'الدولة التركية مستمرة في مؤامرتها والإرادة تفشل هذه المؤامرة'

آسيا حسين من النساء اللواتي شاركن في اعتصام ضد خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا، تروي أبعاد المؤامرة الدولية على القائد أوجلان.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ أكدت عضو تجمع نساء زنوبيا في منبج بشمال وشرق سوريا آسيا حسين، وهي إحدى المشاركات في اعتصامات عام 1998، على أن الدولة التركية مستمرة في مؤامرتها التي وصفتها بـ "الفاشلة" في كل تشرين الأول/أكتوبر.

تستمر الدولة التركية بمؤامرتها التي بدأت حينما تم إخراج القائد عبد الله أوجلان من سوريا عام 1998، في التاريخ ذاته كل عام في 9 تشرين الأول/أكتوبر.

 

"توسع قاعدته الشعبية كان أحد أسباب إبعاده عن شعبه"

حول السياسة التي تتبعها تركيا والتواريخ التي تختارها، تقول النازحة من مدينة سري كانيه/رأس العين آسيا حسين التي شاركت في إضرابات عام 1998، عن بداية تعرفهم على فكر القائد عبد الله أوجلان "تعرفنا على فكر القائد عبد الله أوجلان عبر عضوات وأعضاء الحركة التحررية"، مشيرةً إلى أن "فكر القائد عبد الله أوجلان بدأ من منطلق حرية المرأة".

وأوضحت أن "نساء العائلات التي التقت القائد أوجلان في سوريا، لاحظن أنه كان يشدد على قضية تحرر المرأة وإخراجها من قيود العادات والتقاليد"، مشيرةً إلى أنها أيضاً التقت بالقائد عبد الله أوجلان في 15 آب/أغسطس عام 1998، أي في ذكرى إطلاق أول رصاصة في وجه الاحتلال التركي.

وعن أسباب تأثر شعوب شمال وشرق سوريا بفكر القائد عبد الله أوجلان تقول آسيا حسين "تأثر المجتمع بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الداعي لحرية الفكر والسلام وتحرير المرأة، لذا الدول المهيمنة تخشى فكره لأنه استطاع استيعاب السياسة العالمية وتحليلها، لو لم يكن كذلك لما أبعدوه عن شعبه".

 

"فكر القائد أوجلان كان العائق أمام استمرار الدكتاتورية والمصالح الدولية"

وعن أسباب خشية العالم من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تقول "كان القائد أوجلان يسعى لجعل هذا العالم ديمقراطياً من خلال فكره وفلسفته المتمثلة بذلك"، مشيرةً إلى أنه كان "يقول بأن أوروبا ليست ديمقراطية كما تدعي على العلن، لو كانت كذلك كانت استوعبت الفكر الذي أقدمه".

وأضافت "العالم الرأسمالي بأسره يرفض فكر القائد عبد الله أوجلان ومن بينهم النظام السوري والإيراني والتركي والعراقي، لأنه يدعوا إلى التعايش المشترك والمساواة، وهو ما لم يكن يصب في مصلحتهم".

وعن الدول المتآمرة مع تلك الأنظمة بينت "الدول التي تبني سياستها على إبادة الشعوب والحروب من الطبيعي أن تحارب فكر يدعي إلى السلام والديمقراطية والمساواة التي تعتبر سداً وعائقاً أمام مصالحها واستمرارها بدكتاتوريها بدأً من التجارة الاقتصادية إلى التجارة الحربية بالأسلحة والبشر".

وأكدت أن هذه الحرب التي تستهدف شعوب المنطقة على يد الاحتلال التركي هي بمساعدة الدول المهيمنة "لو لم تدعم الدول الرأسمالية والقوموية الدولة التركية بالأسلحة لما استطاعت محاربتنا، لو لم يغضوا النظر عن الجرائم التركية لما استمرت الأخيرة في إبادتنا".

وشددت على أن "هذه الحرب لا تستهدف الشعب الكردي فقط بل هي تجارة حربية ودموية تستهدف كافة شعوب الشرق الأوسط، لأن فكر القائد عبد الله أوجلان ليس من أجل الكرد بل من أجل كافة شعوب المنطقة".

 

"تعنت النظام السوري ليس لصالح الشعب"

"تشبث النظام السوري بفكره وإقصاء كافة الأطراف المتواجدة على الأراضي السورية يلتقي مع المصالح الدولية وليس الشعب"، هذا ما تؤكده آسيا حسين، مشيرةً إلى رفض النظام السوري الجلوس على طاولة الحوار مع ممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، للوصول لحل للأزمة السورية، من خلال وضع شروط لا تتوافق مع ما قدمته المنطقة من تضحيات.

وأوضحت أن "النظام السوري لا يجد سوى نفسه في الساحة السورية، ويغض النظر عن التعددية الفسيفسائية لشعوب سوريا، وبدلاً من ذلك يتحاور مع الاحتلال التركي إضافةً لإيران وروسيا التي لا تلتقي نواياها مع صالح الشعب السوري بتاتاً، ومن هنا يرى المرء مدى دكتاتورية النظام وأسباب رفضه لمشروع يحتضن أبناء الشعب السوري برمته".

وترى آسيا حسين أن القائد عبد الله أوجلان كان مدركاً لما يحدث الآن من خلال مقولته "سيأتي يوم العالم بأسره يحاربك، والعالم سيتعرف عليك بنضالك ومقاومتك وقوتك، وحينها إذا كنت مع قضيتك ومقاومتك لو اجتمع العالم بأسره ضدك ستنتصر قضيتك، أما إذا كان العالم بأسره معك وأنت لست مع قضيتك ومقاومتك ستفشل".

وقال القائد أوجلان أيضاً "اليوم سوريا صديقتنا لكن غداً ستعادينا فصداقة دول ترتبط بمصالحها وليس بوجدانيتها"، وهذا ما أشارت إليه آسيا حسين مضيفةً "هذا ما حصل بالفعل في عام 1998 عندما تم إخراج القائد أوجلان من سوريا بتآمر أغلب دول العالم".

 

الهدف من إخراج القائد أوجلان من سوريا  

وعن الأهداف الدولية من إخراج القائد عبد الله أوجلان من سوريا أفادت آسيا حسين "خلال فترة تواجد القائد عبد الله أوجلان في سوريا تعرف الشعب السوري على فكره، لذا سعوا لإخراجه من البلاد خوفاً من اكتسابه شعبية كبيرة، إلا أن الدول المتآمرة لم تصل لمبتغاها لأن فكر القائد أوجلان وصل ذروته في عقول ورح الشعب، إذ قال (ناضلت بينكم لفترة طويلة والآن أنا اخرج من سوريا ولكن وضعت فكري بين سطور الكتب والآن هي بين أيديكم ووفقاً لهذه الكتب سيروا على نهج هذه الفلسفة)".

وأكدت آسيا حسين على أن "الكثير من القادة العرب رحلوا عن الحكم لكن لم يبقى من أفكارهم شيء سوى اسم عابر على صفحات التاريخ، بينما لا زال فكر القائد عبد الله أوجلان ينبض في قلب وعقل كل من تعرف عليه وسمع به وعلى خطى نهجه سارت المرأة والشبيبة، والشعب بأكمله طور نفسه على أساس فكره وفلسفته".

وأضافت "لقد كانت المؤامرة الدولية كبيرة بمثابة مشروع إبادة فكرية لشعب، والتي لاقت موجات غضب واسعة، وعلى ذلك نزل الشعب إلى الساحات وأعلنوا إضرابهم عن الطعام ثلاثة أيام متواصلة، لكن قوبلت تلك الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية السلمية بقمع وتعنيف واعتقالات من قبل النظام السوري"، مشيرةً إلى أنها كانت من بين المشاركين في الاعتصامات التي جابت مدينة الدرباسية في إقليم الجزيرة آنذاك.

 

"السير على نهج القائد أوجلان إفشال للمؤامرة الدولية"

وعن ثمار فكر القائد عبد الله أوجلان بينت آسيا حسين "الذين يقاومون في جبال كردستان والذين يقاومون في السجون التركية، وثورة روج آفا التي انتشرت في شمال وشرق سوريا بتنظيم المرأة وتنظيم قواتها العسكرية وحدات حماية المرأة والشعب والإدارة الذاتية الديمقراطية، جميعها من ثمار فكر القائد عبد الله أوجلان وهذا مثال على إفشال المؤامرة التي استهدفت فكر القائد أوجلان الذي قال بأن هذه المؤامرات ستفشل لطالما الشعب مرتبط بقضيته، وبالفعل شعوب شمال وشرق سوريا لم يتوانوا لحظة عن تطبيق توجيهاته والسير على نهجه".

"الدولة التركية تجدد مؤامراتها في التاسع من تشرين الأول"

وعن الذكرى السنوية الثالثة للهجوم على سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض، الذي يصادف أيضاً 9تشرين الأول/أكتوبر، تقول "تركيا تجدد مؤامرتها دائماً في تشرين الأول، فقبل 24 عاماً تم إخراج القائد أوجلان من سوريا في مثل هذا اليوم وقبل 3 سنوات هاجم مرتزقته شعب سري كانيه وكري سبي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لقد استطاع أن يعتقل صاحب الفكر الحر ولكن هل بإمكانه قتل واعتقال ملايين الشعوب الذين حملوا الفكر في عقولهم وقلوبهم؟".

وأوضحت أنه "هنا يكمن فشل المؤامرة التي بدأت قبل 24 عاماً ولا تزال مستمرة حتى الآن. ندرك أن القائد أوجلان في السجن إلا أن فكره لا زال حراً طليقاً"، مضيفةً "تركيا هجرتنا من منازلنا وأرضنا لكن أينما تواجدنا نكون ثورة ونناضل ونقاوم، فالقائد أوجلان يعيش في عقولنا وهو رمز لنا ولقضيتنا ولمقاومتنا وللتنظيم الذي نسير عليه اليوم".

 

"الصمت الدولي دليل واضح على عونه للدولة التركية في مؤامراتها"

وأما عن الدعم الدولي للدولة التركية في هذه المؤامرات أشارت آسيا حسين "ألم تتساءل منظمة حقوق الإنسان أين ذهب شعب عفرين وجبال كورمينج، ألم يتساءل المجتمع الدولي ماذا يلعب أطفال سري كاني في المخيمات، وماذا يفعلون ببرد الشتاء، ولماذا لا تسأل الصحافة العالمية ماذا حل بأهالي تل أبيض أين منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم وكيف يعيشون؟".

 

تغطية على أزمتها الداخلية

وترى آسيا حسين أن "التهديدات التركية وجرائمها التي ترتكب حالياً هي للتغطية على أزمتها الداخلية، فالدولة التركية تعاني من أزمة اقتصادية وانهيار داخلي ولتغطي على هذه الأزمة تشغل العالم ونفسها بتهديداتها وجرائمها واستهدافها للنساء والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا وهذا الأمرة بات واضحاً للجميع".

 

"العزلة استمرار للمؤامرة الدولية"

واستنكرت آسيا حسين المؤامرة الدولية على القائد أوجلان والتي استمرت بالهجوم على رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، واستهدافها للقياديات "رغم كل ما فعتله الدولة التركية إلا أنها لم تستطيع إعاقة نضالنا ومقاومتنا فمازالت المرأة تحمل سلاحها وقلمها، وعلى المجتمع الدولي أن يتقرب من قضية القائد عبد الله أوجلان بإنسانية وأن يضغط على الدولة التركية للسماح لمحامي وعائلة القائد أوجلان باللقاء به، وأن تنتهي العزلة المشددة فليس هناك قانون يمنع السجين من اللقاء بعائلته ومحاميه".

واختتمت آسيا حسين حديثها بالتأكيد على أن "هذه العزلة استمرار للمؤامرة الدولية في المرحلة التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط بهدف منع إيصال فكر وتوجيهات القائد أوجلان لشعبه لأن أي تحليل جديد من قبل القائد أوجلان يعتبر بمثابة حل للمشاكل والتعقيدات المتواجدة في الشرق الأوسط".