البدو الرحل في أفغانستان... وضع مزري وحياة قاسية

تقول بيبي غولارام إحدى نساء البدو اللواتي تعشن في الخيم "في السابق كنا نكسب قوت يومنا من بيع اللحوم والألبان والجلود والصوف من مواشينا. لكن الحرب والجفاف ونقص المراعي تسببت في فقدنا لعدد كبير من مواشينا".

بهاران لهيب

كابول ـ يواجه البدو الرحل المعروفون محلياً بـ "قبائل كوتشي" مشاكل كبيرة، لا سيما بسبب الجفاف الحاد الذي أدى إلى توزيعهم في مختلف مناطق أفغانستان بدلاً من توجههم إلى أماكنهم المعتادة، كما خسروا كثيراً من مواشيهم، ونتيجة ويلات الحروب المتتالية تضرر الشعب الأفغاني بكل فئاته دون استثناء والبدو الرحل أكثر المتضررين.

البدو قبائل تعمل في تربية المواشي يهاجرون من مكان إلى آخر وفق الظروف الجوية، بحثاً عن المراعي لمواشيهم، في معظم الأوقات ينصبون خيامهم على شكل مجموعات على التلال أو على منحدرات الجبال.

تقول بيبي غولارام وهي إحدى نساء البدو اللواتي تعشن في الخيام بمقاطعة لوغار "في السابق كنا نكسب قوت يومنا من بيع اللحوم والألبان والجلود والصوف من مواشينا. لكن الحرب والجفاف ونقص المراعي تسببت في فقدنا لعدد كبير من مواشينا. الآن نحن ذاهبون إلى مناطق أخرى لإيجاد عمل يومي. في الماضي، كان الغرض من انتقالنا من منطقة إلى أخرى هو إيجاد المراعي لماشيتنا، لكن هدفنا الآن هو التحرك للحصول على قطعة خبز نأكلها، حتى يتمكن الرجال من العثور على عمل يومي".

وعن دور نساء البدو في الإنتاج تقول "في صغري كنت أرعى الماشية، كما أنني كنت أصنع العديد من منتجات الحليب، الآن بعد أن ذهب الرجال إلى العمل، نتولى نحن النساء مهمة الاعتناء بالمنزل والأطفال لوحدنا، لدينا عدد قليل من الماشية التي يعتني بها أبناؤنا".

من جانبها تقول ماهكول نعيم "في الصيف نذهب دائماً إلى لوغار لنصب خيامنا هناك، في كل عام كانت هناك حرب تدور بين حكومة أشرف غني وطالبان وهو ما يودي بحياة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يأخذون ماشيتهم إلى المراعي، لم نتمكن من مغادرة خيامنا لأيام".

وأضافت "سبب مجيئنا إلى هذه المنطقة على الرغم من الحرب الشرسة هو توفر المزيد من الوظائف اليومية بأجر. تهتم النساء بالأرض وبالأسرة، لذا كن في كثير من الأحيان بحاجة إلى توظيف عمال لجمع محاصيلهم، ولكن هذا العام من الصعب العثور على عمل لذا سيعمل الرجال في حقولهم عوضاً عن توظيف العمال".