الجنولوجيا علم يسعى لحل ومعالجة قضايا المرأة بما ينسجم مع فكرها الحر
تسعى مراكز دراسات علم الجنولوجيا المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا، لحل ومعالجة قضايا المرأة بما ينسجم مع فكرها الحر، إلى جانب إبراز نموذج الحرية القائم على مبدأ أن تعيش المرأة حياتها كامرأة.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت الناطقة باسم مركز أبحاث ودراسات مركز الجنولوجيا بمقاطعة الطبقة ماريا الموسى، على أهمية تعمق المرأة بعلم الجنولوجيا لتصل لحقيقة تاريخها، ولتتمكن من مواجهة التحديات التي تعيق تطوير نضالها وترسيخ مفهوم الحياة التشاركية بين الجنسين.
الجنولوجيا هو علم المرأة بقدر ما هو علم الحياة نظراً للطبيعة الاجتماعية لهوية المرأة وعلاقتها بالحياة، ومن الواضح أن نهج وتصرفات النظام الرأسمالي، الذي ينمو بتعاون الدين والدولة والثقافة الأبوية، معادي للمرأة والحياة والمجتمع.
ومع انطلاقة ثورة روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا، بدأت النساء بتنظيم صفوفهن وتشكيل مؤسساتهن ومراكزهن الخاصة، ولعبن دوراً ريادياً في جميع المجالات، وفق تطبيق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية وتنوير فكرهن بأطروحات ومرافعات القائد عبد الله أوجلان الذي كان أبرزها علم الجنولوجيا، ومن خلال تعرفهن على هذا العلم والتعمق به اكتشفن حقيقة تاريخهن وأحدثن من خلاله انبعاثة وولادة جديدة وقفزة نوعية بعد أعوام من التهميش وقطعهن خطوات نحو التحرر والمساواة.
وللتعريف بعلم الجنولوجيا ونشره في جميع مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تم افتتاح العديد من المراكز الخاصة بأبحاثه ودراساته، وباتت تلك المراكز بمثابة منهل لإشباع فكر المجتمع والمرأة على وجه الخصوص لتطويرها ورفع مستوى وعيها من الناحية الفكرية والثقافية.
وللحديث أكثر حول الهدف من تأسيس مراكز الجنولوجيا قالت الناطقة باسم مركز أبحاث ودراسات مركز الجنولوجيا في مقاطعة الطبقة ماريا الموسى "نهدف من خلال افتتاح مراكز الجنولوجيا، التعريف بمفهومه ونشره في المجتمع على نطاق أوسع، فهو علم يُعرف بعلم المرأة وتاريخها والمراحل التي مرت بها والانكسارات التي تعرضت لها".
وأوضحت "أن التعمق بعلم الجيولوجيا حاجة ضرورية ومهمة جداً للمرأة فعليها إدراك حقيقة جوهرها الداخلي وكيانها وذاتها ومعرفة تاريخها، وكيف أدى ظهور السلطات الرأسمالية المهيمنة إلى طمس وجودها، وإذا أردنا معرفة أي شيء عنها يجب العودة إلى جذورها، وكذلك إلى المجتمع الطبيعي وتسليط الضوء على المراحل التي مرت بها المرأة وكيف لعبت دورها الريادي والقيادي فقد كانت الآلهة والقديسة والعالمة والطبيبة".
تنوير فكر المرأة بعلم الجنولوجيا قفزة تاريخية
وحول أهمية التدريبات الفكرية بينت ماريا الموسى "نهدف من خلال الدروس والمحاضرات في الأكاديميات المدنية والعسكرية عبر التنسيق بين المؤسسات والمراكز، للتعريف ونشر مفهوم علم الجنولوجيا لدفع النساء للتعمق بهذا العلم أكثر وتطويره للبحث عن حقيقة تاريخهن وذاتهن، وبالتالي تتمكن من مواجهة العقبات كالعنف الأسري والمجتمعي والنهوض من بؤرة العبودية".
وأكدت أن التعمق بعلم الجنولوجيا ساهم بتحرر فكر المرأة ودفعها لكسر العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة التي قيدتها لآلاف السنين وحرمتها من أبسط حقوقها، في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة من أحداث سياسية خاصة ما تتعرض له النساء، لذا فأي امرأة تعمقت بهذا العلم ستتمكن من حماية نفسها ومواجهة آثار تلك الأزمات.
ولفتت إلى أن علم المرأة يسعى ليكون علم الحياة الاجتماعية وعلم التعايش الحر، ويعتمد على الجوانب الداخلية لعالم المرأة والإمكانات التي تمتلكها في عالمها للظهور والمشاركة مع الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، فإن العنف ضد المرأة، واقع الاحتلال، إذلال المرأة، الأيديولوجية التي ساهمت في تدميرها، إنكار وإبادة النساء، كلها من ضمن اهتمامات علم الجنولوجيا.
وأشارت إلى أن "عمل المركز الأساسي يستند على مبدأ الدراسات والأبحاث إذا نعمل بشكل مستمر على متابعة شؤون المرأة عبر طرح قضاياها والمشاكل التي تواجهها في المجتمع، والبحث عن أسباب ظهورها وتداعياتها السلبية عليها، لتعزيز دورها ومكانتها وتطويره في المجتمع وفق نظام الرئاسة المشتركة والحياة التشاركية".
وفي نهاية حديثها أكدت ماريا الموسى على أهمية الأبحاث التي يتم العمل عليها في الكتب المعنية بقضايا المرأة "نسعى لتوسيع ونشر علم المرأة وكل المواضيع التي تتناول قضاياها بالتنسيق بين كل مركزين للعمل على بحث معين، ثم يتم نشرها من خلال كتب في المؤسسات والمراكز والأكاديميات التدريبية، لذلك لدينا العديد من الكتب التي قمنا بطباعتها منذ افتتاح المركز، أبرزها مستقبل ثورة المرأة وأساسها التاريخي الذي تم نشره".