الهاتف المحمول في صدارة الأسباب... أطفال تونس يعانون من ضعف الذاكرة
يشكو أطفال تونس من ضعف الذاكرة وعدم القدرة على الحفظ وتخزين المعلومات، مما اثّر سلباً على مستواهم الدراسي، ويعتبر المختصون أن الإفراط في استعمال الهاتف المحمول في صدارة الأسباب.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ يؤثر استخدام الهواتف المحمولة والتابلت سلباً على الذاكرة، إذ يبدأ الشخص خاصة الأطفال في حفظ الحقائق والمعلومات قصيرة المدى بشكل أسوأ، والذي يؤثر بدوره على حياتهم اليومية وصولاً إلى تعليمهم.
غزت التكنولوجيا كل جوانب الحياة، واستطاعت تغييرها بطرق مختلفة، وأصبحت الهواتف المحمولة والتابلت جزءاً أساسياً من حياة البشرية ومن الصعب جداً الاستغناء عنها، خاصةً بعد أن غيرت أساليب العيش، بما تحويه من تطبيقات ومنصات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير.
ويؤثر استخدام الهاتف المحمول والتابلت في سن مبكرة سلباً على تطور ونمو الطفل خاصةً في سنواته الأولى، وقد يؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة في النطق والتفاعل مع الآخرين، كما يؤثر الإفراط في استخدامه على تركيز الطفل وتحصيله الدراسي وقد يصل الأمر إلى النسيان المتكرر.
وأفادت دراسات طبية، أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية بكثرة، يتباطأ رد الفعل لديهم على إشارات الضوء والصوت، ويزداد عدد الأخطاء في الكتابة، وتنخفض مؤشرات الأداء وضعف الانتباه مع الذاكرة الدلالية.
"الذاكرة تقوى بالاستعمال وتضعف بالإهمال"، بهذه الكلمات استهلت المدربة والأخصائية في تقوية الذاكرة وتنمية الذكاء لدى الطفل إيمان العوي حديثها قائلة "لاحظ أولياء الأمور خلال السنوات الأخيرة ضعف ذاكرة أطفالهم وعدم قدرتهم على الحفظ والتركيز، ويعزى السبب الرئيسي إلى الإفراط في استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة من تابلت وهاتف محمول، مما أدى إلى تراجع مستواهم الدراسي بشكل لافت".
وأشارت إلى أن أولياء الأمور في حيرة من أمرهم رغم الجهود التي يبذلونها لتعليم أبنائهم، كما يواجه المربون صعوبة في غرس المعلومات في أذهانهم ومنحهم التحصيل العلمي المطلوب في كافة المراحل الدراسية "أصبحنا نلاحظ ضعفاً في العديد من المواد لدى الأطفال خاصة مادة الرياضيات".
ولفتت إلى أنه لتجاوز صعوبات التعليم لدى الأطفال في تونس والوقاية من ضعف الذاكرة قامت "مؤسسة اطلانتس بلاس" بتقديم دورات تدريبية تهم التلميذ والمربي والاستاذ والمعلم والولي لمساعدتهم على تجاوز هذه الاشكاليات عبر اعتماد برامج تعتمد تقنيات واستراتيجيات عالمية للحفظ تحت عنوان "ابني يتذكّر".
وأكدت أن إدمان الأطفال على اعتماد الهاتف المحمول والتابلت زادا في تشتيت ذاكرتهم وجعل مؤسسة اطلانتس بلاس تبحث عن الحل داخل التكنولوجيا نفسها من خلال توظيف تطبيقات مبنية على المحافظة على المتعة وعدم الحرمان من الألعاب ولكنها العاب تقوّي درجة التركيز والدراسة وتساعد على التميّز في المسار التعليمي.
وفي ختام حديثها قالت إيمان العوي، إن هذه البرامج والتطبيقات مكنت من إيجاد حلول لمشاكل النسيان وأصبح التلميذ قادراً على حفظ الأرقام المعروضة عليه بأي جدول في خمس دقائق فقط.