الأخت سعدة تحافظ على رعاية وسلامة أخويها المعاقين

أعانت سعدة حمادة الداهود أخويها المعاقين عواد وعوض، وكرست حياتها لخدمتهما وللحفاظ على سلامتهما ورعايتهما بشكل كامل، فكانت لهما بمثابة الأب والأم

ألماسة المخلف
الحسكة ـ
سعدة حمادة الداهود التي تبلغ من العمر 39 سنة، من سكان حي غويران في مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا، متزوجة وهي أم لطفلة وحيدة، تحملت مسؤولية رعاية أخويها المعاقين عوض البالغ من العمر 34 سنة، وعواد البالغ من العمر 36 سنة.
 
تعمل على تغذيتهما وحمايتهما
ذكرت سعدة الداهود أنها منذ وفاة والديها اللذان توفيا معاً في عام 2008، بدأت برعاية أخويها المعاقين لتكون بمثابة الأب والأم لهم، والتي تقوم بتغذيتهما وتنظيفهما بشكل كامل، كرست حياتها لهما وهي في عمر الـ 10، ولتأمين دخل مادي عملت في تحويل أرصدة للأجهزة الخليوية.
تختلف نوع الإعاقة بالنسبة للأخوين عواد وعوض، فعواد إعاقته جسدية متعددة كما أنه لا يستطيع الأكل بسبب إعاقته الجسدية فيكتفي بشرب الحليب فقط لا غير، بينما شقيقه عوض فإعاقته ذهنية وتتم تغذيته بشكل طبيعي. مشيرة إلى أن إعاقتهما الجسدية والذهنية هذه منذ الولادة.
والإعاقة المتعددة هي شكل من أشكال الإعاقة الجسدية التي تعرقل المهارة الحركية، وتعيق جوانب أنشطة الحياة اليومية مثل المشي وعدم القدرة على حمل الأشياء. بينما الإعاقة الذهنية تنتج عن اضطرابات في وظائف الدماغ العليا، بحيث تتمثل في عدم القدرة على التركيز، وبالتالي التأثير على التصرف والسلوك المصاب.
ونوهت سعدة الداهود أن لدى أخيها عواد حالة عدائية بعض الشيء، ويقوم بالتهجم على أخيه عوض، لذلك خصصت لهم غرف منعزلة عن بعضها البعض، بحيث يتم وضعهم داخل الغرف في فصل الشتاء، وقد خصصت لهم لفصل الصيف غرفة متنقلة بعجلات متحركة وهي أشبه بالقفص الحديدي، حيث يتم وضع الاخوان داخل الغرفة يفصلهما جدار حديدي عازل لكيلا يتم صِدام بينهما.
والإعاقة تؤثر على حياة المصاب بأكملها سواء أكانت الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية، كما أنها خلل في إحدى وظائف الجسم أو فقدان كلي لهذه الوظيفة.
وخصصت سعدة الداهود لأخويها المعاقين صيدلية خاصة بهم في حال مرضهم، حيث احتوت تلك الصيدلية على أقراص خافضة للحرارة وأقراص الأسبرين بالإضافة إلى دوام وجود التحاميل.
 
نظرة المجتمع
وتحدثت سعدة الداهود أن نظرة المجتمع اتجاه أخويها تكاد تخلو من الرحمة والإنسانية والشفقة، مشيرة إلى أن هذه النظرة تجعل من أخويها أكثر عداء مع الوسط الخارجي. 
وبغرض تغيير الطريقة التي ينظر إليها الناس إلى المعوقين، والطريقة التي يعاملونهم بها في مجتمعاتهم، خصص ممثلو الأسرة الدولية بمن فيهم المعوقين والمسؤولين الحكوميين وممثلو المنظمات غير الحكومية، اتفاقية حقوق المعوقين لحماية حقوق الإنسان.
وشددت سعدة الداهود على نظرة المجتمع التي تنقصها التوعية الخاصة بحقوق المعاقين، والتي من أهمها العلاج والنظر في حاجاتهم ومستلزماتهم وتوفير بيئة ملائمة توافق الحالة النفسية التي يعيشونها، بالإضافة إلى حمايتهم.
ويذكر أن هناك صك دولي ملزم قانوناً لضمان قيام الدول التي صادقت على المعاهدة بتعزيز حقوق المعوقين وحمايتهم، وستسعى تلك الدول بعد ذلك في وضع تشريعاتها الوطنية الخاصة في مجال الحقوق المدنية من أجل تحسين حياة المعوقين.
وتفتقر سعدة الداهود إلى وجود جمعيات خيرية وطبية تعمل على مساعدتها، وتنظر في حالها وحالة أخويها التي تنقصهما العناية الطبية والصحية والغذائية حتى، لذا ناشدت الجمعيات الخيرية الإنسانية والطبية، بتقديم الدعم والمساعدة لها، نظراً لفقر حالها ولكونه لا معيل لأخويها المعاقين سواها.
وهناك المئات من المعاقين في أحياء مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، وتمثل تلك الفئة في غالب الأحيان أشد الفئات فقراً، نظراً لحاجتهم الصحية والغذائية والتي باتت تعاني التمييز.