المرأة مهدت الطريق لنشر الفكر الديمقراطي
للمرأة دور كبير في نشر فكر وفلسفة القائد عبد أوجلان التي لامست كيانها ووجودها، وواجهت الأنظمة الرأسمالية والرجعية وناضلت في سبيل رفع صوت الحرية والديمقراطية.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ شكلت المرأة حجر الأساس في الأنظمة الديمقراطية وعملت على نشر الفكر الحر رغم كل الضغوطات والتهديدات التي واجهتها.
اضطرت خديجة علو من نساء مقاطعة عفرين عام 1982 للانتقال من مدينتها إلى العاصمة السورية دمشق لأسباب تتعلق بعمل زوجها، وسكنت تحديداً في حي ركن الدين "زور آفا" الذي يضم كافة المكونات والأطياف والشرائح، وقد راودتها الكثير من التساؤلات حول تهميش مكانة ودور الشعب الكردي.
وأضافت أنها عملت على نشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان بين الكرد وشعوب المنطقة، خاصة أن فكره وفلسفته لامست حقيقة الشعوب والأنظمة "بعد التعرف على فكر القائد أوجلان انخرطت بين الشعوب خاصة النساء والشابات من الشركس والعلويين والتركمان، ومهدت لهن التعرف على فكره من خلال حثهن على ضرورة الاعتزاز باللغة وعدم الانصياع للأنظمة التي تسعى لتعريف الشرق الأوسط على أنه شعوب عربية فقط، وكنا نقرأ سوياً كتب ومرافعات القائد أوجلان منها كتاب المرأة والعائلة وإجراء جلسات نقاش حول مضامينها".
وأكدت أنها تعرضت للكثير من المضايقات والتهديدات خلال مسيرتها الثورية والنضالية في تحرير فكر النساء حولها، "اتخاذ مثل هذه القرارات في تلك المناطق يحتاج للكثير من الجرأة والإرادة والقوة وقد مدني بها فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي ألتقيته عدة مرات بدمشق، ، فالتحلي بها جعلني أقوى من كل الظروف والضغوطات في سبيل الاستمرار، كما أن تأثر وتفاعل النساء والأهالي مع قضيتنا شكل مصدر قوى، فقد أكدوا لنا خلال التجمعات أنهم يرون حقيقتهم ووجودهم في الفكر الحر والديمقراطي"، مضيفةً أنها تعرضت للاعتقال من قبل قوات حكومة دمشق على الحدود السورية اللبنانية عندما كانت متوجهة إلى لبنان لحضور احتفالية قفزة 15 آب/أغسطس.
وأردفت أنها كانت مع عدد من رفيقاتها تستخدم منزلها لتنظم وتدريب النساء والفتيات لإحياء عيد النوروز واليوم العالمي للمرأة والكثير من المناسبات والفعاليات، بالإضافة لتنظيم التظاهرات والمسيرات ومساندة جرحى الحرب ومداواتهم في منزلها وتحضير الطعام وإرساله للمناضلين في أماكن التدريب والاجتماعات، متحديات كافة الضغوطات والممارسات القمعية التي كانت تمارسها حكومة دمشق، مؤكدة أنها بسبب تهديدات وضغوطات الحكومة هناك كونها والدة وشقيقة شهيد، اضطرت للعودة إلى عفرين ثم نزحت إلى مقاطعة الشهباء حيث تقاوم مع عائلتها بالسير على نهج وفلسفة القائد عبد الله أوجلان.
من جانبها أكدت ثريا حبش نازحة من مدينة حلب السورية أنها تعرفت على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وتأثرت به منذ بدايات انتشاره في سوريا عام 1986 وهذا الفكر بث فيها الروح النضالية والتمسك بالوجود والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة.
"من اللاشيء صنعنا كل شيء"، بمقولة القائد أوجلان بدأت ثريا حبش حديثها، لافتةً إلى أنه "بالحديث عما كنا نتعرض له ونواجهه خلال عملنا في الساحات والشوارع من قبل حكومة دمشق نرى أنه كان مستحيلاً أن نرى المكتسبات والانتصارات التي تحققت بإقليم شمال وشرق سوريا، إلا أننا نعيد ونذكر أن فكر القائد أوجلان لا يعرف المستحيل ولا حدود له".
وعن تفاصيل عملها في حلب وباقي المناطق قالت "في تلك الفترة لم يكن التلفاز متوفر في كل منزل وكان التنقل بين المدن صعب بعض الشيء إلا أنني رغم الضغوطات والعوائق أقصد عدة مدن كحلب والرقة ومنبج ودير الزور وقامشلو وأحياناً دمشق، لتوزيع أشرطة كاسيت تتضمن تسجيلات صوتية لتحليلات للقائد أوجلان بالإضافة لكتبه".
وعبرت ثريا حبش عن سعادتها لما وصلت إليه الشعوب المؤمنة بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان في كافة أرجاء العالم، واعتبرته دليل على أن عملها لم يكن عبثاً أو ذهب مهب الريح، فقد حافظت على روحها الثورية ووجودها كامرأة خاصة أن النساء المؤمنات فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تمكن من لعب دورهن وإبداء آرائهن في جميع الساحات والفعاليات، مؤكدة أن لا العمر ولا المرض ولا الضغوطات أو التهديدات ستقف أمام إرادتها وإصرارها على نشر فكره وفلسفته.