الإدمان على الهواتف المحمولة خطر يهدد تواصل الفرد بمحيطه

يتفاقم خطر الهواتف المحمولة، ففي وقت اُخترع فيه هذا الجهاز لتسهيل التواصل، إلا أنه تسبب في مشاكل للفرد في التواصل مع محيطه.

سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ
مناطق شمال وشرق سوريا ليست بمنأى عن مشكلة الإدمان على الهواتف المحمولة التي يعاني منها الناس في كافة أرجاء العالم، التي ساهمت في تفكيك الأسر والتسبب في مشاكل صحية وجسدية خاصة لدى الأطفال.
رابعة الجاسم (45) عاماً، من مدينة منبج تقول لوكالتنا وكالة أنباء المرأة "أثرت الهواتف المحمولة بشكل سلبي على الأسرة، وأدت إلى تفككها، اليوم أنا وأسرتي نجلس في غرفة واحدة، إلا أننا غير قادرين على التواصل مع بعضنا بشكل جيد".
وفي وقت سابق كان أفراد الأسرة يجتمعون بانسجام ويستمعون لما يقوله الآخرون "عندما يبكي الطفل الصغير تعطيه الأم الهاتف المحمول لينشغل عنها، إلا أن ذلك شتت عقول الأطفال، حتى أنهم فقدوا القدرة على التواصل مع المحيطين بهم".
أما عن الاستخدام الأنسب للهواتف المحمولة فيجب أن يكون لمنفعة الإنسان وليس لمضرته "اخترعت الهواتف المحمولة لتسهيل التواصل بين الأفراد، ولكننا وصلنا إلى مرحلة يطلب فيها الضيف رمز شبكة الإنترنت قبل دخوله من باب المنزل، وينشغل عن مضيفيه بهاتفه المحمول". 
وتضيف "هنالك العديد من المواقع التي توفرها شبكة الإنترنت منها السلبي والإيجابي، وعدم معرفة الأهالي بالمواقع التي يزورها أطفالهم يُشكل خطراً كبيراً".
وتؤكد رابعة الجاسم على أنها تعمل على حماية أطفالها، وتحذيرهم من خطر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية الأخرى. 
من الناحية النفسية، تقول المختصة في مجال الإرشاد النفسي شيرين عجلاني أن خطر الهواتف النقالة أكبر من المتوقع، إذ أنه ونتيجة لإدمانها انعزل الفرد عن الواقع، وتسبب ذلك في ظهور العديد من حالات التوحد "بات الناس يجلسون مع بعضهم البعض في مكان واحد، إلا أن التواصل الروحي معدوم، ولا يقتصر ذلك على الأطفال والشبان فقط، بل امتد ليشمل الوالدين".
وتضيف أنه "لم يعد الأطفال يأخذون آراء ذويهم لحل الصعوبات التي تعترضهم، بل إنهم استعاضوا عن ذلك بالعلاقات الوهمية التي يكونونها على مواقع التواصل الاجتماعي".
"وتتأثر العين كثيراً جراء النظر ساعاتً طويلة لشاشة الهاتف، إذ أننا نلاحظ ازدياد نسبة الأطفال الذين يعانون من مشكلات النظر، بالإضافة إلى الإصابة بمرض التوحد وزيادة نسبة الغضب".
والحلول حسب ما بينت شيرين عجلاني تبدأ من داخل الأسرة "على الأسرة أن تحدد ساعات معينة لاستخدام الهواتف النقالة، لأنها غير قادرة على إلغائه من حياة الطفل بشكل مباشر، فعلى الأم أن تقلل من الساعات التي تعطي فيها الهاتف النقال تدريجياً، ليكون طفلها قادراً على الاستغناء عنه والتواصل مع المحيط".
وتتابع "علينا أن نعمل على تفعيل وعي الطفل، ولتحفيزه على المبادرة للتخلص من هذه المشكلة، ويمكننا أن نقدم للطفل قصص واقعية حدثت مع أشخاص تعرضوا لمضار نفسية وجسدية وفكرية جراء الإدمان على الإنترنت". 
ودعت شيرين عجلاني إلى تشديد الرقابة على الأطفال والمراهقين، لأن حماية الطفل من خطر الإنترنت والهواتف النقالة واجب يقع على عاتق جميع المسؤولين عنه سواء أكان في المنزل أو المدرسة.