الحرب الشعبية... النساء جزء أساسي من الحماية والدفاع

حرب الشعب الثورية تعتمد بالدرجة الأولى على مساندة وتعاون الشعب ووحدته مع القوات العسكرية، وهذا يتحقق من فكر وقوة المرأة لكسر البنية الأساسية للعدو واستنزاف قواه وصولاً إلى الحرية.

شيرين محمد

قامشلو ـ وقفت شعوب شمال وشرق سوريا صفاً واحداً خلال ثورة روج آفا عام 2012، وتكاتف الجميع لحماية المنطقة عندما هاجمها الإرهاب والاحتلال، عبر مفهوم "حرب الشعوب الثورية"، أو "الحرب الشعبية".

ربما لم يكن عدد كبير من أهالي شمال وشرق سوريا على دراية بحرب الشعوب الثورية أو الحرب الشعبية لكنهم طبقوها على أرض الواقع، عندما تكاتف الجميع كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً لنصرة القوات العسكرية ودعمها، ولإنجاح الثورة والتصدي للإرهاب والعدوان المتمثلين بالجماعات المرتزقة وعلى رأسها داعش إضافة للهجمات التركية. 

 

"الانتفاضات اندلعت نتيجة قوة الشعب ووحدته"

ظهر مفهوم الحرب الشعبية منذ القرن التاسع عشر في الصين وعرفت على أنها حرب طويلة الأمد، واستراتيجية عسكرية تعتمد في أساسها على الدعم الشعبيّ للقوات المسلحة الشعبيّة والتي تعمل وفق نظرية ثوريّة، حيث تندمج المقاومة المسلحة مع جميع شرائح المجتمع. وجوهرها يكمن في الدفاع عن المجتمع والشعب ضد كل أشكال الاحتلال والظلم والاستبداد.

حول مفهوم حرب الشعوب الثورية ودور المرأة فيها قالت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو بروين يوسف "التوجه نحو الثورات الشعبية هو الحل الأنسب والأمثل لتطلعات الشعوب في الوصول إلى مجتمعات ديمقراطية تسودها العدالة والمساواة". موضحةً أنه "من خلال حرب الشعب الثورية سنستطيع الوصول إلى حريتنا وأن ندحر الاحتلال، فالشعوب تقف أمام الهجمات والاعتداءات بقوة وإرادة من خلال تطبيق حرب الشعب الثورية على أرض الواقع".

وأكدت أنه "نحن اليوم وسط ثورة كبيرة، فجميع الانتفاضات بدأت نتيجة قوة الشعب ووحدته ووقوفه أمام نظام الدولة لتغييره، مثل الثورة التونسية التي أطلقت شرارة الثورات في المنطقة"، مشيرةً إلى أن مختلف الانتفاضات في العالم هي نتيجة قوة الشعب كما أن جوهرها يكمن في الدفاع عن المجتمع، وليس الاعتداء على أحد.   

 

"على الشعوب أن تكون صاحبة إرادة حرة"

وبينت أن "جميع الشعوب التي تطالب بالحرية والسلام تتبع أسلوب حرب الشعب الثورية وتقف في الساحات وتطالب بحقوقها أمام العالم وخاصة في الشرق الأوسط"، موضحةً أن شعوب الشرق الأوسط تعرضت لمؤامرات عديدة حيث سلبت حقوقها بالكامل وعندما ثارت تعرضت لحرب خاصة أخرجت ثورتها من حقيقتها "تسرق الثورات من شعوبها وأبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في سوريا".

وأوضحت "تخرج الثورات عن مسارها حيث أن العديد من القوات الثورية ترهن نفسها لمصالح الدول المعادية لمطالب الشعب والثورة للنيل من الشعوب وتحقيق مصالحها، فبعض قادة الثورات يبيعون الثورة مقابل المال، وهذا ما يؤدي إلى انحلال الثورة وانقلابها على الشعب لصالح الدولة، لكن التعويل يكون على الشعوب صاحبة الإرادة والوعي، لإفشال هذه المخططات".  

وبينت أن شعوب شمال وشرق سوريا بحاجة إلى ثقافة حرب الشعب الثورية ليتمكنوا من التصدي للسياسات التي تحاك ضدهم، مؤكدةً أن "ثورتنا في شمال وشرق سوريا ثورة تغيير الفكر لتطوير المجتمع ليكون صاحب قوة وإرادة أمام المخططات التي تحاك ضده من قبل الدول السلطوية"، مشددةً على أنه "من أجل أن تستطيع الشعوب الوصول إلى مستقبل حر عليها التمتع بثقافة حرب الشعب الثورية والتي هي الحل الوحيد لتحرير الشعوب المضطهدة حيث يتمكن الشعب من خلالها من توحيد قوته ويساند قواته، التي لا يمكنها أن تصبح مأجورة لأي جهة".

 

"على المرأة أن تطور من نفسها لتقود حرب الشعب الثورية"

حول دور المرأة في حرب الشعب الثورية بينت بروين يوسف أن "أساس حرب الشعب الثورية إرادة ووحدة الشعب، وللمرأة الدور الأهم في دعم الثورة وتوحيد الشعوب، ففي ثقافتها وأسلوب حياتها تعمل على توحيد من حولها، بالإضافة إلى أنه يقع على عاتق المرأة تطوير فكرها وأن تثبت مكانتها في كافة المجالات السياسية منها والعسكرية، لتصبح قدوة في حرب الشعب الثورية".

لكل ثورة عدو يتربص بها وفي شمال وشرق سوريا تعادي الدولة التركية هذه الثورة، ولها العديد من الاهداف والغايات للقضاء عليها، حول ذلك قالت بروين يوسف "الدولة التركية تستهدف بشكل مستمر ثقافتنا، وأرادتنا، وأرضنا، ووجودنا وخاصة إرادة المرأة التي قادت ثورة روج آفا"، مؤكدةً أنه "لنقف أمام هذه الهجمات علينا نحن شعوب شمال وشرق سوريا وبثقافة حرب الشعب الثورية المضي إلى الأمام وقيادة ثورتنا بأنفسنا، وأن نمنع تدخل أي قوة سلطوية من السيطرة على هذه الثورة ومكتسباتنا، أو فرض سياساتها علينا".

 

حرب الشعب الثورية هي طريق الوصول للحرية

وحذرت بروين يوسف من الحرب الخاصة التي تستهدف حرب الشعوب الثورية "علينا أن نكون حذرين لأن الحرب التي تشن ضدنا ليست فقط حرب بالسلاح بل هي حرب نشر أفكار ومعلومات غير صحيحة من قبل إعلام تابع لجهات تعادي ثورتنا، والهدف من كل ذلك إفشال الثورة وزعزعة الأمن والاستقرار في مناطقنا"، مشددةً أنه "علينا أن نكون يقظين لكيلا نقع فريسة للمخططات التي تستهدفنا، ووحدتنا كمكونات شمال وشرق سوريا". 

وفي ختام حديثها أكدت بروين يوسف أن "العدو يخشى من إرادة الشعب وقوته لذلك يجب علينا أن نقف صامدين أمام جميع الهجمات وأن نتصدى لها وأن نكون مستعدين لأي هجوم على أراضينا، وعلينا أن نتعمق في معرفة حرب الشعب الثورية ونطبقها على أرض الواقع لأنها الطريق الوحيد لحمايتنا".