تشديد القيود... المدارس الخاصة تحت إشراف طالبان

تُحرم الفتيات فوق الصف السادس في أفغانستان من مواصلة تعليمهن، والمدارس الخاصة التي تم إنشاؤها للتعليم تقع تحت سيطرة طالبان التي تراقب الأشخاص المطلعون ببرامج هذه المدارس.

بهاران لهيب

كابول ـ ظلت الملايين من الفتيات في أفغانستان محرومات لمدة ثلاث سنوات تقريباً من مواصلة تعليمهن فوق الصف السادس، وفي كل مرة يؤكد المتحدث باسم طالبان "سنفتح المدارس للفتيات في أقرب وقت ممكن، والآن برأينا الظروف ليست مواتية".

في الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة بقيادة الأمم المتحدة، قال ذبيح الله مجاهد إنه "من يقول إن الفتيات في أفغانستان محرومات من التعليم، فكلهن تذهبن إلى المدارس الدينية"، وسبق أن ذكرت وكالتنا في تقرير عن المدارس الدينية في أفغانستان أن جميع خريجي هذه المدارس هم ضد المثقفين/ات والديمقراطيين/ات في أفغانستان، ورغم ذلك فإنهم لا يهتمون بمستقبل أبنائهم ومصير البلاد.

لهذا السبب احتجت النساء عدة مرات وطالبن بإعادة فتح المدارس، لكن في كل مرة حاولت طالبان إسكات الجميع باللجوء إلى الأكاذيب والقمع، أخيراً، بدأت النساء دورات العلوم والمواد الأخرى في منازلهن مع مجموعات صغيرة سراً، وقد بدأ هذا العمل من قبل النساء في جميع أنحاء أفغانستان.

قبل أيام انتشرت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بالسماح لجميع المدارس الخاصة بالبدء في تدريس الفتيات فوق الصف السادس، وهو ما نفته طالبان، هناك مدرستان فقط بدأتا التدريس بمبادرة منهما وعليهما المرور عبر مرشح طالبان كل يوم.

إحدى هذه المدارس هي مدرسة كردان الخاصة، حيث قالت مديرة المدرسة شفيقة فياض "حاولنا أن نبدأ تدريس الفتيات فوق الصف السادس حضورياً، لكن لم يسمح لنا بذلك، فقررنا البدء في الدفع من أجل برامج تعتمد على الإنترنت في جميع أنحاء أفغانستان، لسوء الحظ، لدينا عدد كبير من الطلاب من مقاطعاتنا يواجهون مشاكل في الإنترنت، وإلا فقد شارك عدد كبير من الطلاب من كابول في البرنامج التعليمية".

وأضافت "بعد بدء البرنامج، أصبحت مدرستنا تحت سيطرة طالبان، وحتى عندما نقوم بالتدريس عبر الإنترنت، فقد حدث مرات عديدة أن أشخاصاً معروفين لدى طالبان كانوا حاضرين مع معلمينا حتى يعرفوا ما الذي يحدث، بحجة أن المواد التي ندرسها وكلامنا يتعارض معها".

وتابعت شفيقة فياض أن "المعلمون يعانون من هذا النوع من المعاملة من قبل طالبان، ربما بتواجدهم معنا كل يوم ستتغير أفكارهم، فهم لم يتعلموا من المدارس الدينية سوى القتل والقمع والتفجير والانتحار ربما تعليمنا سوف يجعلهم يفكروا بإنسانية".

مورا هي جامعة خاصة أخرى بالنساء في كابول، تأسست عام 2015، على ما يبدو مؤسسها رجل، لكنها في الواقع كانت أحد مشاريع (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) بقيادة رولا غني زوجة أشرف غني، كانت تقدم معظم برامج أمريكا الخاصة بالشابات الأفغانيات الموهوبات، تم تنفيذها في إطار مشروع بيرموت أو تعزيز المرأة على المستوى القيادي، حيث قاموا بتدريس مواد مختلفة، أحدثت حركة طالبان تغيرات كثيرة في حال هذه الجامعة خلال فترة حكمها، حيث تتمتع النساء فقط بأجزاء محدودة من الصحة من خلال دفع رسوم باهظة.

جميع الفتيات في جامعة مورا التي غيرت طالبان اسمها إلى بيبي عائشة أجبرن على الحضور إلى الجامعة مرتديات الحجاب الإلزامي، وقالت فتاة في العقد الثاني من عمرها، إنها أنهت دراستها في إحدى المدارس الدينية، وتم تعيينها مع عشرة أشخاص آخرين من نفس عمرها من قبل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لمراقبة ملابس وسلوك الطلاب والمعلمات، ويتلقون رواتب من هذه الوزارة.

من جانبها قالت معصومة وفا إحدى أساتذة هذه الجامعة إنه "بعد حكم طالبان، حصلت الفتيات على حق التدريس في بعض الإدارات الصحية فقط، وفي نفس الوقت نقوم بتدريس المواد الأساسية فوق الصف السادس على شكل دورات للفتيات ولهذا السبب جاء أشخاص من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الجامعة عدة مرات بسبب هذا الموضوع وهددوا بفصلنا وعدم السماح لنا بمواصلة عملنا".

وتابعت "جميع المعلمات قاومن وقلنا إننا نعلم المواضيع الدينية أكثر ليكون غطاء لعملنا ليكون بإمكاننا الاستمرار في تعليم الفتيات".

من جانبها قالت شهلا فايز رئيسة القسم الإداري للفتيات "لحسن الحظ، في جامعاتنا ومدارسنا، جميع النساء تدعمن بعضهن البعض وتحاولن ألا تتركن الفتيات تحرمن من الدراسة، ربما نكون البلد الوحيد على هذا الكوكب الذي يتم فيه حرمان فتياتنا من العلم في عصر التكنولوجيا والعلوم، ورغم أن أولادنا يواصلون الدراسة، إلا أنه لا يوجد معلمون محترفون ومثقفون لتعليمهم، يقضون أيامهم في الجامعة والمدارس دون جدوى".

وحول المراقبات المعينات في جامعة مورا من قبل طالبان، قالت شهلا فايز "للأسف، لا بد من القول إن طالبان استغلت جهل هؤلاء الفتيات ومشاعرهن لتوظيفهن كقامعات، لكن كلهم ​​يقومون بواجبهم بسبب الدخل الذي يكسبونه، حتى الرجال العاملين بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يثقون في سيطرة طالبان وتفكيرها، ولهذا السبب يأتون إلينا بانتظام لقد أصبحت هذه مهنتهم، في بعض الأحيان تندهش هؤلاء الفتيات الحاضرات من لهجتهن وكلامهن، وذلك لأن هؤلاء الفتيات لم تتطورن فكرياً بعد، وليس لدينا أي مشكلة معهم".

وفي ختام حدثيها قالت "إذا لم يتم النهوض بالمدارس الدينية ولم تحكم الحكومة بإرادة الشعب، بعيداً عن الدين في أفغانستان، بالتأكيد نحن ندرك أن هؤلاء الفتيات الجاهلات لدينا قد نشأن على فكر طالبان وتضرن بمستقبل أفغانستان، مما يزيد من صعوبة نضالنا، لأنهم يظلموننا بسبب جنسنا".