الحرب الخاصة وما يقع على عاتق الإعلام في شمال وشرق سوريا لمواجهتها
عندما يكون الاعلامي ذو فكر وجوهر فريد سيستطيع تحرير مجتمعه لذلك يلعب الإعلام دور مهم في التصدي للحرب الخاصة وتوعية المجتمع أيضاً.
شيرين محمد
قامشلو ـ أشارت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا مالفا علي إلى ضرورة تطوير الإعلام ليتمكن من توعية المجتمع ضد الحرب الخاصة التي يمارسها الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
يشن الاحتلال التركي هجماته بشكل مستمر على العديد من المناطق كما في إقليم كردستان وشمال وشرق سوريا مستخدماً مختلف الأساليب ومنها الحرب الخاصة، بالمقابل يلعب إعلام المنطقة دوراً توعوياً لإفشال مخططاتها.
الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا مالفا علي قالت عن الحرب الخاصة وتأثيرها على المجتمع "الحرب هي مجموعة من الأساليب والطرق التي تتبعها الدولة والسلطات في محاربة الدول المجاورة أو الشعوب باستخدام كافة الطرق الغير مشروعة وتندرج الحرب الخاصة أيضاً ضمن أنواع الحرب التي تشنها الدول المستعمرة على الشعوب التي تناهض السلطة والدولة، والحرب الخاصة لها أشكال مباشرة وغير مباشرة والتي تضمن خسارة الطرف الآخر"، مشيرةً إلى أن "الحرب الخاصة لها طرق عديدة ووسائل مختلفة إذ تحاول أن تدخل المجتمعات بعدة طرق ومنها استخدام وسائل الإعلام لأن الإعلام له دور مهم في مسألة تحويل القضايا المجتمعية وبشكل خاص القضايا التي تخص المرأة لأنها أساس المجتمع إضافةً للفئة الشابة من خلال زرع أفكار خاطئة في عقولهم وذلك لإعداد جيل خال من الأفكار لا يملك مستقبلاً غير ناجح ليضمن سهولة السيطرة على المجتمعات".
وكما ذكرت مالفا علي فإن السلاح الأقوى في الحرب الخاصة هو الإعلام "دولة الاحتلال التركي تمارس الحرب الخاصة، وتروج لها من خلال الإعلام والهدف من ذلك هو خداع الدول المهيمنة بأن تركيا دولة صديقة للجميع وأنها فقط تبحث عن السلام وأنها تشن الحروب لتحمي حدودها"، موضحةً "تحت العديد من الذرائع احتلت أجزاء واسعة من مناطق شمال وشرق سوريا وسبق ذلك الاحتلال حرب خاصة حيث روجت تركيا لهجماتها، وتسعى لكسر إرادة أهالي المنطقة وتستهدف الطبقة التي لم تتمكن من تطوير نفسها فكرياً، والتي تتأثر بشكل مباشر بالعوامل الخارجية".
وأضافت "تستهدف الدولة التركية المرأة في حربها الخاصة وتحاول إبعادها عن ماهيتها وجوهرها، والفئة الشابة عبر ترويج المواد المخدرة لبناء جيل فارغ من الداخل كما وتبعده من خلال ذلك عن ساحات العمل والنضال والعلم، لتصبح مرتزقة لديها".
وبينت مالفا علي أن نجاح الحرب الخاصة مرتبط بالمجتمع ومدى فكره ووعيه "المجتمعات التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها لن تستطيع أن تواجه هذه الحرب، لكي يستطيع المجتمع حماية فكره وأرضه عليه أن يطور من نفسه ومن الإعلام الخاص به للوقوف أمام هذه الحرب"، مشيرةً إلى أن "تركيا رسمت خطة طويلة الأمد بعد أن عملت على تحليل العقول من خلال متابعة الإعلام في المنطقة لمعرفة مدى وعي المجتمع".
وعن دور الإعلام في شمال وشرق سوريا والمهام التي تقع على عاتقه لمواجهة الحرب الخاصة قالت "يقع على عاتق جميع الإعلاميين في شمال وشرق سوريا تحليل الإعلام التركي بشكل جيد بالإضافة إلى كشف ألاعيبها، وعلى إعلامنا أن يدرك الظروف المحيطة بالمجتمع الكردي وجميع شعوب شمال وشرق سوريا، وألا يسمح لأي قوة بالتفرقة وزرع الفتنة بين شعوب شمال وشرق سوريا، وتذكيرهم بالماضي العريق وأخوة الشعوب ومحاربة السياسات التي تمارسها تركيا، ويجب فتح دورات إعلامية لمساعدتهم في معرفة أساليب الحرب وكيفية التصدي لها".
وفي ختام حديثها شددت مالفا علي أنه "يقع على عاتقنا إنشاء جيل قوي مستعد للتصدي لهذه الحرب ومواكباً للتطورات الجديدة في عصرنا الحديث كما وينبغي علينا أن نقوي من إعلامنا لنصل لمجتمع واعي وحر".