الفقر يفاقم معاناة النساء في أفغانستان

في كل طريق وحي في أفغانستان، توجد نساء جالسات على جانب الطريق تطلبن المساعدة، وتقول هؤلاء النساء إنه بالإضافة إلى الفقر والمعاناة، فهن لسن بمأمن من جلد وإهانات طالبان.

بهاران لهيب

كابول ـ زاد عدد المتسولين في أفغانستان بصورة كبيرة ويشكل الأطفال والنساء العدد الأكبر منهم، وتقول طالبان إنهم يجمعون المتسولين من الشوارع ويدفعون 2500 أفغاني كل شهر بعد تسجيلهم.

أعلنت العديد من المنظمات الخيرية العالمية أن 97 في المائة من سكان أفغانستان يعيشون تحت وطأة الفقر، وعليه، يزداد عدد المتسولين، وخاصة النساء والأطفال، يوماً بعد يوم.

وفي هذه الأيام، في كل طريق وحي تمر به، سترى نساء جالسات على جانب الطريق تطلبن المساعدة، لذلك أجرت وكالتنا مقابلات مع هؤلاء النساء لمعرفة المزيد عن فقرهن ومعاناتهن.

فاضلة نور هي إحدى العاملات في أحد الفنادق قبل حكم طالبان، ومع وصول طالبان، أغلق الفندق وأصبح أكثر من 30 شخصاً من موظفيه عاطلين عن العمل، وعن ذلك تقول "عندما فقدت وظيفتي في الفندق، حاولت جاهدة العثور على وظيفة في مكان آخر، لكن لم يكن ذلك ممكناً بالنسبة لي، لذلك لجأت للتسول من أجل إعالة أمي الكبيرة في السن والمريضة، وشقيقي الذي يعاني من إعاقة".

وأضافت فاضلة نور والدموع في عينيها "في اليوم الأول عندما أردت الخروج للتسول، كان الأمر صعباً جداً بالنسبة لي وكنت أشعر بالخجل. كما أن المتسولين السابقين لم يسمحوا لي بالتواجد في حيهم. تعرضت للضرب مرات عديدة، لكن كان علي الخروج لكسب المال من أجل عائلتي".

ولم يعد مسموحاً لـ نفيسة نسيم وهي امرأة متسولة أخرى كانت تعمل عاملة في أحد المكاتب الحكومية، بمواصلة عملها عندما سيطرة طالبان على البلاد، وعن ذلك تقول "في الأيام الأولى، لم أخرج للتسول، لكن بعد أن لم أتمكن من العثور على عمل، وقفت بجانب مخبز وجمعوا الخبز لي. تمكنت أنا وصديقاتي من الحصول على الخبز لمدة يوم أو يومين، لذلك اضطررت إلى طرق أبواب الناس للعثور على شيء لأطعم أولادي".

بدورها قالت (ك. م) وهي من كبار السن "تعيش زوجة ابني وأطفاله الثلاث في منزلي بعد أن توفي والدهم نتيجة تعرضه للطعن حتى الموت قبل يوم أو يومين من سيطرة طالبان بهدف سرقة أمواله وهاتفه المحمول. لم يكن لدي خيار آخر فزوجة ابني صغيرة، ولا أجرؤ على إرسالها للعمل، وأجبرت على التسول من أجل تأمين قوت يومنا".

وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الفقر والمعاناة، فهن كمتسولات لسن بمأمن من جلد وإهانات طالبان "لقد قيل لي عدة مرات أن لا أخجل من التسول في هذا الحد من العمر".