'اغتيال المناضلات الثلاث محاولة للقضاء على إرادة المرأة الحرة'

تركت المناضلات الثلاث اللواتي فقدن حياتهن في المجزرة التي ارتكبت بحقهن في باريس، ميراث لكل امرأة مناضلة ومقاومة في سبيل تحقيق حريتها.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا، أن مجزرتي باريس هما امتداد واستمرارية للمؤامرات الدولية وسياسات مختلفة ومجازر عديدة، تستهدف قوة ونضال المرأة الكردية الثورية، وبتلك السياسيات يهدفون إلى ضرب ثورة المرأة والمشروع الديمقراطي.

في التاسع من كانون الثاني/يناير عام 2013 ارتكبت مجزرة مروعة بحق ثلاثة مناضلات كرديات ثوريات في العاصمة الفرنسية باريس، وكانت كل مناضلة منهن تعمل بمجال وقطاع مختلف بهدف تنظيم المجتمع، المناضلة ساكينة جانسيز قيادية في حركة المرأة الكردستانية، والمناضلة ليلى شايلمز كانت تعمل ضمن حركة المرأة الشابة في أوروبا، أما المناضلة فيدان دوغان قد انخرطت في المجال السياسي والدبلوماسي.

وفي ذات المكان ارتكبت مجزرة أخرى في 23 كانون الأول/ديسمبر عام 2022، والتي نفذت إثر هجوم مسلح على المركز الثقافي الكردي "أحمد كايا"، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل القيادية في حركة المرأة الكردية أمينة كارا "أفين كويي"، والفنان مير برور، وعبد الله كيزيل.

وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 11 لمجزرة باريس الأولى، عبرت نساء مدينة كوباني بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا، عن رفضهن للمجازر التي ترتكب بحق النساء الكرد.

 

"ساكينة جانسيز المناضلة التي تركت بصمتها في حركة المرأة الكردية"

ولدت المناضلة الكردية ساكينة جانسيز "سارة" عام 1957 بمدينة ديرسم في شمال كردستان وتعرض أهالي مدينتها للإبادة والمجازر على يد الدولة التركية، وقد كانت آخر مجزرة ارتكبت بحقهم عام 1938.

وانضمت ساكينة جانسيز لحركة التحرير الكردستاني في عام 1978 وكانت أولى القياديات في الحركة، وعملت كثيراً من أجل تحرير المجتمع والمرأة، ومن خلال عملها تمكنت من تنظيم النساء وتوجيههن إلى الطريق الصحيح.

وقالت العضو في مؤتمر ستار بمقاطعة الفرات ماجدة حسون "ليست المرة الأولى التي ترتكب مجزرة بحق الشعب الكردي، وخاصة المرأة الكردية، ويتم استهداف المناضلات والمقاومات والسياسيات والقياديات في ثورة المرأة".

وأضافت "ارتكبت في باريس مجزرتين بحق النساء، ففي تلك الدول التي تدعي الديمقراطية والسلام قتلت المناضلة ساكينة جانسيز على يد الدولة التركية، وجاء ذلك بعد التقاربات السياسية التي ظهرت بين فرنسا والحركات الكردية الديمقراطية لذلك تركيا تستهدف الأشخاص الذين يسعون لإيجاد حل للقضية الكردية".

وعن استمرار الدولة التركية بارتكاب المجازر بحق النساء، أكدت أن "الاحتلال التركي لن يترك فرصة واحدة لممارسة انتهاكه بحق الشعب الكردي، ولن يكتفي بارتكابه مجزرة باريس، ارتكب مجزرة أخرى في روج آفا في قرية حلنج وكانت المستهدفة في تلك المجزرة عضو مؤتمر ستار في مقاطعة الفرات زهرة بركل وهدف كافة المجازر واحد وهو القضاء على إدارة المرأة".

وأشارت إلى أن "النساء اللواتي تقاتلن وتناضلن من أجل قضيتهن تتعرضن لانتهاكات الاحتلال التركي، وكانت المناضلة ساكينة جانسيز أول النساء اللواتي دافعن عن هويتهن وقضيتهن، فمن خلال مسيرة حافلة بالنضال أصبحت قدوة لكل امرأة وقطعت سلاسل العبودية في البداية عن ذاتها ومن ثم عن كافة النساء وعن الشعب الكردي، كانت إرادتها قوية بالرغم من التعذيب والعزلة التي فرضت عليها من قبل الدولة التركية في سجن آمد تمكنت من أن تكن صاحبة قضية وإصرار للدفاع عن مبادئها، لذلك نحن في إقليم شمال وشرق سوريا نعتبر المناضلة ساكينة جانسيز قدوة لنا ونستمر بالسير على دربها ونهجها من أجل الوصول للحرية والحل للقضية الكردية".

وأوضحت أن "هذه الانتهاكات والمجازر التي ترتكب بحق المرأة لن تضعف إرادتنا ولكن تزيدنا إصراراً على الاستمرار بالمقاومة بروح المناضلة ساكينة جانسيز وجينا أميني وبشعار "jin jiyan azadî" سنحقق النصر، وبتوحيد صفنا كنساء في كافة أنحاء العالم سنعرف الصورة الحقيقة لثورة وحركة المرأة في إقليم شمال وشرق وسوريا، وعلى درب مناضلات الحرية سنحافظ على تنظيمنا وإدارتنا ومكتسبات ثورتنا".

 

 

"بهدف كسر إرادتنا يتم استهداف السياسيات والقياديات"

المناضلة فيدان دوغان "روجبين" ولدت في 17 كانون الثاني/يناير عام 1982 في مدينة البستان بشمال كردستان، وانتقلت إلى فرنسا عندما كانت صغيرة، وأكملت تعليمها هناك، بعدها انضمت لحركة التحرر الكردستانية وعملت في عدة مجالات منها مركز المعلومات، والقطاع السياسي في باريس، وتعد من المناضلات اللواتي لعبن دوراً هاماً في تطوير الحركة الكردستانية وتعزيز دور المرأة.

وقالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الفرات نصرة درويش "عند التحدث عن نضال النساء ومقاومتهن يجب ألا ننسى المجازر التي ترتكب بحقهن من قبل العدوان الذي دائماً يقوم باستهداف السياسيات اللواتي تستطعن قيادة المجتمع، وهدفهم من ارتكاب هذه المجازر إضعاف إرادة المرأة".

وأشارت إلى مجزرة باريس الثانية التي "راح ضحيتها المناضلة والقيادية أفين كويي"، مؤكدةً بأن ارتكاب المجازر بحق النساء هو دليل على الخوف من إرادة المرأة "هذه المجازر التي ترتكب بحقنا تثبت بأن الدول المتآمرة والدولة التركية يخافون من قوة النساء لذلك يقومون باستهداف وقتل كل امرأة ترفع صوتها من أجل الحرية والديمقراطية والسلام، ومناضلات مجزرة باريس عملن في فرنسا من أجل مجتمعهن وقضيتهن".  

وأضافت نصرة درويش أن المناضلة فيدان دوغان تركت ميراث ثورة سياسية لكل امرأة انخرطت في العمل السياسي.

 

 

"سنكمل ما بدأته المناضلة ليلى شايلمز"

ولدت المناضلة ليلى شايلمز "روناهي" عام 1989 في مرسين بشمال كردستان، وبهدف تطوير الفئة الشابة وتنظيمها، انضمت لحركة التحرر الكردستانية وعملت كإدارية في حركة المرأة الشابة في أوروبا.

وقالت الناطقة باسم اتحاد المرأة الشابة في مقاطعة الفرات ندى شاهين "بدولة مثل فرنسا التي تدعي الإنسانية والديمقراطية استطاعت بكل سهولة الاستخبارات التركية ارتكاب مجزرة مروعة بحق ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز"، متسائلة "أين هي الإنسانية في تلك الدول؟".

ولفتت إلى أنه رغم مرور عدة سنوات إلا أن فرنسا لم تكشف عن منفذيها، مضيفةً "المناضلة ليلى شايلمز عملت في اتحاد المرأة الشابة في أوروبا ونظمت أكبر عدد ممكن من الفئة الشابة وفق فلسفة القائد أوجلان".

وترى أن الفئة الشابة من أكثر الفئات فعالية لذلك يتم استهدافها، مستذكرةً استهدف مركز لحركة الشبيبة في كوباني قبل عامين، واستهداف مركز الشبيبة في منبج قبل أشهر.

وأضافت "المناضلة ليلى شايلمز تركت لنا تاريخ حافل بالنضال للوصول إلى كل امرأة معرضة للعنف والتعذيب، لذلك سنعمل على تنظيم أنفسنا على هذا الأساس لنكون فاعلات ونحن كفئة شابة في كوباني نعتبر المناضلة ليلى شايلمز قدوة لنا وسنستمر على فكرها ونضالها".