المرأة في شبكة قائدات السّلام تسعى لتحقيق السّلم الأهلي والمساواة

تدعم شبكة صانعات السّلام العدالة والمساواة، وتدعوا لتحقيق السّلم الأهلي، عبر نشاطاتها وفعالياتها، منطلقة من الرّغبة في تعزيز التّعايش المشترك

 رهف يوسف
قامشلو ـ .
تنطلق المرأة في شمال وشرق سوريا في طليعة القيادة لخلق عالم مسالم، وقيادة سوريا نحو الحل الدّيمقراطي الذي يرضي جميع الأطراف، عبر التّنظيمات النّسوية كشبكة قائدات السّلام.    
رئيسة الهيئة الإدارية لشبكة قائدات السّلام ستير قاسم، قالت إن الشبكة تأسست في 14 شباط/ فبراير 2017، كأحد مشاريع مؤسسة تآخي لحقوق الإنسان، وعرفتها على أنها تحالف نسوي بين منظمات المجتمع المدني، وممثلات المرأة في الأحزاب السّياسيّة، وناشطات مستقلات، ومنظمات حقوقية. مبينةً أنها تعمل على "تعزيز دور المرأة في مفاوضات السّلام والأمن، ولا سيما فيما يتعلق بالوضع السّوري، ونشر ثقافة التّسامح والسّلم الأهلي بين مكونات المنطقة". 
"لا يتقبل الجّميع عمل المرأة لنشر ثقافة السّلام"، هذا ما تبينه ستير قاسم، عن نظرة المجتمع لعمل المرأة ضمن شبكة نسوية تنادي بالسّلم الأهلي بعيداً عن العرق، واللون، والدّين، تحت شعار الإنسانية.
وأبرز الصّعوبات تمثلت في الهجرة، والضّائقة الاقتصادية، كون تمويل الشّبكة ذاتي، مما يحد من الطّموح والرغبّة بالتقدم للأمام في بعض الأحيان، كما قالت.
وعملت الشّبكة على تمكين المرأة إدارياً، وسياسياً، وقانونياً، "أقمنا ورشات عمل، تضمنت أربع محاور أساسيّة هي "الوقايّة، والحمايّة، والمُشاركة السّياسيّة، ومشاركة المرأة في إعادة الإعمار". وأضافت "نظمنا ورشات عمل قانونيّة، تتعلق بقوانين المرأة في الإدارة الذّاتيّة، والأحوال الشّخصيّة، وخيم اعتصام اثناء الهجوم التّركي على عفرين، ورأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، منها خيمة (هنا عفرين)".
وتم التّركيز على المُشاركة والحوار السّياسي للمرأة الخاص بمفاوضات السّلام لضرورته، واللجان الدّستوريّة، والقوانين الدّولية، وقانون الأحوال الشّخصية بالمقارنة مع قوانين المرأة، والأزمة الاقتصاديّة، "أردنا فضح جرائم الاحتلال التّركي".
وتمت دعوتهم لحضور ورشات للأمم المتحدة، ومؤتمر "نحو إطار مشترك لتوحيد الحركة النّسوية السّورية" الذي نظمه مكتب المرأة بالأمم المتحدة في بيروت بحضور 200 ممثلة من سوريا من جميع أنحاء العالم، ولهم نشاطات عن البيئة، حسبما بينت.
ولم تخلوا فترة انتشار وباء كورونا من العمل الجاد لتحقيق أهدافهنّ، والحديث لستير قاسم، "وزعنا الكمامات، والمعقمات، والبروشورات، إ ضافة للخبز في المناطق الشّعبيّة، ومحاضرات ونشاطات عبر السّكايب خلال فترة الحجر عن زيادة نسب العنف المنزلي".
وتابعت "تعمقنا بتطور دور المرأة تاريخياً بالأديان، منها الزّردشتيه والإيزيدية، وكان لنا نشاطات عن الحوكمة، والعقد الاجتماعي".
"المرأة رمز السّلام"، جملة تؤمن بها ستير قاسم، وتعتبرها حقيقة تاريخية، لذا وخلال الأزمة يجب أنّ تقود المرأة سوريا للسلام. وقالت أنَّ "شبكة قائدات السّلام تُسهم في تطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي رقم 1325 الذي ينص على أهمية مشاركة المرأة على قدم المساواة، وبشكل فعال في إحلال السّلام المُستدام".
وأكدت على أن المجتمع المدني تحول لحالة واقعية في كافة أنحاء العالم، "لم يكن هناك مجتمع مدني في سوريا، لأن النّظام كان يحول دون قيامه، ولكنه اليوم يلعب دوراً كبيراً، بدلالة أن اللجنة الدّستوريّة التي تشكلت وتعمل بجنيف فيها قائمة المُجتمع المدني بالإضافة لقائمة النّظام والمُعارضة".
وفي الختام دعت رئيسة الهيئة الإدارية لشبكة قائدات السّلام ستير قاسم لضرورة الاستمرار والنَّضال، ولا سيما المُنظمات النّسويّة، "هناك انجازات تتحقق للمرأة من خلال عمل منظمات المُجتمع المدني، والقوانين التي تُطبق على أرض الواقع".