إدلب... تفتقر للفعاليات المدنية للحد من العنف الممارس ضد النساء

حملة الـ ١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المرأة تعتبر فعالية سنوية عالمية هامة للتذكير بما تعانيه المرأة في كل أنحاء العالم من عنف وخاصة المرأة السورية زمن الحرب التي كانت وماتزال الضحية للعنف بأشكاله.

هديل العمر

إدلب ـ لا تزال المرأة في إدلب ضمن دائرة من أشكال العنف المنتشر، سواء العنف الاجتماعي أو الجنسي أو الاقتصادي أو النفسي، ولا سبيل للخروج منها في ظل تجاهلها.

يشكل العنف حاجزاً أمام استيفاء المرأة لحقوقها الإنسانية في المجتمع، وهو ظاهرة دولية تحاول الحكومات في العالم تبني استراتيجيات تحد منها، ومن تأثيراته التي تقف في وجه تحقيق النهضة والسلام في العالم، فيما لا تزال تلك الاستراتيجيات غائبة عن إدلب.

وقالت الناشطة المدنية ماجدة الشماسو البالغة من العمر 33 عاماً، أن مناطق إدلب ما تزال تفتقر للفعاليات المدنية التي من شأنها الحد من العنف الممارس ضد النساء والذي زادت وتيرته مؤخراً بشكل غير مسبوق، مضيفةً أن النساء تتحملن تبعات العنف، وما يعكسه من سلبيات على صحتهن الجسدية والنفسية، واستقرار حياتهن الأسرية دون وجود حلول تلوح في الأفق للحد من الظاهرة.

وأوضحت إن إطلاق فعاليات مدنية حقوقية من شأنها التأكيد على رفض العنف والتعريف بمفهومه وأنواعه ومناقشة الأسباب والآثار الناتجة عنه واقتراح حلول للحد منه والتأكيد على أهمية الإبلاغ في حال التعرض له، للوصول بالمرأة إلى الأمان والمساواة في المنزل والعمل وكل مكان.

وأكدت على ضرورة إنشاء فرق للعمل خلال فعالية الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضدّ المرأة تقوم بجلسات توعوية تتناول مواضيع التحرش والاعتداء الجنسي، والزواج المبكر، وإضافة لجلسات توعية حول مفهوم عنف الشريك، وأهمية التعليم للفتاة، وحق المرأة في العمل وأهمية تمكين المرأة في مختلف جوانب الحياة.

ومن جانبها قالت المجازة في علوم التربية صفاء البكور البالغة من العمر 27 عاماً، أن مسألة العنف ضد المرأة مشكلة متجذرة في المجتمعات العربية، وأصبحت تتصدر أعمال العنف ضد المرأة المشاكل المجتمعية وسط الحرب المستعرة، وغياب الأمن والأمان وسيادة القانون.

وأكدت على أن الحلول تكمن في تنفيذ أنشطة، الهدف منها رفع مستوى الوعي لدى فئة اليافعين واليافعات حول مفهوم التمييز بين الجنسين وأهمية المساواة بين الرجل والمرأة من خلال المؤسسة الاجتماعية الأولى وهي الأسرة عبر ندوات توعوية وتدريبات مجتمعية حول التأكيد على حقوق المرأة في العمل وأهمية المساواة بينها وبين الرجل في الفرص والخدمات والموارد المقدمة والمتاحة.

 بينما قالت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان فرح العبدو البالغة من العمر 41 عاماً، أن الأمر لا يقف عند الأسرة وحسب الكل شركاء في إيجاد الحلول لقضايا العنف ضد المرأة سواء المنظمات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية أو الجمعيات في تسليط الضوء على قضايا العنف التي تمارس ضد النساء والفتيات، ورفع الوعي ونشر المعرفة حول العنف المبني على النوع الاجتماعي، والدور الذي يمكن أن تقوم به النساء لتحقيق حياة أكثر أماناً.

ودعت "جميع الجهات المعنية في المنطقة للاهتمام أكثر بهذا الجانب الهام ليس في حياة المرأة وحسب وإنما في حياة المجتمع ككل على اعتبار أن المرأة تمثل نصف المجتمع والعمود الفقري داخل الأسرة، من خلال التشبيك بين جميع العاملين في مجال العنف في القطاعات المختلفة، الصحة والتعليم ومراكز الدعم النفسي والاجتماع من أجل القضاء على العنف بجميع أشكاله".

وحملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، هي حملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 1991، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات حول العالم، تبدأ من 25 تشرين الثاني/نوفمبر وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 كانون الأول/ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.