أهمية فيتامين (د) وتأثير نقصه على صحة المرأة
فيتامين (د) مجموعة من الفيتامينات الذوابة في الدهون التي تزيد من امتصاص الكالسيوم والفوسفات والمغنيزيوم في الأمعاء وبالتالي زيادة نمو العظام وقوتها، بالإضافة لوظائف حيوية أخرى.
سروشا آمين
مركز الأخبار ـ 80% من النساء في إيران تعانين من نقص فيتامين (د) الذي تعد الأشعة الشمسية مصدره الأساسي والتي يحجبها اللباس الذي تفرضه السلطات على النساء دون الأخذ بعين الاعتبار أضراره عليهن.
فيتامين (د) هو أحد الفيتامينات الأساسية الضرورية لبناء جسم الإنسان الذي ينتجه عندما يعمل ضوء الشمس المباشر على تحويل مادة كيميائية في الجلد إلى شكل نشط من الفيتامين (كالسيفرول) في الطبقات العليا من الجلد سببها تفاعل كيميائي يعتمد على أشعة الشمس فوق البنفسجية منها.
وعلى عكس الفيتامينات الأخرى لا يتم الحصول على فيتامين (د) من الطعام لأن الأطعمة تحتوي بشكل طبيعي على كمية قليلة من فيتامين (د)، إلا أن النسبة العظمى منه يتم تصنيعها في الجسم، يمكن لبعض اللحوم والأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والرنجة تحتوي على كمية كبيرة من هذا الفيتامين.
بالنظر إلى ما سبق نجد أن أشعة الشمس والتعرض لها لمدة 20 دقيقة على الأقل يوفر احتياجات الجسم اليومية من الفيتامين بشرط تعرض 40% من الجلد لأشعة الشمس، والجدير بالذكر أن عوامل مثل الموقع الجغرافي والموسم والعمر ولون البشرة واستخدام واقيات الشمس تؤثر على كمية فيتامين (د) التي ينتجها الجلد، كما أن البشرة السمراء أقل امتصاص له.
أسباب نقص فيتامين (د) والأمراض الناتجة عن نقصه
ويعد نقص فيتامين (د) شائعاً لدى 30 ـ 50% من سكان العالم، على الرغم من أن انتشاره يختلف باختلاف المناطق الجغرافية واختلاف الظروف الغذائية والمناخية، وعلى الرغم من التقدم الطبي، فإن نقص هذا الفيتامين لا يزال وباءً إلى حد ما، حيث أن 50 إلى 95% من نسبة فيتامين (د) المتوفر في الجسم يصل إلى الجلد عن طريق أشعة الشمس والباقي عن طريق المكملات الغذائية والدوائية.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وخاصة إيران من دول العالم التي تتمتع بأكبر قدر من أشعة الشمس طوال العام، إلا أنه في السنوات العشرة الأخيرة زاد نقص فيتامين (د) بين الشعب الإيراني ستة أضعاف، وبحسب البحث الذي أجراه الباحثون، فإن 80% من النساء الإيرانيات تعانين من نقص هذا الفيتامين وخاصة بعد انقطاع الطمث لديهن، ومن الضروري تعويض النقص الحاد في هذا الفيتامين.
ووفقاً للبحث هناك حالات مختلفة من حيث نقص الفيتامين لدى أشخاص من نفس الفئة العمرية، لذا فإن النقص الحاد فيه أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال بنسبة 3.5 مرة عند الشابات و1.5 مرة أكثر عند النساء فوق سن 45 عاماً، وهو ما يمكن أن يعزى إلى القوانين المتعلقة بملابس النساء في إيران، كونه يحد من امتصاص أشعة الشمس الواجب أن تحصل عليها 40% من البشرة حتى يحدث امتصاص للفيتامين.
كما أن تلوث الهواء والملابس تؤثر على نسبة الكمية الممتصة من الفيتامين، بالإضافة إلى ذلك فإن منازل العديد من الإيرانيين ليست مظللة وفي حال عكس ذلك فإن أشعة الشمس خلف الزجاج ليس لها أي تأثير على نقص الفيتامين.
كما أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تعيشها البلاد، فإن العديد من الأشخاص في المجتمع غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء الصحي والملابس ولا يمكنهم استخدام أنواع مختلفة من المكملات الطبية لسد نقص فيتامين (د).
بالإضافة لقلة النشاط في البيئات الخارجية خاصة بالنسبة للنساء وكذلك اتباعهن أسلوب الرضاعة الطبيعية لمدة عامين في المتوسط دون استخدام مكملات الفيتامينات، وانخفاض استهلاك منتجات الألبان، ونتيجة لذلك يمكن أن يكون انخفاض تناول الكالسيوم من بين الأسباب المؤدية لنقص الفيتامين.
وأظهرت النتائج أن فيتامين (د) هو أحد العوامل المهمة في نمو العظام، وذلك لأن نقصه يقلل من امتصاص الكالسيوم ويسبب لين العظام ويزيد من خطر هشاشتها، وبالتالي يشكل نسبة لا بأس بها في أسباب إصابة الأطفال بمرض الكساح وكذلك لين العظام وهشاشة العظام عند البالغين.
ويعتبر نقص فيتامين (د) من المعتدل إلى الشديد أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أنه يلعب دوراً في تنظيم حجم الدم وضغط الدم، ونقصه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وذلك بسبب نشاط أنزيمات الرينين والأنجيوتنسين والألدوستيرون، مما يؤدي إلى تضخم البطين الأيسر.
كما أن نقص الفيتامين والكالسيوم له آثار سلبية على عملية استقلاب الجلوكوز ويسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، ومن المضاعفات الأخرى لنقص فيتامين (د) السمنة والاكتئاب والألم العضلي الليفي ومرض الزهايمر على المدى الطويل.
أظهر بحث جديد أن نقص فيتامين (د) له علاقة بالإصابة بسبعة عشر نوعاً مختلفاً من مرض السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي و البروستاتا و القولون وأمراض المناعة الذاتية والسكتة الدماغية والعيوب الخلقية وأمراض اللثة.
ولهذا السبب يجب على جميع الأشخاص المعرضين لخطر نقص فيتامين (د) تعويض النقص، هؤلاء الأشخاص هم الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وأولئك الذين لا يبقون تحت أشعة الشمس المباشرة لمدة طويلة، أو إذا فعلوا ذلك، فإن أجزاء كثيرة من بشرتهم تكون مغطاة بالملابس كما هو حال النساء.