"الحكواتية" مجد الميخي: القصص وسيلة للتفاعل الإيجابي على مواقع التواصل الاجتماعي
تناقش قصص الحكواتية مجد الميخي حيثيات الواقع الاجتماعي المعاش وتعالج في ثناياها تبعات العنف الأسري سواء على الطفل أو المرأة، وكيفية التعامل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي.
سرى الضمور
الأردن ـ "الحكواتية" مجد الميخي تسرد قصصاً من أفكارها تحت عنوان (حدوتة مجودة) المستوحاة من الواقع المعاش، لتناقش من خلالها انماطاً جديدة للتفاعل الإيجابي عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي التي بدأت تغزو ميول الأطفال وأفكارهم برغم صغر سنهم.
تسرد الحكواتية مجد الميخي قصصها على الأطفال للفئة العمرية ما بين 6 ـ 13 عاماً، وهي غنية بالقيم والأهداف الإنسانية النبيلة وبأسلوب مفعم بالأمل والتفاؤل.
وجدت مجد الميخي في سرد القصص الملاذ الأمن لها كونها أم لطفلين، بعد أن بذلت قصارى جهدها لتغيير بعضاً من السلوكيات التي ينتهجها أطفالها بعد تفاعلهم مع مواقع التواصل الاجتماعي، فأظهرت موهبتها وبدأت بقراءة القصص فكانت لها الأثر الجميل في تغيير السلوك وتقبل النصائح.
مجد الميخي أطلقت أولى قصصها في بداية شهر رمضان 2022 بعد أن تبنتها إذاعة "مزاج اف ام" الأردنية التي آمنت بفكرتها ورسالتها الهادفة والساعية لإحداث التغيير الإيجابي بمحيطها الأسري بشكل أساسي، ومساهمتها في نقل رسالة نبيلة تعزز من القيم الاجتماعية والدينية وتحترم مكونات المجتمع عموماً عبر تلك القصص المحكية باللهجة العامية والقريبة من مشاعر الطفل وتلامس براءته.
وبحسب مجد الميخي فإن أولى قصصها لاقت إقبالاً مجتمعياً، لتقدم سلسلة من الحكايات التي تناقش حيثيات الواقع الاجتماعي المعاش وتعالج في ثناياها تبعات العنف الأسري سواء على الطفل أو المرأة، وتأثير حالات الطلاق على الأطفال وكيفية التعامل الايجابي مع المحيط الاجتماعي.
وقالت مجد الميخي "انبثقت الفكرة من مخيلتي كوني أماً لطفلين حيث لاحظت مدى شغفهم وانشغالهم باستخدام منصات التواصل الاجتماعي وبدون أية فائدة مرجوة، وعليه قررت أن أتابع معهم عبر قراءة القصص وتناولها بشكل قريب، الأمر الذي أثر على تغيير سلوكهم بعد نهاية كل قصة".
وأضافت "وجدت في نفسي فرصة لتغيير سلوك الكثير من الأطفال المحبين لسماع القصص بطريقة قريبة من تفكيرهم وميولهم، فبادرت بتقديم المشروع وفق سلسلة من القصص فكانت انطلاقتي عبر الموقع الإلكتروني لموقع الإذاعة".
وحول فحوى القصص التي تسردها، أوضحت مجد الميخي أنها تتأثر ببطولات الشخصيات التاريخية، بالإضافة إلى استخلاص الفكرة من بعض الأنماط المجتمعية السائدة والتي تتطلب المعالجة والتصويب بأسلوب جذاب وقريب من الأم والطفل.
وأكدت بأن المرأة وبمختلف أماكن تواجدها فإنها لابد وأن تعاني الكثير من التحديات، منها ما هو متعلق بواقعها الأسري والاجتماعي وبيئة العمل، إلا أن مجد الميخي مؤمنة بأن المرأة تحظى بقدرة كبيرة على تجاوز الصعاب والوصول إلى ما تصبو لتحقق أحلامها، قائلةً "مهما تعددت العقبات أمام المرأة إلا أنها صانعة للسعادة"، ولهذا تحديت الظروف وسأعمل جاهدة لأكمل مسيرتي مهما بلغت التحديات.
وحول طموحاتها وأحلامها المستقبلية تأمل مجد الميخي، أن تقدم رسالتها لجميع الأطفال ممن هم بحاجة للدعم والمؤازرة بخاصة الأطفال الذين يمرون بظروف صحية خاصة كأمراض السرطان لتخفيف وطأة الألم عليهم عبر بث رسائل الحب والدعم الإيجابي كونهم بأمس الحاجة للمساعدة النفسية، موضحةً أنها بادرت بتقديم القصص والحكايات إلا أن ظروف جائحة كورونا منعت من التواصل المباشر معهم نظراً لوضعهم الصحي الخاص.
كما تهدف مجد الميخي الوصول من خلال قصصها إلى جميع الاطفال ممن يقطنون في الأماكن الريفية أو النائية والفقيرة ممن لا يمتلكون أجهزة الحواسيب الذكية لتقديم كل ما هو ممتع ومفيد لهم في آن واحد.
وتطمح أن ترعى الجهات المعنية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر مساندتهم من قبل أشخاص مؤهلين لترجمة تلك القصص ليستمتعوا كباقي الأطفال، لإيمانها المطلق بأن كل طفل على وجه الأرض يستحق أن يتنعم بطفولة بريئة مفعمة بالتفاؤل.