المهجرون قسراً واللاجئين ضحايا التطبيع السوري التركي
دون مراعاة مشاعر المهجرين واللاجئين السورين الذي تعرضوا لكل أشكال الانتهاكات على مدى سنوات طويلة من الحرب صرح الرئيس التركي مؤخراً عن نية بلاده لعودة العلاقات والتطبيع مع حكومة دمشق.
دلال رمضان
الحسكة ـ طالبت عضوة لجنة مهجري سري كانيه سلوى أحمد المنظمات والشعب السوري بالوقوف في وجه مخططات تركيا وممارساتها تجاه المهجرين قسراً سواء في أرضيها أو في المناطق التي أحتلها، مؤكدةً أن مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الامثل لبناء سوريا ديمقراطية تعددية.
يواجه المهجرون من المناطق والمدن السورية سواءً في المخيمات أو المتواجدين في المدن التركية، ظروفاً معيشية صعبة وانتهاكات مستمرة، وبعد احتلال تركيا لعدة مناطق في سوريا وتهجير سكانها الأصليين بشكل قسري، وانقطاع للعلاقات بين البلدين دام لأكثر من 12 عام، صرح الرئيس التركي مؤخراً عن نية بلاده بعودة العلاقات مع حكومة دمشق والتطبيع معها.
وحول ذلك قالت عضوة لجنة مهجري سري كانيه سلوى أحمد إنه منذ احتلال مدينة سري كانيه/رأس العين عام 2019 من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، يعيش المهجرون خاصةً النساء والأطفال ظروفاً إنسانية صعبة يعانون فيها من أمراض نتيجة نقص الخدمات الصحية "المهجرين لا يعيشون ظروفاً مادية واقتصادية صعبة فقط بل يعيشون معاناة وأمراضاً صحية ونفسية نتيجة افتقارهم لأبسط مقومات الحياة"، مشيرةً إلى أنه بعد أربعة سنوات من التهجير مازالت الخيام هي نفسها ولم تتغير حتى أصبحت غير صالحة للعيش وسط تقاعس عمل المنظمات دون النظر إلى أوضاع النازحين وتقديم الخدمات لهم".
وأوضحت أن النازحات من المدن التي احتلتها تركيا تتعرضن للكثير من الصعوبات والمشاكل داخل المخيمات "بعد ظهور حالات انتحار عديدة في المخيمات دون معرفة الأسباب، أصبحنا نخاف من حدوث حالات انتحار جديدة حيث أن الكثيرات لم تستطعن التأقلم مع أوضاعهن داخل المخيمات".
وعن عودة العلاقات السورية التركية أشارت إلى أنه بعد تدمير الاحتلال التركي العديد من المدن السورية واحتلالها وتهجير سكانها وارتكاب بحقهم مختلف أشكال الانتهاكات، وبعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية واستغلاله لملف اللاجئين السوريين ونهب خيرات المناطق التي احتلها، يريد العودة للتطبيع مع حكومة دمشق دون مراعاة مشاعر المهجرين واللاجئين في بلاده الذين يتعرضون كل يوم لهجمات وتخريب ممتلكاتهم، وترحيل العديد منهم الى مناطق عفرين وإدلب وتوطينهم في مناطق ليست لهم، من أجل تغير ديموغرافية المنطقة وبناء مستوطنات في تلك المناطق من قبل المنظمات التابعة لدول كقطر والكويت ومنظمات فلسطينية".
وأشارت إلى أن الاحتلال التركي معروف بإبادته لشعوب المنطقة واستغلاله لمصالحه القومية وسياسته الاستعمارية والاحتلالية التي أصبحت واضحة "على شعوب المنطقة أن يبقوا يقظين تجاه مخططات تركيا وسياستها العدوانية وممارساتها اللاإنسانية تجاه الشعب السوري بكافة مكوناته وأطيافه، وهذا ما رأيناه مؤخراً في المناطق المحتلة من خلال خروج الأهالي إلى الساحات مطالبين بالحرية وعدم استغلالهم مرة أخرى لصالح مصالحه".
وأكدت أن الشعب السوري خرج للمطالبة بالحرية والكرامة منذ 12عاماً "ما نراه اليوم من تصريحات لحكومة دمشق والاحتلال التركي هو عدم الاكتراث لمطالب الشعب وحقوقه وما تعرض له من ظلم واستبداد وتهجير وقتل خلال الأعوام السابقة، فاليوم وبعد كل الدمار التي حصل في سوريا أُسدل الستار عن حقيقة الدولة التركية التي عرفت عنها منذ عهد الدولة العثمانية باستغلالها للدين الإسلامي، كما أن ذهنيتها لا تتغير تجاه قوميات وشعوب المنطقة".
وطالبت سلوى أحمد المنظمات بالوقف الى جانب الشعب السوري وخاصة مهجري المناطق التي احتلتها تركيا من خلال الضغط عليها من أجل استرجاع أراضيهم "المهجرين يعيشون ظروفاً صعبة ويتحملون كافة أشكال المصاعب من أجل العودة إلى مدنهم التي تهجروا منها لأنها تحمل تاريخهم وتمثل هويتهم الوطنية وأرثهم الثقافي والتراثي".
وبينت أنه "بعدما رأينا سياسة تركيا تجاه شعوب المنطقة وما تفعله اليوم في المناطق التي احتلتها وما يجري من استغلال من قبل فصائلها، ندعو شعوب المنطقة للالتفاف حول الإدارة الذاتية والنهج الديمقراطي الذي اتخذته لأنه الحل الأمثل من أجل بناء سوريا تعددية لا مركزية ديمقراطية"، مضيفةً أنه "كشعوب المنطقة نؤمن بمشروع الأمة الديمقراطية، ولا نريد أن يُرتكب بحقنا مجازر أخرى على يد الاحتلال التركي فنحن شعب خرجنا ضد الظلم ونريد العيش بحرية".
وفي ختام حديثها دعت سلوى أحمد الشعب السوري في المناطق المحتلة بعدم الخضوع لأوامر الدولة التركية أو الانجرار وراء سياستها العدوانية ومصالحها الاستعمارية، مشيرةً إلى أن الإدارة الذاتية دعت من خلال بيانات وتصريحات عديدة أهالي المناطق المحتلة في إدلب وعفرين والمناطق الأخرى بالعودة إلى مناطق الإدارة الذاتية، وبالتضامن مع بعضهم البعض من أجل استرجاع أراضيهم وطرد الاحتلال التركي منها، فنحن أبناء هذا الوطن ومن واجبنا الدفاع عنها والعيش فيها بسلام".