"البيت الصامد" مؤسسة تهتم بتقديم خدمات متكاملة للنساء
تعمل مؤسسة "البيت الصامد" على توفير الدعم المالي والمساعدة الإنسانية للنساء المحتاجات والأطفال، وتطوير قدرات المرأة الفلسطينية وتوعيتها.
رفيف اسليم
غزة ـ يزخر المجتمع الفلسطيني بالعديد من المؤسسات النسوية التي تهتم بخدمة النساء ومساعدتهن على تحسين ظروفهن المعيشية، فتختص كل مؤسسة بجانب معين كالتركيز على الجانب الثقافي، أو الاجتماعي، وأخرى تساعدهن على التمكين الاقتصادي أو تقدم الخدمات الطبية لهن، بخلاف مؤسسة البيت الصامد التي جمعت تلك المجالات وأكثر لتستطيع تقديم خدمات متكاملة للنساء.
عن مؤسسة "البيت الصامد" تقول رئيس مجلس إدارة المؤسسة فاتن الحمامي، أنها مؤسسة نسوية خيرية غير ربحية تأسست في عام 1989 في قطاع غزة من قبل مجموعة من النساء العاملات في المجال الطبي والتعليمي بهدف توفير الدعم المالي والمساعدة الإنسانية للنساء المحتاجات وللأطفال، إضافة إلى تطوير قدرات المرأة الفلسطينية في القطاع وتدريبها لتوفير فرص العمل لها والعمل على توعيتها من الناحية الصحية والاجتماعية والثقافية.
وعن سبب تسمية المؤسسة بالبيت الصامد أوضحت أنه خلال مرحلة التأسيس الأولى كانت الطبيبة فريال البنا قد عايشت فترة تواجد "الاحتلال الإسرائيلي" بالقطاع وما ترتب عليه من اعتقالات مستمرة للرجال بالتالي بقاء الأسرة دون معيل، لذلك كان محور تفكيرها في كيفية تعزيز صمود المرأة الفلسطينية وخدمة الأسر فجاء اسمها على هذا النحو لتبقى النساء معمرات في بيتوهن ولينشأ المجتمع بشكل سوي.
وقد بدأت فريال البنا العمل حسبما أفادت، فاتن الحمامي بشكل فردي وسري خوفاً من ملاحقة الاحتلال فكانت تجمع الأموال من المتبرعين والعائلات الكبرى بفلسطين لتعيد توزيعها على الأسر المحتاجة كما كانت الاجتماعات تتم بشكل سري لمعرفة آلية العمل وما هي الخطوات القادمة التي ستقوم بها، لافتة إلى أنه بعد عدة أعوام استطاعت أن تحصل على ترخيص للعمل كما انضمت لها العديد من المتطوعات ليصبحن عضوات في الجمعية فيما بعد.
وأضافت أن المؤسسة تعتمد على التمويل الذاتي في تنفيذ برامجها ونشاطاتها، فيما تعتمد بشكل جزئي على المؤسسات المانحة، لافتة إلى أنها حاصلة على ترخيص من وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية، كما أن للجمعية مجلس إدارة منتخب كل سنتين، إضافة إلى أنها لاقت دعم كبير من قبل رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات والذي أهدى للجمعية مقرها الحالي.
فبجهود 9 نساء استطاعت المؤسسة أن تحقق أهدافها بحسب فاتن الحمامي المتمثلة في تعميق وعي المرأة، وتنمية ثقافتها من خلال الدورات التدريبية والنشرات الإعلامية والندوات، ومساعدة النساء خاصة صغيرات السن اللاتي فقدن أزواجهن على اكتساب حرفة كمصدر رزق، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمام المرأة للخروج للعمل والمساهمة في بناء المجتمع وتطويره، والاهتمام بصحة المرأة من خلال ندوات التثقيف الصحي والدورات الرياضية.
وأوضحت أنه من ضمن أهداف المؤسسة الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني خاصة التطريز الفلاحي، والاهتمام بتربية الأطفال والفتيات وتوجيههم لاستفادة من أوقات فراغهم بشكل سليم من خلال تنفيذ برامج صيفية فنية ثقافية ورياضية، مشيرة إلى أن التنسيق مع المؤسسات الوطنية، والهيئات الخيرية الأخرى في داخل البلد وخارجه من أجل التنمية والتطوير مهمة أخرى تقع على عاتق المؤسسة لضمان استمرارية خدماتها التي تقدمها للمجتمع.
وتضم المؤسسة اليوم بحسب فاتن الحمامي قاعدة بيانات ضخمة تشمل جميع النساء اللواتي يعانين من أوضاع اقتصادية صعبة لمحاولة دمجهن بالجمعية والاستفادة من برامجها التي تشمل عدة مجالات منها الخياطة والتطريز والصوف والمشغولات اليدوية بجميع أشكالها كزينة رمضان والملابس وصولاً إلى الخشب والمعادن، لافتة إلى أن منتجات تلك النساء تعرض في معرض دائم في الجمعية إضافة لمشاركتهن بالمعارض الخارجية.
عشرات النساء يعملن داخل المؤسسة وخارجها، فتشير فاتن الحمامي إلى أن مؤسستها لا تستوعب أن تعمل كافة النساء المتقدمات داخل المشغل لذلك لجأت إلى حل آخر متمثل في إعطاء عدة دورات تدريبية بالأشغال التي من الممكن أن تنتفع بها النساء، مع توفير المواد الخام سواء ماكينات خياطة أو صوف أو خيوط ليعملن من بيوتهن، مضيفة أنها تحاول الوصول للنساء في المناطق المهمشة اللواتي يمنعهن الوضع الاقتصادي من التوافد للمؤسسة كي يستفدن من الخدمات ذاتها.
وتحاول فاتن الحمامي أن تشجع النساء للاستفادة من المواسم كالعيد لتسويق البضائع في ظل عدم وجود طريقة لتسوقيها بالخارج، مشيرةً إلى أنه خلال شهر رمضان الحالي تنفذ حملة السلة الغذائية للأسر الفقيرة من خلال فرض سعر للسهم يدفعه المتبرعين لتكون بذلك حلقة وصل بين الطرفين بالإضافة إلى العديد من المساعدات المالية النقدية التي تقدم مع ضمان عدم استفادة العائلة من ذات الخدمة مرتين.
وتوفر فاتن الحمامي صالة رياضية للتدريب ورياض أطفال تابعة للجمعية ومنتدى ثقافي يعقد خلاله العديد من الندوات التوعوية الثقافية والدورات التدريبية لطلبة الجامعات، لافتة إلى أنها "تقدم دعم خاص لأبناء الشهداء منها دروس التقوية الخاصة بكافة المواد الدراسية مجاناً، عدا عن الاهتمام بغالبية الأطفال عبر عقد المخيمات التي تعني بالثقيف والتفريغ النفسي على أيدي مدربين مختصين".