'الحرب الخاصة سلاح العدو الأقوى للتأثير على المجتمعات'

للحرب الخاصة آثار كبيرة على المجتمعات ويعتبر السلاح الأقوى للدول المهيمنة لتفكيك المجتمع.

شيرين محمد

قامشلو ـ بينت الصحفية ميديا غانم أن الحرب الخاصة باتت أقوى سلاح للقوى المهيمنة والمسيطرة، مؤكدةً أن للأعلام دور كبير في مواجهة هذه الحرب لذا دعت الجميع للوقوف أمام هذه الممارسات.

تمارس دولة الاحتلال التركي كافة أنواع الحروب منها الحرب الخاصة التي تحاول من خلالها فرض سيطرتها وفكرها على المجتمعات إلى جانب الحرب العسكرية لتسهل سير مخططاتها في توسيع رقعتها العثمانية، ومن خلال وسائل الإعلام الخاصة بها تمارس سياساتها على المجتمعات، كما أنها تقوم عادة بتضخيم الأحداث التي تصب في مصلحتها وتبالغ فيها، ولمعرفة ماهية الحرب الخاصة ودور الإعلام في مواجهتها كان لوكالتنا لقاء مع الصحفية ميديا غانم.

أوضحت ميديا غانم إنه من أكثر القضايا التي يتم الحديث عنها في مجال الإعلام هي الحرب الخاصة "قضية الحرب الخاصة قضية مهمة وحساسة، تسمى الحرب الخاصة بالعديد من الأسماء منها الحرب الناعمة، حرب دون سفك الدماء، الحرب التي تستهدف بشكل خاص العقول، إذ استطعنا أن نعود إلى الزمن سنتعرف على العديد من أنواع الحرب منها الحرب التقليدية التي ظهرت مع ظهور الدولة، حيث بدأت حرب الأقواس والسيوف وتطورت مع تطور التكنولوجيا".

وأشارت إلى أن " الحرب الخاصة تختلف عن غيرها من الحروب إذ لا تحتاج أي موافقة أو أي سلاح بل تستهدف العقول من خلال سياستها، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن نجزئ الحرب الخاصة عن الحروب الأخرى، في بداية حدوث أي حرب يتم التمهيد لها من خلال الحرب الخاصة، بهدف تفكيك المجتمع من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي، ألا وهو إضعاف المجتمع لكي لا يتمكن من الدفاع عن نفسه أو مواجهة العدو".

وأضافت "نحن في شمال وشرق سوريا من أكثر المناطق التي تعرضت للحرب الخاصة، فمنذ ما يقارب الـ 12 عاماً تمارس علينا كافة أنواع الحروب العسكرية وغيرها، تعرضت مناطقنا لأنواع كثيرة من الحرب الخاصة منها ما كان عن طريق المخدرات وإبعاد الفئة الشابة عن ثقافاتهم وتقاليدهم، حيث تستهدف الدول المعادية الفئة الشابة لأنها أساس تطور المجتمعات والتي لها دور كبير في بناء أساس متين وصحيح للمجتمعات".

الحرب الخاصة لها العديد من الوسائل منها الإعلام الذي يعتبر السلاح الأكبر لممارسة هذه الحرب على المجتمعات، وحول ذلك تقول "تمارس الدول المهيمنة الحرب الخاصة لفرض سيطرتها وذلك عبر الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، الحرب الخاصة تدمر وتفكك المجتمعات عن بعضها البعض، لذا يجب علينا أن نكون يقظين أمام هذه الممارسات التي تبعدنا عن جوهرنا وثقافاتنا، ونساعد بعضنا لتثقيف المجتمع حول الحرب الخاصة، يجب أن نحافظ على ثقافتنا التي تعتبر هوية لنا وللأجيال القادمة".

وأكدت ميديا غانم إن للأعلام دور كبير في مسألة تحويل قضايا مهمة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية إلى قضايا رأي عام ويساهم ويساعد في إيجاد حل عادل لهذه القضايا الجوهرية التي تمس حياة المجتمع "بالتأكيد للإعلام دور إيجابي ولكن له سلبياته أيضاً، خاصة وسائل الإعلام المرتبطة بالأنظمة والسلطات المهيمنة إذ يحاولون من خلال الحرب الخاصة بث الذعر والخوف في المنطقة التي يريدون فرض السيطرة عليها، يجب علينا أن نكون الأساس لحماية مجتمعنا، وخاصة المرأة يجب عليها أن تطور نفسها أكثر لأنها أساس بناء أجيال جديدة".

واختتمت ميديا غانم حديثها بالقول "الحرب الخاصة مستمرة على مناطقنا، لذلك يقع على عاتقنا نحن الإعلام أن نوعي الشعب بهذه الحرب وأبعادها وأثارها لنكون السد الحامي للمجتمع من التدهور والسير وراء سياسيات العدو، ومن واجنبا أن نحمي مكتسبات ثورتنا".