'العلاقات القوية تبني مجتمعات قوية وأفراداً أصحاء'
ترى الناشطة النسوية ليلى عبد الله أن جهود المرأة ونضالها من أجل حقوقها له أثر في تغيير المجتمع والعلاقات الاجتماعية.
السليمانية ـ يتكون المجتمع من مجموعة من الناس نمت تدريجياً من مجموعات صغيرة، بدءاً بالأسرة التي تلعب دوراً مهماً في تربية الفرد وتكوين الفرد السليم ومن ثم تندمج في المجتمع، وهو مكان أوسع أولاً، فالعائلة ومن ثم المجتمع لهما التأثير الرئيسي في تكوين الفرد الذكي والسليم نفسياً.
"من أجل البقاء علينا تعزيز روابطنا الاجتماعية"
حول العلاقات الاجتماعية وأثرها على نفسية الفرد وخاصة الشباب، أوضحت رئيسة فرع الاتحاد النسائي في السليمانية بإقليم كردستان ليلى عبد الله أن كل إنسان يولد وحيداً ولكنه لا يستطيع أن ينعزل عن المجتمع، لأنه من منظور الحياة يتعلم القيم الإنسانية والعلاقات السليمة بين المجتمع والأسرة، "إن بداية تكوين الفرد من أسرته، بما يعكس نمط الحياة والتنشئة الأسرية، يترك بصمته على الفرد، ولكي يبقى الفرد على قيد الحياة، يجب أن يتمتع بعلاقات اجتماعية قوية، ويجب ألا ينعزل عن محيطه".
وترى أن الإنسان لا يمكنه أن "يلتفت إلى الغابات ويدير ظهره لإنسانيته" وأنه من "يترعرع في مجتمع أو أسرة سليمة ويتلقى تربية صحيحة، سيصبح إنساناً مليئاً بالقيم فالاجتماعيين وخاصة الأطفال، يلتقطون سلوك الأسرة والمجتمع ويعكسونه في المستقبل ولذلك، إذا لم يحصل الأطفال على التعليم المناسب، لا يمكن بناء مجتمع سليم".
"الشباب الموهوبون يحاولون تثقيف وبناء أنفسهم"
قالت ليلى عبد الله إنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار بشأن قدرة وعقلية الشباب ككل "في بعض الحالات، يتأثر الشباب بسوء ظروف المجتمع والحياة الحالية لكن البعض الآخر منهم يقومون دائماً بالتثقيف الذاتي، ويحاولون التحرر من الاضطهاد وتعزيز روابطهم الاجتماعية"، مضيفةً "النظام والسلطات سيطرا على قوة الشباب وإرادتهم من خلال السياسة والبيئة التي خلقوها لهم، ومن أجل توعية الشباب بالقضايا السياسية والقضايا المتعلقة بالسلطة، كل جهود هذا النظام تهدف إلى خلق حالة غير مريحة بين الشباب ليظلوا دائماً غير مستقرين، وهو ما يضر بتنمية المجتمع لأنه في أي بلد يتمتع فيه النساء والشباب بالحرية والإرادة، فإن هذا المجتمع سوف يتطور ويصبح مثالاً لتقدم العالم".
"لقد حاولت المرأة خلق مجتمع مسالم عبر التاريخ"
ولفتت ليلى عبد الله إلى وضع المرأة ما بين الماضي والحاضر "شهدت المرأة تقدماً مقارنة بالسنوات السابقة وتزايدت جهودها لتأمين حقوقها لدرجة أنها أثرت على المجتمع والعلاقات الاجتماعية ولقد أثرت المرأة الكردية على قطاعات مختلفة من المجتمع عبر التاريخ ولعبت دوراً رئيسياً في تحقيق السلام والأمن في البلاد والسلام والوئام في المجتمع".
وقالت إن هناك العديد من النساء الرائدات في التاريخ اللاتي كان لهن أثر في تنمية المجتمع وأصبحن قدوة لشباب اليوم "تتمتع المرأة الآن بحرية أكبر للتعبير عن آرائها والمشاركة في العمل مقارنة بالسنوات السابقة لأنه في العصور القديمة كان المجتمع أكثر انغلاقاً، ولو أن المرأة اندمجت في المجتمع وعملت لواجهت بعض الانتقادات والعقلية المحافظة التي تمنعها من الاندماج في عالم الحرية".
"ستكون النساء أكثر نجاحاً من خلال الاتحاد وإقامة علاقات قوية"
أكدت ليلى عبد الله إن كل فرد يحاول أن يخلق نفسه سيصبح إنساناً سليماً "هناك طرق عديدة لتثقيف النفس، ولخلق فرد ذكي يحتاج الشباب إلى أن يجدوا أنفسهم في مجال ما وأن يطوّروا شخصيتهم ويعملوا على تحسين مشاركتهم في الندوات والمؤتمرات الأدبية من خلال قراءة الكتب".
وقالت للنساء "أتمنى أن تتعزز العلاقات الاجتماعية ويجب على العائلات أن تولي المزيد من الاهتمام للتعليم، وتنمية الفرد الهادئ حتى يكون له تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة المحيطة به، وأتمنى أن يعلم الوالدين أطفالهم العلاقات الاجتماعية لأنهم بحاجة إلى الدعم والنساء بحاجة لمساعدة بعضهن البعض، فمن المهم أن تكون المرأة مرآة لنجاح المرأة".