أفغانيات تعانين من الظروف الاقتصادية المتردية

لفتت إحدى الفتيات التي حرمتها طالبان من إكمال تعليمها إلى أن طالبان أجبرتهم على العيش في فقر وأمية لأنها تخاف من النساء والفتيات المتعلمات.

بهاران لهیب

كابول ـ في ظل الظروف الاقتصادية المتردية بأفغانستان، تعاني الفتيات والنساء اللواتي حرمتهن طالبان من إكمال تعليمهن، من الفقر المدقع وأصبحن تعملن في مهن وأعمال مختلفة لكسب قوت يومهن.

 

"الفقر يتأجج من باب وجدار بيتنا"

(م. ج) وهي طالبة في الصف الحادي عشر حُرمت من إكمال تعليمها مثل ملايين الفتيات الأفغانيات الأخريات، يعمل والدها في أحد المكاتب الحكومية ويتقاضى راتب زهيد لا يغطي احتياجات الأسرة المكونة من تسعة أشخاص، لذلك بصفتها الابنة الكبرى تعمل (م. ج) في صناعة السجاد اليدوي لتأمين قوت يومها وإعالة أسرتها.

وحول هذا الموضوع، قالت (م. ج) لوكالتنا "لم يستطع والدي دفع جميع نفقات عائلتنا، ولم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة لأن طالبان منعتني من مواصلة تعليمي، لذلك قررت أن أنسج السجاد كسائر النساء في حينا من أجل إعالة أسرتي وتخفيف الضغط الاقتصادي عنها".

وأضافت "أعمل على نسج السجاد من الصباح الباكر حتى وقتاً متأخراً من الليل من أجل استكمال السجادة في أسرع وقت ممكن والحصول على أجر. لقد أصبت بالتعب الشديد، سواء من ضغط العمل، أو من عدم السماح لي بالذهاب إلى المدرسة، وأيضاً من الفقر الذي يتأجج من باب وجدار بيتنا".

وأشارت إلى أن جميع العائلات في حيهم تنسج السجاد وتحصل على 12 ألف أفغاني (عملة أفغانستان) مقابل سجادة طولها ستة أمتار بعد تسليمها للشركة الخاصة، وإذا لم تكن السجادة مناسبة أو لم تنال إعجاب الشركة فلن يكسبوا أجوراً، لافتةً إلى أن "تلك العائلات عليهم أن يعملوا بجد لأشهر حتى يتم الانتهاء من السجادة، ويتقاضون أجوراً زهيدة في الشهر".

ولفتت إلى أنه "قبل تسلم طالبان السلطة، لم يكن وضعنا الاقتصادي جيد، لكن على الأقل كان بإمكاني أنا وشقيقاتي وأشقائي الذهاب إلى المدرسة. حلمي هو أن أصبح معلمة في إحدى المدارس، لكني الآن أشارك كل أحلامي مع خيوط السجاد فقط لتغيير حياتي المزدحمة بالصعوبات وحياة عائلتي".

وأشادت (م. ج) بالنساء اللواتي تنظمن تظاهرات من أجل الحرية "أنا واثقة من أن النساء الشجاعات اللواتي تخرجن إلى الشوارع ستنجحن بالإطاحة بطالبان".

 

"أجبرتنا طالبان على العيش في فقر وأمية"

بجوار الحي نفسه، التقت وكالتنا مع (ط. ا) التي كانت طالبة في الصف الثامن وأيضاً كسابقتها حُرمت من التعليم وأصبحت تعيل أسرتها الفقيرة، وحول وضعهم المادي تقول "يعمل والدي من الصباح إلى المساء على الطرقات لتوصيل متعلقات الناس من مكان إلى آخر، بأجر زهيد جداً في اليوم".

وأضافت "أردت أن أعيل أسرتي المكونة من أربع أشخاص مثل فتيات حينا اللواتي أدت الضغوطات الاقتصادية إلى إنحاء ظهورهن".

وقررت (ط. ا) أن تعمل مع والدتها وشقيقاتها، بصناعة الشوكولاتة لتكسب 25 أفغانياً مقابل 14 كيلو غراماً من الشوكولاتة المغطاة، ويبيعون 42 كيلو غراماً منها في اليوم.

ولفتت إلى أن "طالبان أجبرتنا على العيش في فقر وأمية، فهم يخافون من الرجال والنساء المتعلمين، فإذا بقينا أميون فذلك سيصب في مصلحتهم. أطلب من رجال ونساء بلدي المتعلمين ألا يسمحوا لطالبان بتحقيق رغبتهم".