية والاقتصادية، لذلك من المهم إدراك المرأة حقيقة تاريخها المخفي وحقيقة الأنظمة الرأسمالية التي تحاول إبعادها عن جوهرها الحقيقي، فالمرأة ليست فقط جزء من الاقتصاد بل هي أساس وجوده واكتشافه، لذا عليها أن تبدأ بتنظيم نفسها وفق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطي القائم على نظام الفرد للجميع والجميع للفرد".
وعن سبب انضمامها للتدريب أوضحت الإدارية في هيئة الاقتصاد في مقاطعة الشهباء وحيدة حسن "هذه المرة الأولى التي احضر فيها تدريبات فكرية، اردت الانضمام لكي أطور من مستوى الفكري وأنمي مهارتي في مجال عملي بشكل أفضل، كانت الدروس جداً غنية بالمعلومات والرؤى الهامة والتي يجب أن تتداركها المرأة لكي تتمكن من قيادة وريادة اقتصاد مجتمعها".
وأشارت إلى كون المرأة هي أساس بناء الاقتصاد وتطويره، لذلك يجب عليها أن تعزز دورها في المجال الاقتصادي خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة وذلك عبر المبادرات والجمعيات التعاونية للوصول لاقتصاد مجتمعي بريادة المرأة.