الإرادة تهزم الإعاقة... قصة نجاح شابة فقدت بصرها

على الرغم من فقدانها لبصرها في عمر مبكر، تمكنت الشابة نور حمادي إبراهيم من دخول مجال الإعلام وتقدم برنامج من إعدادها وتقديمها.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ استطاعت الشابة نور حمادي إبراهيم، بعد أن فقدت بصرها عام 2014خلال سيطرة داعش على مدينة نينوى "أم الربيعين"؛ تحقيق طموحاتها وأهدافها لتصبح قصة نجاح يحتذى بها، حتى تفوقت بدراستها ونالت شهادة البكالوريوس من جامعة الموصل كلية الآداب/قسم الإعلام، لتكون ضمن العشرة الأوائل.

تقول نور حمادي البالغة من العمر 22 عاماً "قبل أن أفقد حاسة البصر كنت شخصاً عادياً ولدي بعض المشاكل الصحية في نظري مثل (قصر نظر، الماء الأبيض) وارتديت النظارات الطبية ومارست حياتي بشكل طبيعي، كنت طالبة في المدرسة حتى عام 2015 حين سيطر داعش الموصل، وفي هذا الوقت غطت عيناي ماء أسود أو ماء أزرق أو ما يسمى بضغط العين، ولم يسمحوا لنا الخروج خارج المدينة لأذهب لتلقي العلاج، فبدء نظري يضعف بشكل تدريجي ومع مرور السنوات فقدت البصر كلياً".

وأشارت إلى أنها واجهت العديد من التحديات خلال تلك الفترة "فقدت بصري عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، واجهت بعدها الكثير من التحديات بسبب التغير الحاصل في حياتي، كانت انتقاله من شخص مبصر إلى شخص من ذوي الإعاقة البصرية، ولكن رغم ذلك بدأت بالتكيف مع وضعي الجديد، ومارست حياتي بشكل مستقل بالاعتماد على نفسي بطرق مختلفة تتناسب مع وضعي الحالي".

وأوضحت أنها بعد فقدانها لبصرها تلقت الدعم من جميع من حولها كعائلتها وأصدقائها وصولاً إلى أشخاص لم تربطها بهم أي صلة، خاصةً أثناء فترة دراستها في جامعة الموصل "بإرادتي القوية وإصراري لتحقيق طموحاتي رغم كل الظروف التي واجهتني، حصلت على التفوق وكنت ضمن العشرة الأوائل في جامعتي".

وأكدت أنه "على جميع الفتيات خاصةً ذوات الإعاقة البصرية أن تكن قويات، لأن الحياة لا تقدم لنا ضمانات، فلم أكن أتوقع في يوم ما أن أفقد بصري، لذلك يجب أن نكون جاهزات لأي ظرف قد نتعرض له ولا نستلم مهما كان، لأنه بالأمل والتفاؤل والتحدي نجتاز كل الصعاب".

وحول عملها كمذيعة وهي لا تزال طالبة قالت نور حمادي إبراهيم "عندما كنت في السادسة عشر من عمري وطالبة في الرابع الإعدادي، فُتحت إذاعة جديدة في الموصل عملت فيها لمدة عامين تقريباً، قدمت برنامج بعنوان "نور" من إعدادي وتقديمي وهو برنامج حواري كنا نستضيف فيه شخصيات ممن لديهم مواهب وقصص نجاح، ثم تركت العمل في الإذاعة للتفرغ لدراستي في السادس الإعدادي لأنها مرحلة دراسية مصيرية، ثم أكملت تعليمي في كلية الإعلام وكنت أطمح للتفوق والنجاح فيها".

وعن مشاريعها المستقبلية أوضحت أنها تلقت عرضاً للعمل في جامعة النور إحدى الجامعات الأهلية في الموصل "سوف أستلم عملي فيها إما كمعدة في قسم الإعلام الرقمي، أو كمذيعة في إذاعة الجامعة، وبعدها أطمح لإكمال الدراسات العليا ونيل شهادتي الماجستير والدكتوراه"، مضيفةً أنه من أهم الأسباب التي دفعتها لدخول قسم الصحافة هي موهبتها في الكتابة، فالصحفي يجب أن يكون كاتباً أولاً "أكتب بعض النصوص الأدبية وليست الصحفية، وقبل أن أفقد نظري كنت أحب الرسم والتصوير لكن حالياً تغير الوضع مع تغير الظروف".

وحول كيف تتمكن من القراءة قالت "أقرا من خلال الفويس أوفر أو التعليق الصوتي، وهي أحد الميزات الموجودة في أجهزة الموبايل الحديثة من خلال تحويل الهاتف العادي الذي نستخدمه باللمس إلى جهاز متوافق 100% مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، يعني أن الهاتف يعمل على اللمس والسمع فقط، على سبيل المثال عندما تصلني رسائل يقوم الجهاز بقراءتها وبنفس الوقت عندما أريد أن أجيب برسالة أفتح الكيبورد وأضغط على الحرف في المرة الأولى يظهر أسم الحرف وفي اللمسة الثانية سوف يكتب وفيه الكثير من المميزات التي تساعدني في الكتابة والقراءة".