الكومين... نظام يتبعه الشعب لتحقيق الديمقراطية

أكدت العضوات والرئيسات المشتركات والإداريات اللواتي تعملن في الكومينات، أن الكومين هو أساس تنظيم المجتمع وعماده، ومن خلاله يتم تقدم الخدمات الضرورية وحل مشاكل المجتمع.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يعتبر الكومين الإدارة الذاتية المصغرة المعنية بإدارة الشعب لنفسه ليغدوا المجتمع حراً قادراً على تقديم أسهل وأسرع الطرق لخدمة وتنظيم حياتهم.

يعد الكومين العماد الأساسي لهيكلية الإدارة الذاتية والتي تعتبر إدارة مصغرة عن الإدارة الذاتية ليكون الخلية الأصغر المسؤولة عن تقديم أسهل وأسرع الطرق لخدمة الشعب وتنظيم الحياة الاجتماعية، ليغدو المجتمع قادراً على إدارة نفسه وذلك عن طريق لجان مختصة في كافة المجالات، وله كافة الصلاحيات لأخذ القرارات التي تخدم مصالح الحي أو القرية، لأن أعضاء الكومين هم من سكان الحي أو القرية، ويعتمد أهالي شمال وشرق سوريا نظام الكومين لتنظيم الاحياء والتجمعات لترسيخ الديمقراطية بين المجتمع، ومنها مدينة منبج في شمال شرق سوريا.

وأوضحت الرئيسة المشتركة لكومين حي جامع الصديق في الخط الشرقي لمدينة منبج عبير محمد أهمية الكومين في تنظيم الشعب وهيكلية الإدارة الذاتية "يعتبر الكومين القاعدة الأساسية في الإدارة الذاتية الذي يمثل الجسد والروح لمشروع الأمة الديمقراطية، لأن الكومين مؤلف من أفراد هذا المجتمع فتتجسد القاعدة الشعبية بالكومين ودوره المهم يكمن في إدارة وتنظيم حيه وفق خصوصية البيئة التي يعيش فيها الحي".

تتميز مدينة منبج بخليط من المكونات ففيها الكرد والعرب والتركمان والشركس، وحول هذا الاختلاف وأسلوب تنظيمهم وإدارتهم قالت "هناك احياء غنية بتنوع مكوناتها والكومين بدوره يتقارب مع كل مكون وفق خصوصيته ليرى كل مكون أنهم جزء من هذا الكومين وأنه يمثلهم باختلافهم وهذا ما يزيد من التآخي بين المكونات والتعاون".

يتألف الكومين من 6 لجان أساسية وهي التدريب، والصحة والدفاع والحماية، والمرأة، والخدمات والعدالة والصلح، وبينت عبير محمد دور الكومين ولجانه في إيصال صوت المجتمع للجهات المعنية "الكومين يمثل صوت المجتمع في الإدارة الذاتية وفق كل لجنة ومهامها في تسير أمور الشعب وتمثيل صوتها، كلجنة الصلح معنية بحل مشاكل الحي، ولجنة الخدمات معنية بتوفير الخدمات ولجنة المرأة معنية بحل مشاكل النساء وتوعيتهم بدورهم الفعال في المجتمع".

وبدورها أوضحت الرئيسة المشتركة لكومين قرية العسلية غرب مدينة منبج عليا فاضل طبيعة الحياة في قرية العسلية "نعيش في قرية العسلية ثلاثة مكونات وهم الكرد والعرب والتركمان، ومؤمنين نحن بوحدتنا لأن المشاكل التي تحدث في القرية تكون مشكلتنا جميعاً والفرحة التي نعيشها أيضاً نتشاركها جميعاً".

وتعتبر قرية العسلية من القرى القريبة على خط التماس مع المناطق المحتلة من قبل تركيا وتتعرض في الكثير من الأحيان للقصف العشوائي بالمدفعيات التركية وحول ذلك قالت "القصف الذي يستهدف قريتنا لا يميز هويتنا اذ كنا عرباً أو كرداً أو تركماناً وهذا ما لا يبرر اختلافنا عن بعضنا".

وعن التعاون السائد بينهم كمكونات في تنظيم قريتهم بينت أن "أبنائنا/ بناتنا على خطوط التماس من كرد وعرب وتركمان يحمون أرضنا وحدود قريتنا من الاحتلال، ونحن من داخل القرية بالتآخي ننظم أنفسنا ونشكل السند لمنظومتنا الدفاعية المتمثلة بأبنائنا وبنتانا، ويتوجب علينا كمختلف فئات المجتمع ومكوناتها أن نكون كذلك لأن مصيرنا واحد وأرضنا واحدة وحمايتها والمحافظة عليها من مسؤولياتنا الوطنية ومن أولوياتنا منع أي جهة غريبة الدخول لأرضنا لاحتلالها".

وما يميز عليا فاضل عن غيرها من الرئاسات المشتركة للكومينات أنها تتقن ثلاثة لغات الكردية والعربية والتركمانية وبذلك تتعامل مع كافة مكونات قريتها بلغتهم الأم "بحكم معاشرتي لأهل القرية من الثقافات واللغات الثلاثة المختلفة اتقن ثلاثة لغات، وأثناء حدوث أي مشكلة أو إقامة صلح بين أي طرفين أحدث كل مكون بلغته وهذا ما يجعلنا نتفهم بعضنا أكثر ويزيد من ترابطنا مع بعضنا".

ومن جانبها قالت الرئيسة المشتركة لمجلس الخط الشرقي لمدينة منبج صباح بوزان "لأننا نتخذ من مشروع الأمة الديمقراطية اساساً لنا، فهذا المشروع يحتضن كافة فئات الشعب باختلاف لغته ودينه ومذهبه، نعمل نحن كمكونات مدينة منبج بشكل تشاركي في إدارة هذا البلد وخدمته بدأ من أصغر خلية في هيكلية الإدارة الذاتية مروراً بالمجالس المحلية للنواحي المدينة وصولاً للمجالس التشريعية والتنفيذية في المدينة، وبهذه الطريقة ندير شعبنا ومجتمعنا ونسعى من خلال هذا المشروع إلى بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي يسوده العدل والمساواة ويدير نفسه بنفسه".

المؤسسات الدولتية لا تعترف بالتعددية بل عكس ذلك، فلا يمكن للفرد أن يحصل على مكانته فيها إلا إذا كان انتماؤه لقومية تلك الدولة مع التخلي عن هويته الثقافية وانتمائه للمكون الذي هو منه بينما الأمة الديمقراطية عكس ذلك، وحول ذلك قالت "قبل أن تتخذ مدينة منبج مشروع الأمة الديمقراطية اساساً لإدارة نفسها وأثناء حكم نظام البعث كانت المدينة تدار من قبل فئة معينة وجميع المكونات كانت مقصية من لعب دورها في خدمة بلدها، ولكن الأن العكس الجميع يلعب دوره ودون وجود اقصاء لأي مكون".