'الحصار المفروض على مخيم مخمور يعني قتل الناس'

أكدت المتحدثة باسم لجنة الصحة في مخيم مخمور بإقليم كردستان بيريفان أونفر، على أنه لا يتم علاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة ولا يمكنهم الحصول على أدويتهم بسبب الصحار الحالي.

روجفين ربا

مخمور ـ يقع مخيم مخمور للاجئين عند سفح جبل قرجوخ ضمن حدود قضاء مخمور التابع لمدينة الموصل. ويعيش في المخيم قرابة 12 ألف مواطن من شمال كردستان أجبروا على النزوح إلى إقليم كردستان عام 1994 بسبب ظلم وقمع الدولة التركية.

بالإضافة إلى هجمات الدولة التركية، يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بإغلاق وحصار مخيم مخمور منذ ثلاث سنوات ويمنع مئات المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين لا يستطيعون الذهاب إلى الموصل بسبب عدم اتقانهم اللغة ويضطرون للذهاب إلى هولير، من الوصول إليها.

حول الصعوبات والعقبات التي واجهها قطاع الصحة في المخيم خلال السنوات الثلاث للحظر، تقول المتحدثة باسم لجنة الصحة في مخمور بيريفان أونفر لوكالتنا "هناك حظر منذ ثلاث سنوات، ونواجه الكثير من المتاعب والصعوبات في مجال الصحة. ففي كثير من الأحيان يكون معظم المرضى الذين يزورون المستشفى من مرضى القلب وضغط الدم والسكري ويتعين علينا إرسالهم إلى خارج المخيم. لا يوجد هنا أطباء مختصين وتكنولوجيا متقدمة، لهذا السبب يتعين علينا إرسال المرضى إلى خارج المخيم، لكن معظمهم لا يعرفون اللغة، لذلك لا يمكننا إرسالهم إلى مناطق ديالا والموصل. لذا نرسل معظم المرضى إلى مستشفى قرجوخ، لكن عندما يقومون بالكشف عليهم ويرون بأم أعينهم أن حالتهم خطيرة يتم إرسالهم إلى هولير".

 

"تفقد العديد من الأمهات الحوامل أجنتهن"

لفتت بيريفان أونفر الانتباه إلى العقبات التي يواجهها المرضى والأمهات الحوامل على حواجز الحزب الديمقراطي الكردستاني "في كثير من الأحيان فقدت أمهات حوامل أجنتهن على حواجز الحزب الديمقراطي الكردستاني. وفي كثير من الأحيان، يواجه الأشخاص الذين يذهبون إلى الحواجز العقبات ويتم إيقافهم هناك لساعات. عندما يبقى شخص مريض على الحاجز لساعات، أو تكون هناك امرأة حامل أو تكون حالتها خطيرة ومستعجلة للغاية، فسوف تفقد حياتها. ونظراً لعدم وجود تقنية هنا وعدم إجراء العمليات القيصرية، فنحن مضطرون إلى إرسال المرضى إلى الخارج. فالدقائق مهمة للمرضى".

 

"في كثير من الأحيان تقوم الحواجز بإعادة الأدوية المرسلة لنا ولا يسمحون بوصولها إلينا"

وقالت بيريفان أونفر إنهم يواجهون صعوبات عديدة من ناحية توفير الأدوية ونهج الحكومة الإقليمية تجاه مرضى المخيم "إننا نواجه العديد من الصعوبات في توفير الأدوية واحتياجات المرضى، قبل الحصار كنا نذهب ونبحث عن الأدوية بأنفسنا، وكان هناك أشخاص يعرفوننا ويقومون بمساعدتنا، لكن هذا الحظر تسبب لنا في العديد من الصعوبات فيما يتعلق بالأدوية. ففي كثير من الأحيان، كانت الحواجز تعيد الأدوية المرسلة لنا وتمنع وصولها إلينا. لا شيء أهم من صحة الناس. لدينا مستشفى واحد فقط، وهذا المستشفى ليس لأهالي المخيم فقط، بل أيضاً من أجل أهالي المناطق المحيطة. نحاول الاستجابة لجميع الناس هنا، لا يمكننا أن نقول إن هذا الشخص من سوران أو عربياً ويجب ألا يأتي إلى المستشفى. هذا شيء بعيد عن الأخلاق، لأننا لا نقبل هذه الأشياء من ناحية الصحة. إذا جاء أحد إلى بابك وطلب العون منك وكان يعاني من الألم، فعليك أن تضع نفسك في مكانه ولا ينبغي إعادة ذلك الشخص، وهذا أمر لا يقبله الطبيب لنفسه أو لمن أمامه".

 

"الحظر يؤثر على الأمراض"

وقالت بيريفان أونفر إن العديد من الأمراض انتشرت بسبب الحظر الحالي من جهة والظروف الجوية من جهة أخرى "انتشرت أمراض كثيرة في المخيم في الآونة الأخيرة، وعندما نقوم بالكشف على كل من يزور المستشفى نجد أن جميع الأشخاص المصابين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كما ازدادت أمراض السكري. بالإضافة إلى ازدياد حالات الإصابة بالسرطان في الآونة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص الإصابة بسرطان القولون. ولهذا أسباب كثيرة، فالصحة ليست جسدية فحسب، بل اجتماعية ونفسية أيضاً. يجب معالجة هذه الأمراض، يمكن للمرء أن يقول إن الحظر والحصار المفروض له تأثير سلبي للغاية على روح الناس وعقليتهم وصحتهم".

 

"يوجد في المخيم 1300 مريض يعاني من أمراض مزمنة"

وأوضحت بيريفان أونفر أن هناك 1300 مريض يعانون من أمراض مزمنة، وهم بحاجة إلى الدواء والكشوفات الدورية "كل عام نعد قوائم بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة في المخيم، وحسب القوائم المعدة هناك 1300 مريض مزمن. وفيما يتعلق بذلك، يعاني بعض الأشخاص من ثلاثة أمراض مثل السكري وضغط الدم والقلب أو الربو معاً. كما يوجد حوالي 30 مريضاً فاقداً للوعي أو مُقعداً في المخيم ولديهم احتياجات مثل الأسرة والكراسي المتحركة، لكن لا يمكننا الاستجابة وتوفير هذه الأشياء، فنحن نساعد قدر المستطاع ولكن وضع المخيم واضح للعيان وهو محاصر وتحت الحظر منذ ثلاث سنوات، ووضعهم الاقتصادي واضح، وهناك بعض المرضى المزمنين يحتاجون إلى أدوية، ويجب عليهم الحصول على أدويتهم بانتظام كل شهر، ولكن بسبب حالة الحظر وبسبب الوضع الاقتصادي لا يستطيعون تحمل التكاليف وتوفير أدويتهم".

 

"الحكومة الإقليمية لا تلبي طلباتنا"

وأكدت بيريفان أونفر أن الحكومة الإقليمية لا تهتم بالمستشفى وهي مقصرة جداً من حيث توفير الأدوية والأطباء "منذ أن جئنا إلى المخيم وحتى الآن لدينا مستشفى واحد فقط بنتها الأمم المتحدة والحكومة العراقية وإقليم كردستان. حكومة إقليم كردستان لا تهتم بالمستشفى كثيراً. وهي مقصرة كثيرة من حيث توفير الأطباء والأدوية ولا تستجيب لمتطلبات المخيم، فالأطباء موجودون يومين في الأسبوع وفي باقي الأيام لا يوجد أحد منهم. من حيث الأدوية أيضاً، الأدوية الضرورية غير متوفرة. لقد قدمنا طلبات عدة مرات سواء من أجل الأطباء أو الدواء، لكن طلباتنا لم تأخذ في الاعتبار من قبل حكومة الإقليم، وهناك إهمال للمخيم من جانب الحكومة الإقليمية".

"الحصار يعني قتل الناس اقتصادياً وصحياً وتعليماً"

 

وفي نهاية حديثها دعت المتحدثة باسم اللجنة الصحية في مخيم مخمور بيريفان أونفر جميع المؤسسات الدولية إلى عدم تجاهل الظلم الذي يحدث "خلال فترة الحظر، عانينا من موجة انتشار فيروس كورونا، وقد كان هذا المرض سبباً في فقدان الكثير من الناس لحياتهم. لم يحصل المخيم على دعم ومساعدة مثل التي قدمتها جميع دول العالم إلى البلدان الأخرى. مجلس الشعب ولجنة الصحة بذلوا قصارى جهدهم للوقاية من هذا المرض حسب امكاناتهم المتوفرة. نحن أيضاً بصفتنا اللجنة الصحية في مخيم مخمور ندعو المؤسسات الصحية بلا حدود ومن يقول إننا نحمي حقوق الإنسان ويقولون إنه من الضروري التواصل معنا، حتى الآن تم تقديم هذه الطلبات عدة مرات، ولكن الجميع صامتون حيال هذا الأمر. الحصار يعني قتل الناس من حيث الاقتصاد والصحة والتعليم. لقد تم قطع كل شيء عنا وهذا يعني إبادة شعب وإهماله وتجاهله. ندعو كل الناس إلى عدم السكوت عن هذا".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/23-07-2022-mxm-ku-hevberdevga-qada-tendirusti-di-derbare-ambargo-de.mp4