الكحل الطبيعي موروث تناقلته الأجيال عبر العصور
الكحل مرآة العيون ورمز يعكس جمال المرأة، كما تغنى الشعراء والأدباء بالعيون الساحرة واعتبروها مصدراً للإلهام ورمزاً للجمال على مر العصور.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ في وقت تزدحم فيه رفوف المحال التجارية بالعديد من أنواع الكحل الصناعي، تصر سعدة الجاسم إحدى النساء اللواتي اكتسبن خبرة صناعة الكحل الطبيعي بالطريقة البدائية، على المحافظة على صناعته واستخدامه، باعتباره موروثاً للزينة والعلاج.
عرفت المرأة على مر الأزمان والعصور، بأنها صاحبة العيون الكحيلة والمتسعة والأهداب الطويلة شديدة السواد، وهي تزهو بذلك وتفتخر، لذا تغنى الشعراء بتلك العيون وسحرها، واعتبروها مصدراً للإلهام، ورمزاً للجمال، وأسهبوا في وصفها أن هذا السحر لا يكتمل من دون الكحل، فقد تستغني المرأة عن جميع أدوات التجميل إلا الكحل الطبيعي، الذي لا زال صامداً أمام أقلام الكحل الملونة الزرقاء والخضراء.
ويعد الكحل من أحد أهم المواد التي كانت تستخدمها النساء والتي تغنيهم عن جميع مواد التجميل التي تطورت، وتبين مدى اهتمام النساء قديماً بالكحل في القصائد والأشعار القديمة، ولأن الاهتمام الكحل منتشر في جغرافية الشرق الأوسط على وجه الخصوص كان يصنع في البيوت من المواد الطبيعية على يد المسنات اللواتي تؤكدن أنه يحمل الكثير من الفوائد.
سعدة الجاسم من قرية المستريحة إحدى النساء اللواتي اكتسبن خبرة صناعة الكحل بالطريقة البدائية ومن المواد الطبيعية تقول "أن صناعة الكحل ليست وليدة اليوم بل تناقلت صناعتها عبر الأجيال وصولاً إلى يومنا هذا، ففي العقود القديمة كانت تستخدمها النساء في تكحيل عيون الأطفال حديثي الولادة، لما تحمل من فوائد صحية كحماية العينين من الجراثيم وتخفيف الانتفاخ والاحمرار الناتجين عن الحساسية الموسمية، كما استخدمته النساء لإبراز جمالهن".
وعن مدى تداولها أوضحت "لا تزال الكثير من النساء تفضلن استخدام الكحل المصنوع على الأيدي كونها تصنع من المواد الطبيعة ولها فوائد كثيرة للعين، عكس الكحل الذي يصنع بالطرق الحديثة من المواد الكيمياوية والتي تسبب الحساسية في الكثير من الأحيان أو تؤدي إلى تساقط الرموش".
ولفتت إلى أن هناك الكثير من الشابات تلجئن للكحل المصنوع بالمواد الكيمائية، بينما المسنات تفضلن الكحل الطبيعي، كونه يعود لأحد أهم الأدوات التي كانت تضيف رونق وجمال لهن.
وأما عن طريقة صناعته ومكوناته قالت "يصنع بطريقة بسيطة جداً، تتكون من قطعة قماش أبيض أو من الشاش ويتم نقعه في زيت الزيتون، ويتم فيما بعد حرقه في وعاء صلب، والرواسب الناتجة عن الدخان التي تلتصق في غطاء الوعاء يتم جمعها ووضعها في علبة الكحل"، مضيفةً أن "هناك طريقة أخرى لصناعة الكحل الطبيعي بالحجر الأسود "الإثمد" ولكن الطريقة التي نعتمدها هي أحد أهم الطرق التي كان تعتمدها الجدات والأمهات".
وأشارت إلى أنه على الرغم من طريقة البسيطة لصناعة الكحل الطبيعي، ألا أن هناك الكثير من النساء تطلبن منها صناعتها.