المرأة تتعرض للتهميش والإقصاء داخل الأسرة

هناك العديد من الأقوال التي تدور حول سيطرة المرأة على القرارات المصيرية داخل الأسرة، إلا أنها تتعرض للإقصاء والتهميش داخل منزلها، والرجل هو المسيطر وصاحب القرار النهائي.

هديل العمر

إدلب ـ تواجه الكثير من النساء تحديات في التعاطي مع المتغيرات المختلفة، لا سيما على الصعيد الأسري، نتيجة الثقافات المحلية التي مازالت ترى أن المرأة ليست كفؤ أو أهلا لاتخاذ قرارات مصيرية داخل أسرتها.

ليس للمرأة من الحقوق سوى توفير المتطلبات الحياتية مع زوج لا يعطي أهمية لحقوقها الأخرى سواء في المشاركة بالنقاش أو اتخاذ القرارات، حيث تقول راما الحسين البالغة من العمر 44 عاماً إن تحديات القيادة واتخاذ القرارات لا يشمل المجتمع وحسب، بل حتى نظرة المرأة لنفسها ومفهوم الذات لديها، ووعيها بحقوقها وحجم قوتها وإمكانياتها وطموحاتها وتقديرها لذاتها، ومع أنها تشكل نصف المجتمع ولها كامل الحقوق، إلا أن الموروثات الاجتماعية هي من تفرض مفهوم الأدوار، حيث تقسم الأدوار الأمامية والقيادية للرجل بينما التبعية للمرأة.

من جانبها ترى فاطمة العيسى البالغة من العمر 38 عاماً أن المناهج التعليمية تلعب هي الأخرى دور في تنميط دور المرأة، فقد حبست المرأة في إطار ربة المنزل التي يقع على عاتقها مهمة الطبخ والغسيل والتنظيف والإنجاب، وصورت الرجل بموقع الطبيب والقائد والرئيس، وهو ما رسخ في الأذهان عدم الثقة بقدرات المرأة القيادية.

واتخاذ القرارات على الصعيد الأسري ليس من صلاحياتها ضمن أسرتها، هذا ما أكدت عليه سارة عبد الكريم ذات الـ 37 عاماً، فأي قرار يتعلق بأبنائها أو المنزل وحتى إن أرادت دعوة إحدى قريباتها فعليها الرجوع لزوجها لأخذ الموافقة منه، كونها مسلوبة الحقوق في اتخاذ أي قرار مهما كان بسيط على حد تعبيرها.

واستذكرت سارة عبد الكريم حادثة أثرت في نفسها كثيراً، عندما قام زوجها بتزويج ابنتها القاصر وهي لم تتجاوز سن الخامسة عشرة، حيث أنها لم تتمكن من منع تلك الزيجة بعد تعنت زوجها ورفضه مشاركتها في اتخاذ مثل هذا القرار المصيري لابنتهما التي أنهى والدها دراستها وأحلامها لتعيش الحياة الزوجية وتصبح أماً وهي لا تزال طفلة.

من جانبها قالت المرشدة النفسية والاجتماعية ياسمين العلوش إن المرأة في إدلب ما زالت تعاني وسط ظروف مختلفة أهمها العنف النفسي والجنسي والاقتصادي يضاف إلى ذلك التحديات المجتمعية والتمييز والعادات والتقاليد التي تقوض حريتها.

ودعت لتوعية المرأة والمجتمع عبر الندوات والتدريبات والحملات، مشددةً على ضرورة إعطاءها المساحات والصلاحيات التنظيمية والمالية للتمتع بالاستقلالية، ومساندتها وتدريبها على مهارات مثل التفاوض وتعزيز الثقة بالنفس.