'اغتيال فريال خالد هو قمع للمرأة الحرة'
طالبت عائلة القيادية فريال خالد بمحاسبة مرتكبي عملية اغتيالها وتحقيق العدالة، ويؤكد ذويها بالسير على خطاها وأن اغتيالها زاد من عزيمتهم وإصرارهم على التمسك بقضيتهم وأرضهم.
دلال رمضان
الحسكة ـ سعت المناضلة فريال خالد "زلال زاغروس" خلال مسيرتها النضالية التي استمرت 31 عاماً للحفاظ على مكتسبات ثورة المرأة والقضاء على الذهنية الذكورية المهمشة لدورها .
تعرضت الناشطة الكردية والقيادية في حركة المرأة فريال خالد بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير الماضي لعملية اغتيال في حي سرجنار وسط مدينة كركوك بإقليم كردستان، بعد أن أقدم شخصان يستقلان دراجة نارية على إطلاق النار عليها.
ولدت فريال خالد عام 1967 في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سويا وترعرعت في كنف عائلة وطنية، وتعرفت على حركة التحرر الكردية منذ نعومة أظافرها وتعزز حسها الوطني يوماً بعد يوم، والتحقت بصفوفها عام 1993 بعد توغلها بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان والعمل الجبهوي، استمرت مسيرتها النضالية 31 عاماً دون توقف في سبيل تعزيز مفهوم الديمقراطية والمساواة، وناضلت بدءً من كردستان إلى أرمينا ثم إقليم شمال وشرق سوريا وإلى كركوك التي انتهت عندها مسيرتها النضالية .
وللتعرف أكثر على مسيرة فريال خالد النضالية قالت والدتها زكية علي "كانت فريال على معرفة بحركة التحرر الكردية منذ صغرها من خلال الزيارات التي كان يقوم بها أعضاء الحركة لعائلتنا بين الحين والأخر في قرية سلندر التابعة لمدينة عامودا بمقاطعة الجزيرة، ثم انتقلت للعيش في مدينة الحسكة للاهتمام بإخوتها الذين يصغرونها سنناً كونها كانت الأخت الكبرى لهم، لقد شاركت بالأعمال التطوعية لحركة التحرر الكردية وبالإضافة لحضورها الاجتماعات والاحتفاليات الخاصة بالحركة، أنا ووالدها كنا على معرفة تامة بانخراطها لصفوف الحركة فقد كانت رغبتها شديدة في نشر فكر وفلسفة القائد أوجلان، لقد أعلنت انضمامها من خلال مراسيم أقيمت لتوديع إحدى الشهيدات بمدينة الحسكة ثم التحقت برفاق دربها إلى جبال كردستان".
وأكدت أنه بسبب الظروف الاقتصادية المتردية للعائلة لم تحصل على فريال خالد على القدر الكافي من التعليم "لم يحالفها الحظ لارتياد المدرسة كونها كانت الأخت الكبرى لأشقائها فقد أخذت على عاتقها رعايتهم وتعلمهم والاهتمام بكل ما يعنيهم، لم نندم يوماً على اختيارها لطريق النضال والحرية على الرغم من أنني لم أرها منذ عام تقريباً لقد كان رحيلاً دون وداع، لم أكن أعرف حقاً بأنها سوف تستشهد وتعود إلينا وهي محملة على الأكتاف وسط الزغاريد والهتافات".
وتتسأل زكية علي "ما الذنب الذي اقترفنه حتى ترتكب الدولة التركية بحقنا كل هذه الجرائم والانتهاكات؟ أين المجتمع الدولي لمحاسبتها؟ وأؤكد للاحتلال التركي أن هذه أرضنا ولن نتخلى عنها بهذه السهولة مهما ارتكب بحقنا من جرائم واستهداف للبنية التحتية ونهب للثروات وتهجير للمدنيين العزل"، مطالبة الحكومة العراقية بالكشف عن ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وتحقيق العدالة "يجب أن ينال المجرمين جزائهم والكشف عن ملابسات هذه الجريمة الوحشية".
ومن جهتها قالت جيهان خالد وهي ابنة عم فريال خالد "زلال زاغروس" اللتان ترعرعتا معاً "لقد عشنا في كنف عائلة واحدة وتحت سقف بيت واحد، لقد كانت تتحلى بالإنسانية وحب الأخرين كما نالت احترام كل من حولها أو عرفها، إنها لا تفارق ذاكرتي فقد كان رحليها سريعاً".
وأضافت "مع انطلاق ثورة روج آفا بدأت فريال العمل في العديد من المناطق المحررة كمنبج والطبقة والرقة بالإضافة لدير الزور، وقبل انطلاق الثورة عملت في شمال كردستان ومن ثم أرمينيا وآخرها كانت مدينة كركوك بإقليم كردستان، كنت ألتقي بها في كل زيارة لها إلى مدينة الحسكة ونقوم بزيارة الشهداء الذين ضحوا في سبيل الحرية والديمقراطية".
وقالت إن فريال خالد عندما كانت تتلقى تدريباتها في جبال كردستان والتي استمرت لمدة 13 عاماً لم تنقطع أخبارها "كنا نتواصل عن طريق الرسائل، ومن بعدها انتقلت إلى أرمينيا وبقيت هناك لمدة 9 أعوام أيضاً بقينا على تواصل، لم تنقطع أخبارها يوماً عنا وكنا نتواصل بين الحين والأخر لذلك فراقها محزن ومؤسف لا يمكنني تقبل فكرة رحيلها".
وفي ختام حديثها أكدت جيهان خالد بالسير على خطاها "سوف نسير على خطاها وخطى مناضلات الحرية اللواتي ضحين من أجل حرية المرأة حتى تتحقق جميع تطلعاتهن لشعوب المنطقة، يجب علينا مواصلة مسيرتهن من خلال معرفة ذاتنا أولاً حتى نستطيع تحقيق النصر والعدالة ونضع حداً لكافة أشكال العنف والاضطهاد الذي نتعرض له من أعداء الديمقراطية والحرية"، مطالبة بمحاسبة مرتكبي عملية الاغتيال التي راحت ضحيتها الناشطة فريال خالد "لقد حان الوقت لتحقيق العدالة ومعاقبة الدولة التركية التي تهدف من خلال جميع مخططاتها للنيل من إرادة المرأة الحرة وكسر عزيمتها وعرقلة ثورتها".