الغلاء والتضخم يفاقمان معاناة المتقاعدين في إيران

تقول المتقاعدات في إيران إن المعاش يكفي فقط لتغطية إيجار المنزل وفاتورة الكهرباء، ولا يكفي لسد الاحتياجات الأساسية، فضلاً عن انتشار الفساد في البلاد.

هيما راد

سنه ـ على مدى الأشهر الماضية، نظم المتقاعدين/ات في إيران احتجاجات متكررة نتيجة تدني معاشاتهم التقاعدية في ظل الغلاء والتضخم، وأعلنت الحكومة أنها ستزيد رواتب المتقاعدين/ات في البلاد بنسبة 10% فقط.

قالت (س. ب) البالغة من العمر 62 عاماً إحدى النساء المتقاعدات اللواتي تعشن حياة صعبة "لسنوات عديدة كنت منخرطة في العمل الشاق لنسج السجاد. كنت أرغب في تربية أطفالي وأراهم ينجحون. على الرغم من عدم وجود دعم مادي ومعنوي، إلا أنني شعرت بهذه القوة في نفسي كما لو كنت قادرة على أي شيء. لدي ثلاثة أطفال، وحلم التعليم العالي ومستقبل مشرق لهم جعلني سعيدة جداً لأن ساعات من نسج السجاد المرهقة لم تكن شيئاً بالنسبة لي".

 

"لم أرغب في الاعتماد على أحد"

وأضافت "كنت أعمل مع أشخاص في نسج السجاد وأتقاضى مبلغ زهيد جداً، ولم يكن لدي أي أقساط تأمين، ففكرت بأن أعمل بشكل مستقل بدلاً من أن أهدر كل قدراتي في ورشة عمل حيث يذهب الربح إلى أشخاص آخرين، لافتةً إلى أنه "من ثم تمكنت من بدء العمل في منزلي شيئاً فشيئاً، كانت ابنتي وابني يتعلمان من خلال مشاهدتي، لكنني لم أدع طفولتهم تختلط بصعوبات العمل وسمحت لهم بالعمل بقدر ما كان لديهم متعة وفضول".

وأشارت إلى أنه "لقد درس أطفالي بجد وهذا منحني الطاقة، وعرفت أن عدم تناول الطعام، وعدم النوم في الليل، والعمل المفرط، وما إلى ذلك، سيؤتي ثماره"، مضيفةً أن أحد أبناءها غادر البلاد وأكمل الآخران دراستهما، وتمكن أحدهما من الحصول على وظيفة مناسبة لتعليمه والآخر لديه وظيفة غير حكومية، وهي أصبحت متقاعدة وتعيش في منزل إيجار "كان لدي فكرة مختلفة عن التقاعد، اعتقدت أنني سأتخلص من تعب هذه السنوات وأتنفس الصعداء، لكن يبدو أن الناس في إيران لن يصلوا إلى نقطة الراحة وسيظل الوضع الصعب دائماً صعباً بالنسبة لنا".

فالمعاش يكفي فقط لإيجار المنزل وفاتورة الماء والكهرباء لا أكثر، وفي سن الثانية والستين لم تعد عيناها قادرة على الرؤية بشكل صحيح، والسجاد ثني جسدها ولم يعد بمقدورها العمل في أي شيء، ولا تريد الاعتماد على أحد، بحسب ما أوضحته (س. ب).

وقالت "بصرف النظر عن الراتب المنخفض للغاية، فإن الضمان الاجتماعي يوفر أقل تكلفة للعلاج، زيارة الطبيب تختلف فقط من 15 ـ 20 تومان، ومعظم الأدوية يجب شراؤها بدون وصفة طبية، كنت أرغب دائماً في أن أكون مستقلة، لكنني لم أكن أعرف أن ثمن الصواب يعني النضال".

وفي ختام حديثها أشارت إلى أن راتب التقاعد وحده لا يكفي لسد احتياجات الإنسان، ويجب أن يكون للفرد وظيفة أخرى بالإضافة إليها، فبدلاً من أن يكون المتقاعد ينعم بالراحة والحصول على وقت فراغ لما يفعلونه، تصبح حياته أكثر صعوبة.

 

صعوبات الحياة

 (م. خ) امرأة متقاعدة أخرى، تقول "فقدت زوجي منذ عدة سنوات، ولدي ستة أطفال عاطلين عن العمل رغم تعليمهم. بهذا القدر من التضخم وارتفاع الأسعار، ماذا أفعل براتب زهيد، لا أستطيع شراء الطعام أو الملابس".

وأضافت "كل شيء أصبح مكلفاً للغاية لدرجة أن خمسة ملايين تكفي في الأيام القليلة الأولى من الشهر فقط، ونقترض كثيراً لبقية الشهر"، لافتةً إلى أن "كل عام يتعهدون بزيادة الراتب، لكن الزيادة هي المبلغ الصغير الذي لا يوفر ما يكفي لحياتنا، قلت إنني سأحصل على تقاعد مريح، لكن لا يمكنني المضي قدماً في هذا الراتب. تتضاعف الأسعار بشكل يومي، لكن الراتب يبقى كما هوا".

وقالت "لم أتمكن أبداً من العيش بالطريقة التي ينبغي أن أعيشها، ولم أستطع الحصول على الملابس التي أريدها".