'الاحتلال التركي سرق أراضي الزيتون وحرمنا من خيراتها'

حرم الاحتلال التركي ومرتزقته أهالي عفرين من أرضهم وأيضاً من محصولهم السنوي للزيتون بطرق ووسائل مختلفة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ تشتهر مقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا بخيراتها وثروتها الزراعية المختلفة والمثمرة وعلى رأسها زراعة أشجار الزيتون، حيث أن عدد أشجارها على مستوى المنطقة يقدر بأكثر من 20 مليون شجرة، لكن في مخيمات النزوح يعاني أهالي عفرين من أوضاع معيشية صعبة وهم محرومون من أشجار الزيتون، وآخرون يرون أشجارهم وأرضهم من بعيد ولا يتمكنون من الاستفادة منها.   

كانت هذه الأشجار وما تنتجه من خيرات الزيتون بأنواعه مصدر رزق لغالبية أهالي عفرين، وكانوا ينتظرونه كل عام للاستفادة منه وإفادة غيرهم، إلا أنه منذ خمسة سنوات أصبحت نعمة الزيتون نقمة عليهم تثقل كاهلهم، فمئات الآلاف من العوائل العفرينية حرمت من هذا النعيم وخيرات أشجار الزيتون بعدما فرضت عليهم هجمات الاحتلال التركي النزوح من أرضهم، كما أن قسماً كبيراً من أهالي ناحية شيراوا الحدودية من أراضي المحتلة، لا يتمكنون من جني محصول الزيتون جراء ما يتعرضون له من هجوم مباشر بالقذائف والرصاص الحي.

 

يشاهدون أشجارهم من بعيد ولا يتمكنون من قطفها

وحول هذا قالت نارين علي وهي إحدى النازحات في المخيمات من أهالي قرية صوغانكة في ناحية شيراوا المحاصرة ما بين مناطق الاحتلال التركي والنظام السوري "الاحتلال التركي يسعى بجميع ممارساته وأفعاله لإمحاء وجود الشعب العفريني"، مستذكرة السنوات التي كانوا يعيشونها قبل الاحتلال "في مثل هذه الأيام من كل سنة، يذهب الكبار والصغار للأراضي الزراعية لجني محصول الزيتون". 

وأضافت "في أرضنا أشجار تجاوز عددها الـ 700 شجرة، لكننا لا نتمكن من جني موسمنا أو الاقتراب منه منذ 5 سنوات. حاولنا عدة مرات الذهاب إلى أرضنا وجني محصولنا، لكن الاحتلال التركي هاجمنا وأطلق علينا الرصاص، وحرمنا من خيرات أرضنا، فممارساتهم وانتهاكاتهم بحقنا وبحق جميع الشعوب لا تمت للإنسانية بصلة".  

ومن جهتها قالت مديحة خليل من قرية خريبكة "جميع أهالي عفرين حرموا من خيرات أراضيهم إن كان من الزيتون أو غيرها، لكن موسم الزيتون وما يحمله من خير ومنافع للأهالي يعد مميزاً، من لحظات جنيه لحين إرساله للمعاصر، إلا أن الاحتلال التركي حرمنا من ذلك".

وشبهت مديحة خليل أهالي عفرين وإصرارهم وتمسكهم بأرضهم وخيراتها، بشجرة الزيتون التي مهما تعرضت للأذى والإساءة تبقى شامخة، وقوية ولا تنحني ولا يتوقف انتاجها.

وعن هدف الاحتلال التركي قالت نازلية جمو من أهالي قرية كوندي مازن أن "غاية ومطامع الاحتلال التركي تظهر بشكل أوضح للعالم أجمع في كل عام من موسم الزيتون بعفرين، حيث أنه يبرهن على أن انتهاكه واحتلاله لعفرين جاء طمعاً بخيرات المنطقة ونهب ممتلكات أهلها"، مشيرةً إلى أن بقاء الزيتون بالأشجار وعدم جنيها يضر بالأشجار وأصحابها معاً.

ومن مخيمات أهالي عفرين في مقاطعة الشهباء قالت زوزان حبش أن "العيش والحياة في المخيمات أمراً في غاية الصعوبة وهذا ما فرضه علينا الاحتلال التركي بسبب هجماته المستمرة، والأوضاع تزداد سوءاً مع قدوم موسم الزيتون ونحن بعيدين عن أرضنا، وعدم قدرتنا على جني لقمة عيشنا من كل موسم".