'الاستقلال المادي ضرورة فكرية للمرأة'

للاستقلال المادي للمرأة أهمية وضرورة كبيرة حيث ستكون قادرة على الإمساك بزمام أمور حياتها وشؤونها، الأمر الذي يجعلها بغنة عن مد يدها للآخرين، كما أنه إحدى الخطوات الأساسية لتمكينها أكثر.

هوجين شيخي

ديواندره ـ أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة فرانك، م أن الاستقلال المادي لا يعني الجانب المالي فحسب، بل أيضاً الاستقلال الفكري للمرأة، وهو يعطيها الفرصة للخروج من تحت عباءة الرجل وسيطرته ويجعلها مستقلة ومتمكنة.

دخلت العديد من النساء في أعمال تجارية مختلفة ومردودهن أحياناً أكثر من الرجال، لذلك يعد الاستقلال المالي للمرأة إحدى الخطوات الأولى لازدهارها وتمكينها، وفي المجتمع التقليدي والأبوي تم تصميم النظام بحيث تكون المرأة دائماً خاضعة لسيطرة الرجل، والنساء اللاتي تعملن بمفردهن وتتمتعن بالاستقلال المادي يتم مهاجمتهن بكافة الطرق من قبل مجتمعاتهن، وبحيل مختلفة يتم تدمير اقتصادهن، هذا ما أكدت عليه الناشطة في مجال حقوق المرأة فرانك، م.

 

"استقلال المرأة المادي يؤدي إلى استقلالها الفكري"

عن معنى الاستقلال المادي للمرأة قالت فرانك، م "إنه شيء مهم يجب على الجميع تحقيقه وهو لا يخص الرجل أو المرأة، ولكن في رأيّ الاستقلال المادي أكثر أهمية بالنسبة للمرأة، لأنه منذ القدم زُرع في أذهان النساء أنهن غير قادرات على تحقيق استقلالهن لتبقين تحت سيطرة الرجال، لكن بتحقيق الاستقلال المادي لا يتعين عليك الاعتماد على المساعدة المالية من الأشخاص المحيطين بك سواء من الحكومة أو القروض وما شابه، وهذا النوع من الاستقلال لا يعني جانبه المالي فقط، بل يعني أيضاً الاستقلال الفكري للمرأة كونه يخرجها من تحت سيطرة الرجل ويجعلها مستقلة ومتمكنة".

 

"بدون الاستقلال المالي يصبح تحقيق أحلامهن أكثر صعوبة"

عن تجربتها في تحقيق استقلالها المالي قالت فرانك، م "عندما قررت لأول مرة أن أكون مستقلة ولا أعتمد على أحد مالياً، واجهت معارضة كبيرة من عائلتي لأن لدي طفل وكان هذا أبرز الحجج إلى جانب مقولة الوقت مبكر جداً لدخول سوق العمل، ولكني تمسكت بقراري وبدأت العمل بمتجر الملابس الخاص بي، وحتى يومنا هذا أؤمن جزءاً كبيراً من دخل أسرتي، أنا سعيدة لأنني كامرأة في مجتمع صغير مثل ديواندره، تمكنت من محاربة العديد من الأعراف الأبوية".

وأضافت "المشكلة تكمن فيه أنه سواء كنت ربة منزل أو عاملة، فإننا لا نزال عالقين في القرن الماضي مع نتيجة ثانوية للتفكير التقليدي الذي أعطى الرجال الحق في إدارة الأموال على مدى أجيال، واعتمدت العديد من النساء على الآباء والأزواج في حياتهن، حتى أخوتهن وأبنائهن لاتخاذ القرارات المالية الخاصة بهن، ولحسن الحظ فإن هذه العقلية تتغير شيئاً فشيئاً، فقد باتت العديد من النساء تعرفن ضرورة أن تكن مستقلات مالياً، فبدون ذلك سيصعب عليهن تحقيق ما تسعين إليه".

 

"الاستقلال المادي للمرأة موضوع لطالما تم إهماله"

حول واقع الاستقلال المالي للمرأة أكدت فرانك، م أنه "موضوع لطالما تم إهماله وتهميشه على الرغم من أهميته، إن التاريخ بأكمله مليء بالرجال الذين اعتبروا النساء دائماً تابعات لهم، ولكن كانت هناك أيضاً نساء شجاعات وقويات للغاية أصبحن رائدات أعمال مثالاً لأنفسهن ولغيرهن، لقد حان الوقت لنحارب جميع الصور النمطية المتعلقة بالتمييز بين الجنسين، لقد ولت الأيام التي كانت فيها المرأة ترى كل شيء داخل جدران المنزل، باتت النساء تسعين لتحقيق أهدافهن وبناء مستقبلهن".

وعن المشاكل التي تعترض المرأة في سوق العمل قالت فرانك، م "هناك العديد من العقبات التي تخلق قيوداً في طريق النهوض بالمرأة وتعزيز دوها، بما في ذلك عدم المساواة بين الجنسين، والتمييز في مكان العمل، والتمييز في الرواتب والأجور والعديد من القضايا الأخرى، حيث تقضي العديد من النساء جزءاً كبيراً من حياتهن في تربية الأطفال ورعاية شؤون المنزل، لذلك تملكن وقت أقل للعمل وكسب المال مقارنة بالرجال، بل أن العديد منهن تتحملن مسؤولية رعاية كبار السن في الأسرة، كما أن العديد من النساء لا تستطعن الاعتماد على الدخل الذي تحصلن عليه من وظائفهن بشكل منتظم مثل الرجال، لذلك يجب عليهن الاهتمام أكثر بالادخار والاستثمار والتخطيط لتوفير الأموال التي تحتجنها لتحقيق استقلالهن المادي".