الفلاحات تتحملن أعباء الحياة والأسرة

قد تكون إيران وشرق كردستان الوحيدتين اللتين تعترفان بمفهوم الفلاحة كمهنة، فعلى الرغم من كونها وظيفة خطيرة إلا أن النساء يشاركن فيها أيضاً.

بيريفان شاهو

السليمانية ـ على مدى عقود من الزمن، ظلت السلطات الإيرانية تحاول الضغط على الشعب ليتنازل عن إرادته من خلال القمع إلى جانب سلسلة من السياسات التي تفرضها على الناس، كما أنها تمارس الفقر والمجاعة كسياسة قمعية، وخاصة في المناطق التي تتمتع بأراضي خصبة وغنية، لكن هذه الثروات استولت عليها السلطات ولهذا السبب يجبرون الناس على أن يصبحوا فلاحين.

على الرغم من أن العمل الزراعي يتم بشكل غير قانوني وخطير، لكن الناس يضطرون إما إلى الانتقال إلى المدن الإيرانية النائية أو العمل لكسب كسرة خبز على موائدهم، وقد تكون إيران وشرق كردستان الوحيدتين اللتين تعترفان بمفهوم الفلاحة كمهنة.

وقد أدى التمييز المنهجي من قبل النظام الإيراني والوضع الاقتصادي الصعب إلى عمل الرجال والنساء كفلاحين، لقد اختارت المرأة الفلاحية هذه المهنة لتعيش بفخر وفي حدود إمكانياتها، وليس بسبب شغفها بذلك فالفلاحات لا تفكرن بصحتهم أو سلامتهن بل تواصلن العمل في المواسم الباردة والحارة وتتخذن عشرات الطرق الخطيرة للهروب من الظروف المعيشية السيئة.

وعلى الرغم من صعوبة الطريق أمام الفلاحات، إلا أن النساء تضطررن إلى العمل بملابس الرجال، كما أنهن تواجهن العديد من المخاطر الأخرى على طول الطريق، مثل الكمائن التي نصبها الحرس الثوري، وانعدام ثقة أصحاب البضائع في النساء، والأجور المنخفضة، والألغام الأرضية التي زرعت خلال الحرب الإيرانية العراقية، وبعضهن أصيبن بالإعاقة بسبب انفجارات الألغام الأرضية، كما تواجه الفلاحات التهديد بالاغتصاب فخلال عامي 2021 و2022 تعرضت حوالي 60 إلى 70 فلاحة للاغتصاب.

ورغم عدم وجود إحصائيات موثوقة عن عدد الفلاحين، لكن، وفقاً لبعض الإحصائيات غير الرسمية، فإن عدد الفلاحين في مدن مختلفة في شرق كردستان مثل بانا، ماريفان، تضم محافظات سقز وسنه وسردشت وكاميار وشينو ونوسود وبافه وكرمانشاه وموكريان ما بين 80 ألف إلى 170 ألف فلاح، وبحسب إحصائيات غير رسمية، ارتفع عدد الفلاحات في عام 2021 كان هناك 110 فلاحات في سبع قرى في محافظتي سنه وكرمانشاه.

بحسب الإحصائيات الصادرة عن منظمة هانا لحقوق الإنسان في نيسان/أبريل 2024، قُتل وجُرح 49 فلاحاً، من بينهم ثلاثة أطفال قُتل 10 منهم وجُرح 39.

بحسب ما نقلته كولبار نيوز خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024 نتيجة لعوامل مثل إطلاق النار المباشر من قبل قوات النظام الإيراني، تساقط الثلوج والبرد وانفجار الألغام، والسقوط من الجبال والمرتفعات وعدة حالات أخرى، قُتل وجُرح 270 فلاحاً من بينهم 20 طفلاً دون سن الخامسة.

نظراً لاحتلال إقليم كردستان واستيلاء دول المنطقة على ثروات هذا الشعب وظهور حالات غير مرغوب فيها، أصبحت النساء الكرديات دائماً ضحايا، والآن إذا رأينا النساء في شرق كردستان ليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأن فيها إلى الفلاحة، وحتى قبل سقوط النظام البعثي لصدام حسين عام 2003، اضطرت النساء في إقليم كردستان إلى العمل كفلاحات بسبب الظروف المعيشية الصعبة.