تحرير منبج حطم القيود التي كبلت المرأة لعقود

حكاية جيهان مصطفى مثال عن التغير الذي أدى له التحرير في واقع النساء بمدينة منبج، وشكل فارقاً كبيراً في حياتهن فالمرأة التي لم يكن بمقدورها فتح الباب تعمل في المجال الأمني.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تحرير منبج كان ثورة تغيير الفكر الرجعي والنهوض بواقع المرأة، واليوم أصبح للنساء دور كبير في جميع المجالات.

جيهان مصطفى (32) عاماً، لا تختلف قصتها عن قصص نساء مدينة منبج اللواتي شهدن انتهاكات مرتزقة داعش ودفعتهن لترك المدينة "كل شيء كان ممنوع عندما سيطر داعش، وفي كل يوم جمعة بعد صلاة الظهيرة كان يصلب أحد المدنيين في ساحات المدينة، حتى فرص العمل باتت قليلة والوضع الاقتصادي ساء جداً ما دفعنا للخروج من مدينتنا، خرجنا إلى تركيا لكن قلوبنا وعقولنا كانت مع عائلاتنا التي لم تخرج، فكل يوم كنا نسمع بذبح أو قتل أو اعتقال أحدهم، كانت والدتي تتحدث معي وهي تبكي لأنهم أصبحوا سجناء في بيوتهم لم يسمح لهم بتخطي عتبة الباب".

 

"اعتقلوا والدتي"

وأضافت جيهان مصطفى "عندما بدأت حملة التحرر هاجم داعش منزل والدتي واعتقل شقيقي مصطفى، وعندما بدأت أمي بالبكاء، اعتقلوا والدتي أيضاً خوفاً من أن يسمع أحد أهالي الحي صوتها ويعلموا أن داعش بدأ بحملة اعتقالات بحق المدنيين، بقيت والدتي في السجن ما يقارب أربعون يوماً، خلال هذه الأيام لم نعرف عنهما شيئاً إذ ما كانوا قد قتلوهما أو أخرجوهما من المدينة، لم تكن والدتي الوحيدة التي اعتقلت ظلماً بل كان هناك عشرات النساء أغلبهن كبيرات في السن ولأسباب مجهولة".

وبينت أنه "مع بدأ تحرير المدينة تم نقل جميع المعتقلين إلى خارج منبج، وبعضهم تم نقلهم لمدينة مسكنة في الريف الشرقي لمدينة حلب، فكانت والدتي وشقيقي من بينهم، وبعد التحقيق معها أطلقوا سراحها، وبعد أيام قليلة أطلقوا سراح شقيقي أيضاً، بعد الإفراج عنهما لم يستطيعا الدخول إلى منبج بسبب الأوضاع الصعبة فيها وتوجهوا إلى أقاربنا في ريف مسكنة وبقوا ريثما تحررت المدينة".   

وأوضحت أن "بعد تحرير المدينة عدنا إليها ورأينا التغير الذي شهدته، وعادت لنا حريتنا".

 

"أخذت حقوقي وأطالب بحقوق غيري"

"تحرير منبج شكل فارقاً كبيراً بالنسبة لي، الحرية تجعل الإنسان وكأنه يملك سعادة العالم بأسرها"، تقول جيهان مصطفى ذلك وتوضح "أعمل في المجال الأمني... استطعت أخذ حقوقي، وإعادة حقوق غيري".

وبينت أنه "بعدما رأيت المقاتلات عبر الشاشات وهن واقفات في الخطوط الأمامية لجبهات القتال، تشجعت وفور عودتي لمنبج انضممت لقوى الأمن الداخلي 'أسايش المرأة'، ثم انضممت للترافيك".

واختتمت جيهان مصطفى حديثها بالقول "خلال 6 سنوات ناضلت لخدمة مجتمعي والمرأة، فالفرص التي توفرت لنا كنساء بعد تحرير منبج جعلتنا نستيقظ من سباتنا العميق، كثير من الأمور كنا نجهلها اليوم نعلم بها وجعلتنا أصحاب إرادة نستطيع من خلالها نيل حقوقنا، ولا نكتفي بهذا فحسب بل نسعى للوصول للأفضل".