الأرض المحروقة... سياسة يطبقها الاحتلال في أراضي شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان

لم تحقق الحروب والصراعات التي تتلاعب بخيوطها الدولة التركية مآربها، لذا بدأت بإتباع سياسة تعرف بـ "الأرض المحروقة" وتطبيقها على أرض الواقع بدءاً من عفرين في شمال وشرق سوريا، ووصولاً لإقليم كردستان

فيدان عبد الله 
الشهباء ـ .
تكشف سياسات الاحتلال التركي مدى عنهجيته وحقده الدفين، إذ تعدى بهجماته على البشر ليرتكب جرائم ضد البيئة في عفرين المُحتلة وإقليم كردستان، هادفاً بخططه التوسعية إعادة الإمبراطورية العثمانية.
وقالت عضوة المجلس التشريعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية مشيرة ملا رشيد، أن الدَّولة التَّركية تنفذ سياسة الأرض المحروقة من عفرين وصولاً لأراضي إقليم كردستان، "تستهدف الأنظمة السَّلطوية وعلى رأسها تركيا الأرض وشعبها، عبر التَّغيير الدَّيمغرافي، والنهب والقتل والسلب".
وأضافت بأن تركيا لجأت لهذه السّياسة، لأنها لم تتمكن من تحقيق مآربها عن طريق الحروب، إذ أن الامبراطورية العثمانية طبقت ذلك في وقت سابق خلال حربها ضد اليونان "يحرقون الغابات والمحاصيل الزراعية ويقطعون الأشجار بشكل بربري".
وأكدت أن هدف تركيا هو دفع سكان المنطقة الأصليين إلى الهجرة، واستنفاذ الموارد الاقتصادية، وخلق خلل في التوازن البيئي، "البيئة تُباد وهذه جريمة، والأهالي يجوعون بفقدانهم أدنى مقومات الحياة، ويتسبب بأضرار على المياه والتربة والهواء، ويفعلون ذلك في إقليم كردستان لسهولة إنشاء قواعد عسكرية لهم".
وتضيف أن "هجمات الاحتلال التركي على أراضي إقليم كردستان وقطع الأشجار وحرق الغابات، ماهي إلا سياسة هادفة للقضاء على استقلال الإقليم واحتلاله".  
وبحسب بعض المصادر قطع الاحتلال التركي الأشجار في جبال جودي، ويعمل حوالي 70 شخص على 30 جرار لنقل أربع شحنات من الأشجار يومياً، وتحمل كل شحنة 3.5 طن تقريباً، إذ يقطع من 400 إلى 450 طن من الأشجار، ويتم بيعها في أسواق تركيا.
وأوضحت بأن الأهالي يتعلقون بأرضهم، ولا سيما النساء منهم، وأهالي عفرين قاوموا لمدة 58 يوماً مدافعين عن ترابهم، "العلاقة بين المرأة في عفرين والزيتون علاقة وثيقة غير قابلة للجدل".
وشنت الدولة التركية هجماتها على مقاطعة عفرين في 20كانون الثاني/يناير 2018، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة البرية والجوية، لتحتلها في 18أذار/مارس في ذات العام، بعد مقاومة عظيمة أبداها الشعب لمدة 58 يوماً.
وتقول بأن سياسة الأرض المحروقة حظرت في 1977 بموجب البروتوكول الأول في جنيف المادة (54)، بعدم التعدي على الطبيعة في مناطق الصراع وحماية كل ما هو مصدر معيشي ويحظر التعدي عليه "يجب إعادة النظر بتطبيق قانون سياسية الأرض المحروقة في أجزاء كردستان، لأن الدول المُستعمرة لكردستان مستثنين من هذا القانون".
وطالبت مشيرة ملا رشيد بعدم الانجرار خلف سياسات الدولة التركية، والعمل على وقف السياسات التي تسعى لبث الفتنة "احموا ما تبقى من طبيعة عفرين وأراضي إقليم كردستان".
ووثقت منظمة حقوق الإنسان عدد الأشجار الحراجية والزيتون التي تم قطعها من قبل الاحتلال التركي في عام 2020، والتي بلغت أكثر من 300 ألف شجرة، منها 300 شجرة زيتون معمرة نادرة، و15 ألف شجرة سنديان، وتم حرق أكثر من 11 ألف شجرة حراجية، ما يعادل 2180 دونماً، وحرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الزراعية من أصل 33 ألف هكتار زراعي.