المرأة في الجمارك... تكسر النمطية وتحقق دورها
المرأة في مديرية الجمارك تلعب دوراً رئيسياً، مستندة إلى نهج الأمة الديمقراطية وفكر القائد عبد الله أوجلان، وبدأت هذا الدور من الإدارة العامة إلى المكاتب وصولاً للمعابر.
سيلفا الإبراهيم
منبج - المرأة في مديرية الجمارك أخذت دوراً فعالاً في ظل مشروع الأمة الديمقراطية الذي ينادي بالمساواة بين الجنسين، على غرار الأنظمة الرأسمالية التي تجعل العمل في هذه المديريات حكراً على الرجل فقط.
تعرف مدينة منبج شمال وشرق سوريا بموقعها الاستراتيجي، كونها بوابة لثلاثة معابر رئيسية تؤدي إلى باقي المناطق الخاضعة لحكومة دمشق وتركيا، وتدار المعابر الثلاثة أم جلود وعون الدادات والتايهة من قبل مديرية الجمارك في مدينة منبج، التي تلعب المرأة فيها دوراً رئيسياً يبدأ من الإدارة العامة إلى المكاتب وصولاً للمعابر.
تحدثت وكالتنا مع عضوة مكتب الموارد البشرية والناطقة باسم المرأة في مديرية الجمارك بمدينة منبج شمال شرق سوريا هبة الأحمد، عن دور المرأة في الجمارك ونسبة تواجدها في هذه المديرية "في بداية تأسيس مديرية الجمارك في مدينة منبج انضمت ثلاثة نساء فقط إلى المديرية وقد أثبتن جدارتهن وفعالية دور المرأة خلال فترة وجيزة جداً، وقد ساهمن في تطوير عمل المديرية بشكل كبير".
وأضافت "بدأت مديرية الجمارك بعدد قليل جداً من النساء واليوم وصل عددهن في المديرية لـ 26 امرأة، لأن المرأة أدرك أنه يمكنها مزاولة هذه العمل وأنها ليس حكراً على الرجل، والنساء المتواجدات هنا اليوم لهن أدوار مهمة في كافة المكاتب منها القانونية والمالية بالإضافة لمكاتب الإحصاء والأرشيف والديوان وحتى في الإدارة العامة لمديرية الجمارك، وهذا خير مثال على الدور الفعال والمكانة التي أحرزتها المرأة والتطور الذي بلغته في ظل الإدارة الذاتية والفكر الذي نتمتع به في شمال وشرق سوريا".
في مدينة منبج ثلاثة معابر أساسية وهي معبر عون الدادات شمال مدينة منبج وأم جلود شمال غرب المدينة، وهما يربطان منبج مع جرابلس التي تم احتلالها من قبل تركيا ومرتزقتها، إضافة إلى معبر التايهة الواقع في قرية أبو كهف جنوب غرب مدينة منبج وهي تربط بين مدينة منبج والمناطق الواقع تحت سيطرة حكومة دمشق في حلب.
وتابعت "جهود وعمل مديرية جمارك مدينة منبج يساوي أضعاف ذلك في المديريات الأخرى في شمال شرق سوريا، كونها تضم ثلاثة معابر وتحتاج لعمل دؤوب ومتواصل وجهود أكبر حتى في أيام العطل الرسمية، وهذا ينعكس من خلال النتائج المثمرة التي يتم الحصول عليها"، وأضافت "المرأة تأخذ دورها في المكاتب المتواجدة على المعابر الثلاثة مثل مكاتب المخالفات والمنافيست، ونطمح لرفع نسبة مشاركة النساء في مديرية الجمارك بهدف تفعيل دورهن والمساهمة في الرفع من سوية العمل في الجمارك بشكل أكبر".
وعن حجم مشاركة المرأة في المؤسسات المختلفة للإدارة الذاتية قالت "نظراً لاتباع نهج الأمة الديمقراطية في مديريات الجمارك في كافة مدن شمال وشرق سوريا، فأنها تحتضن النساء في مؤسساتها على غرار مؤسسات الجمارك في الأنظمة الرأسمالية التي تحتكر عملها على الرجال فقط، كما أنهم يحددون سقف طموحات المرأة بمجال التعليم أو التمريض".
وعن الذهنية التي يتم التعامل بها مع النساء في شمال وشرق سوريا تقول "يعود ذلك إلى الأيدولوجية التي تتبعها الإدارة الذاتية والتي تتخذ من المساواة بين الجنسين أساساً لها في مشروعها"، لافتة إلى مدى تأثير ثورة روجافا على دور وتمكين المرأة في كافة مجالات الحياة، "لثورة روجافا وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان دور كبير في ضمان حرية المرأة وحقوقها، لأن الثورة انطلقت من مبدأ حرية المرأة، لذلك نراها اليوم متواجدة في كافة الساحات سواء العسكرية أو السياسية وحتى الجمركية واستطاعت من خلال دورها البارز ترسيخ مفهوم المساواة بين الجنسين".
وفي ختام حديثها نوهت هبة الأحمد إلى النضال الذي تخوضه المرأة في عملها ومجتمعها "بالإضافة للدور الفعال الذي تلعبه المرأة في ساحات العمل، هي أيضاً أم ومربية ومعيلة لعائلتها، وتستطيع خلق التوازن بين عملها وواجباتها تجاه أسرتها، وهنا تكمن صورة إرادة المرأة وحجم طاقتها في خوض نضالها في كافة جوانب الحياة".
وفي سياق متصل تحدثت عضوة مكتب مانفيست في معبر أم جلود نزيفا عثمان عن طبيعة عمل النساء في المعبر "تتواجد أربع عضوات في مكتب مانفسيت المسؤول عن تصدير واستيراد البضائع من حيث نوعية البضاعة والكشف عنها وكتابة الفروقات، بالإضافة لعضوة واحدة في مكتب المخالفات".
وأكدت "يعتبر معبر أم جلود أكبر خط تجاري في شمال وشرق سوريا، لما يشهده من حركة تجارية كبيرة، ويعكس ذلك على كمية العمل والجهد الذي تبذله العضوات مكتب المانفيست لتيسير الحركة التجارية، كما أنه دليل على الدور البارز الذي حققته المرأة في هذه المديريات، وأيماناً منها بأنها قادرة على مزاولة هذه العمل وأنها تستطيع أن تأخذ مكانها فيها بعكس ما كان يقال بأنه حكر على الرجل وأن المرأة غير قادرة على تحمل مثل هذه الضغوطات والأعمال الصعبة، هذه كلها أفكار واجهتها المرأة وصححتها استناداً إلى فكر الأمة الديمقراطية وفلسفة القائد أوجلان".