الحكومة الإيرانية تشجع على ممارسة العنف وتسلب الحرية من المجتمع

إن التطرف المقترن بالعنف يقدم نموذجاً للسلوك السياسي فريد من نوعه، يساعد المتطرفين والمؤسسات الداعمة لهم على إحداث التغيير ونشر الرعب والتأثير على المجتمع وتعزيز دوافعهم السياسية.

سروشا آمين

مركز الأخبار ـ تقوم الجماعات السلفية في مدن شرق كردستان، وبدعم من الحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية الأخرى في إيران، بمهاجمة الأهالي هناك، فمنذ فترة قصيرة هاجمت تلك الجماعات العديد من شباب مدينة مريوان، وبحسب شهود عيان، بالرغم من أنه تم التعرف على هويات الأشخاص الذين هاجموا الشباب، إلا أن الحكومة لم تتخذ أي إجراء ضدهم بل اعتقلت الأشخاص الذين احتجوا على الهجوم.

كما تقوم الحكومة الإيرانية بسجن وقمع أو حتى إعدام تلك الجماعات في حالة واحدة عندما تريد الجماعات الانقلاب ضد الحكومة، فتعمل الأخيرة من خلال استخدام وسائل الإعلام على إظهار أنها تحارب هذه الجماعات من ناحية، ومن ناحية أخرى تعمل على تعميق الخوف من هذه الفئات في المجتمع وتأجيج مشاعر العنف.

والجدير بالذكر أنه على الرغم من الانتقادات المتكررة والاحتجاج من قبل الأهالي والناشطين المدنيين تجاه الجماعات المدعومة من قبل المؤسسات الأمنية، إلا أن الحكومة تقوم دائماً بتوظيف هؤلاء الأشخاص وتزويدهم بالأسلحة بالإضافة إلى حمايتهم قانونياً، لتستخدمهم في قمع وتهديد وترهيب المواطنين في مدن شرق كردستان، كما تتلقى تلك الجماعات تدريبات عسكرية من الحرس الثوري، ونفذوا العديد من العمليات والاغتيالات بأوامر من إيران.

ويمكن اعتبار أن الغرض الرئيسي للحكومة من استخدام السلفيين هو مواجهة التيارات الرئيسية التواقة للحرية، فضلاً عن القمع الديني ضد السنة، أحد الأسباب الأخرى هو تأثير السلفية في شرق كردستان، كما يمكن أن يكون إضعاف القضية الوطنية عاملاً آخر.

ولكن بعيداً عن قضية الجماعات السلفية والوهابية، هناك قضية أخرى تتعلق بالعنف ضد المرأة في المجتمع، ألا وهي سلسلة الهجمات حمضية التي وقعت في مدن مختلفة في إيران، وخاصة أصفهان.

بالنسبة للكثيرين، فإن رائحة شهر تشرين الأول هي رائحة الخريف والشهر الدراسي؛ ولكن قبل بضع سنوات في أصفهان، ارتبط هذا الشهر بحدث مرير ومخيف. في عام 1993، وقعت سلسلة من الهجمات الحمضية على رؤوس ووجوه العديد من الفتيات في هذه المدينة وصدمت سكان أصفهان والبلد بأكمله، وفي الوقت ذاته، كتبت وسائل الإعلام في الأخبار والتقارير أن الفتيات اللواتي تم رشهن بالأسيد اتهمن بعدم الالتزام بالحجاب.

وتحولت هذه الحادثة إلى كابوس لكثير من الفتيات في أصفهان وغيرها من المدن؛ لدرجة أنه تم نشر العديد من الروايات حول خوفهم من التواجد في الشوارع. كانت هذه الحادثة قضية رأي العام لفترة طويلة وأراد الكثيرون التعرف على المهاجمين، لكن لم يتم تحديدهم، وفي عام 2017، تم الإعلان عن إغلاق هذه القضية بدفع فدية من الموازنة العامة للفتيات المتضررات من هذه الهجمات.

وطوال هذه السنوات، اعتقد البعض أن الكلمات القاسية لبعض المنابر حول ضرورة التعامل بشكل أكثر شدة مع النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب الإلزامي، كانت السبب في مثل هذه الحوادث، وكما قال طباطبائي نجاد، إمام أصفهان، في إحدى خطبه حول الحجاب الإلزامي ومخالفته "علينا أن نجعل بيئة المجتمع غير آمنة لهؤلاء النساء، ولا ينبغي لنا أن نسمح لهن بخرق الأعراف بسهولة في الشوارع والحدائق العامة".

وفي هذه الحالة يمكننا أيضاً أن نذكر الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن مختلفة تحت مسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تلك الهيئة التي تسمح لنفسها الاعتداء على النساء واعتقالهن وتهديدهن، وبعد أيام قليلة، يتم نشر خبر اعتقال النساء اللواتي رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، في محاولة من الحكومة خلق الرعب في المجتمع.

وتشجع الحكومة على ممارسة العنف وتسلب الحرية من مختلف شرائح المجتمع وتضعها تحت سيطرتها بشتى الطرق.