'الإدارة والقيادة تليق بالمرأة'

أشار الرجال العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية بمدينة كوباني في مناطق شمال وشرق سوريا إلى أن المرأة استطاعت أن تلعب دورها الطليعي في إدارة المجتمع وأثبتت قدراتها بشكل فعلي

دلال رمضان  
كوباني ـ أشار العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية بمدينة كوباني في مناطق شمال وشرق سوريا إلى أن المرأة استطاعت أن تلعب دورها الطليعي في إدارة المجتمع وأثبتت قدراتها بشكل فعلي، وساهمت بمسيرة المجتمع نحو التقدم والتطور، مؤكدين أن "القيادة تليق بالنساء وبقدراتهن ويحق لهن الاحتفال بمنجزاتهن في الثامن من آذار". 
بدأت المرأة بكسر جميع الحواجز التي كانت تعيق تطورها في المجتمع من العادات والتقاليد والتهميش بعد اندلاع ثورة 19 تموز/يوليو2012 لتشق طريقها وتشارك في جميع مجالات الحياة ومنها القيادة السياسية والعسكرية، وأثبت نفسها وبجدارة بأنها قادرة على قيادة المجتمع نحو الأفضل ليكون لها دور فعالاً في تحسين الحياة الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية، في ظل ما تعيشه المنطقة وسوريا عموماً منذ أكثر من عقد من الزمن.
عن دور المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا في قيادة المجتمع واتخاذ القرارات وما وصلت إليه اليوم بعد ثورة 19 تموز/يوليو قال الرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية في إقليم الفرات نبيل جاويش "أصبح للمرأة في شمال وشرق سوريا خصوصية بفضل فلسفة الأمة الديمقراطية، والحركات النسائية التي لها دور كبير في تطور المرأة وتنظيمها وتوعيتها"، مضيفاً بأن المرأة في شمال وشرق سوريا أصبحت مثالاً يحتذى به في العالم أجمع "من خلال مشاركتها في جميع المؤسسات المدنية والعسكرية وتمثيلها واتخاذ القرارات ونظرتها المختلفة للإدارة أضحى الاعتماد عليها أكثر من الرجل".
وبين أن للمرأة دوراً فعالاً في إدارة المؤسسات المدنية من خلال نظام الرئاسة المشتركة "نظام الرئاسة المشتركة في المؤسسات المدنية يعد خطوة إيجابية في إدارة الأمور من خلال التعاون والتشارك في اتخاذ القرارات، ورقي العمل، وهو نظام متساو لكل من المرأة والرجل في أعلى منصب من كل مؤسسة".
وحول تقبل الرجل في المؤسسات والمجتمع فكرة مشاركة المرأة والرجل اتخاذ القرارات قال جاويش "نعيش في مجتمع أبوي لذلك يجب على المرأة أن تكون واعية ومثقفة في هذه الحالة، وسوف تتغير هذه الفكرة من خلال التوعية وإقامة الدورات التوعوية للرجال والنساء أيضاً عن كيفية تقبلهم لبعضهم ومشاركتهم في اتخاذ القرارات، وألا يتم تهميش دور المرأة في ظل الضغوطات المستمرة من أجل الوصول لنتائج مرضية للجميع وحل جميع المشاكل". 
وأكد أن ما وصلت إليه النساء في مناطق شمال وشرق سوريا لم يأتي بسهولة بل هو نتيجة لدورها في قيادة الثورة ونجاحها "قدمت النساء حول العالم الكثير من التضحيات في سبيل الحصول على حريتهن والمطالبة بحقوقهن المسلوبة، وما وصلت إليه النساء في شمال وشرق سوريا استمرار لتلك الثورات". 
فيما قال عضو مجلس العدالة الاجتماعية في إقليم الفرات ابراهيم مسلم أن "المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله لأنها تضحي من أجل عائلتها ومجتمعها، وتعمل داخل المنزل في المؤسسات لتساهم في تطوير المجتمع وتقدمه".
وأضاف بأن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا أكدت على جدارتها في قيادة الثورة وتحرير المنطقة من خلال انضمامها للقوات العسكرية، "حاربت المرأة داعش، وضحت العديد من المقاتلات بحياتهن أمثال آرين ميركان وآفيستا خابور وبارين كوباني". مشيراً إلى أن ما وصلت إليه النساء في شمال وشرق سوريا اليوم من حيث مشاركتهن في نظام الرئاسة المشتركة وإدارة المؤسسات المدنية كان نتيجة إصرارهن وعزيمتهن وتضحياتهن "المرأة الكردية بشكل خاص أفسحت المجال أمام جميع النساء من مكونات شمال وشرق سوريا من أجل المشاركة في جميع المجالات". 
كما بين أن هذه الإنجازات لم تأتي بسهولة ولم تكن وليدة الصدفة بل نتيجة المقاومة والنضال منذ آلاف السنين "النساء قدمن تضحيات كبيرة عبر التاريخ لتحصلن على حقوقهن من خلال العديد من الثورات التي أطلقنها حتى شهدنا اليوم على ثورة المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا".
وفي ختام حديثه أكد إبراهيم مسلم أن "الإدارة والقيادة تليق بالمرأة في شمال وشرق سوريا لأنها ضحت بالغالي والنفيس في سبيل ذلك وكانت الضحية الأكبر لهذه الحرب المستمرة، ويليق بجميع النساء في العالم الاحتفال بيوم الثامن من آذار، فهذا اليوم هو ثمرة لإنجازاتهن".