الفقر واليأس والاضطراب يسودان مدن وقرى ولاية باكتيكا بعد الزلزال
باكتيكا هي واحدة من أكثر المقاطعات النائية في البلاد، والتي تتعرض لأزمة إنسانية خطيرة بسبب الزلزال الذي ضرب المقاطعة، وفي هذا الوضع الحرج تتطلع طالبان لملء جيوبها.
بهران لهيب
باكتيكا /أرجون ـ على الرغم من تدفق ملايين الدولارات على مدى العشرين عاماً الماضية، لم يتم القيام بأي عمل أساسي في معظم مقاطعات أفغانستان لتحسين أوضاع الناس. وواحدة منها باكتيكا التي تعد من أكثر المقاطعات النائية في البلاد.
في السنوات القليلة الماضية، كان معظم المقاطعة تحت سيطرة طالبان، ولا يختلف الوضع في مناطق طالبان عن المناطق التي تحكمها الحكومة. لا يوجد سوى عدد قليل من مدارس البنات المذكورة، وعدد النساء المتعلمات في الإقليم منخفض للغاية، وتقول المصادر أن أقل من 2% من نساء باكتيكا متعلمات.
كانت حالة معظم الناس في مقاطعة باكتيكا خلال الزلزال مروعة، لا توجد مدرسة للفتيات والفتيان في منطقة أرجون، بل مدرسة دينية فقط للبنين لا يوجد طريق أو مستشفى أو مياه شرب آمنة.
يكسب الناس رزقهم من خلال الزراعة وتربية الماشية، وتسبب الزلزال في تدهور حياة الفقراء في منطقتين في باكتيكا وأرجون وبرمال. ففي منطقة أرجون، دمرت ثلاث قرى تدميراً كاملاً، قال السكان المحليون أنهم تمكنوا فقط من انتشال جثث أقربائهم من تحت الأنقاض، ولم يعودوا قادرين على إنقاذ الماشية وإخراج الأدوات المنزلية. وقد كانت هناك امرأة فقدت 20 شخصاً من أفراد عائلتها. كانت الحالة العقلية للناس رهيبة. كان للزلزال هزة ارتدادية أثرت على الناس أكثر. في صباح يوم الخميس 23حزيران/يونيو، هز زلزال آخر البلاد، مما أسفر عن مقتل تسعة آخرين.
يحاول مسؤولو حكومة طالبان استغلال الأزمة الإنسانية ويحدثون ضجة في الداخل والخارج بذريعة مساعدة المتضررين من الزلزال. لكن ما نراه في باكتيكا هو أن طالبان تتطلع لملء جيوبها.
فقد كانت حركة طالبان قد جمعت رزماً غذائية ومساعدات أخرى تبرعت بها منظمات محلية صغيرة أو منظمات دولية كبيرة مثل منظمة الأغذية العالمية. قالوا إنهم سيوزعونها على الناس بأنفسهم حتى تصل إلى الجميع بشكل عادل. لكن الجميع كان يعلم أن القضية الحقيقية هي أن طالبان كانت تنقل المواد لأنفسها بواسطة مروحيات عسكرية تحت ستار نقل الجرحى.
وأتت ببعض المؤسسات أو الأفراد فقط لالتقاط بعض الصور لنشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للحصول على المزيد من المساعدة. على الرغم من أن أكبر عدد من الضحايا كانوا من النساء والأطفال، إلا أن الخدمات لم تكن متاحة لهم. قامت بعض المؤسسات بتوزيع كتيبات على الأطفال المتضررين من الزلزال للترويج عن أنفسهم.
وانتشر الفقر واليأس والاضطراب في المدينة والريف، وفقدت شقيقتان رزمينه وزر عبد الله جميع أفراد عائلتهما ليلة الحادث. كانت هناك ندوب على أجسادهما، كانوا في حالة صدمة. يمكن للمرء أن يرى بوضوح الحزن اللامحدود لنساء هذه المقاطعة في عيونهن المتعبة والحزينة. هذا الحزن لا يمكن علاجه إلا بتأسيس حكومة من الأهالي.
www.youtube.com/watch?v=hwx0wElDiXM