إدلب ... أغذية منتهية الصلاحية تسبب حالات تسمم للنساء والأطفال

أصبح التسمم الغذائي وجهاً آخر يضاف إلى معاناة النازحين في إدلب، تزامناً مع الفقر والغلاء وتردي الأحوال المعيشية، واستغلال التجار الفوضى لبيع الأغذية الفاسدة وتحقيق الربح المادي.

لينا الخطيب

إدلب ـ تتكرر حالات الإصابة بالتسمم الغذائي في مخيمات النازحين بإدلب نتيجة انتشار الأغذية المنتهية الصلاحية، وغياب الرقابة على أسواق الغذاء في المنطقة، فضلاً عن قيام جمعيات خيرية بتوزيع وجبات غذائية فاسدة على النازحين، علماً أن النساء والأطفال هم الضحية الأولى لهذه الظاهرة.

الطفل محمد الصطيف البالغ من العمر 8 أعوام، النازح من بلدة الهبيط إلى مخيم في بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي، أصيب بتسمم غذائي وكاد أن يفقد حياته، إثر تناوله رقائق البطاطا الجاهزة، وعن حالته قالت والدته حياة النجار البالغة من العمر 34 عاماً "عاد ولدي من المدرسة وهو يعاني من آلام في البطن وقيء شديد، وعند السؤال عن سبب ذلك أخبرني أنه تناول رقائق البطاطا التي اشتراها من أحد المحلات التجارية، وعندما قام والده بإحضار المنتج من المحل نفسه تبين أنه منتهي الصلاحية منذ أكثر من عام".

وأوضحت أنه "عندما واجه البائع بانتهاء صلاحية المنتج زعم أنه اشترى البضائع من إحدى الشركات التجارية الموجودة في مدينة سرمدا، دون أن ينتبه إلى تاريخ الصلاحية".

ومن جانبها قالت ردينة الخطيب البالغة من العمر 31 عاماً، وهي نازحة من مخيم الكمونة شمالي إدلب، التي تعرضت لتسمم غذائي مع أطفالها الثلاثة "بعد تناولنا جبنة معلبة اشتريتها من إحدى البسطات الموجودة في السوق المحلي، أصبت مع أطفالي بمغص شديد وإسهال وقيء، وتم إسعافنا إلى النقطة الطبية الموجودة في المخيم".

وأوضحت أن "المنتج الذي اشتريته رخيص الثمن مع أنه يحمل اسم ماركة معروفة وعالمية، وهناك إقبال كبير على شرائه بسبب غياب الوعي بين الناس وعدم الانتباه للصلاحية"، مضيفةً "حياتنا رخيصة، والضرر يأتينا من كل مكان، حتى الطعام الذي نأكله، لم يعد هنالك منتج آمن وواضح المعالم، فتجار الحرب يعمدون إلى بيع منتجات فاسدة".

وبتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي توفيت امرأة وتسمم ثلاثة أشخاص آخرين جراء تناولهم وجبة معلبة من السردين، في مخيم الجاسم للنازحين، وقالت مصادر من المخيم أن إحدى المنظمات قامت بتوزيع قسائم شراء غذائية على النازحين، وبعد صرفها من المحال التجارية وتناول الأهالي وجبة سردين تبين أن الوجبة فاسدة.

وفي شهر آذار/مارس الماضي تعرّض أكثر من 25 شخصاً بينهم نساء وأطفال للتسمّم، نتيجة شربهم لمياه ملوثة في مخيم القرية الطينية قرب معرة مصرين شمالي إدلب.

ومن جانبها قالت الدكتورة رشا البكور البالغة من العمر 40 عاماً، من مدينة سرمدا شمال إدلب "يعود انتشار حالات التسمم الغذائي في المنطقة إلى غياب الإشراف على تخزين المواد الغذائية وطرحها في الأسواق، فضلاً عن غياب محاسبة المخالفين لشروط الصحة والسلامة العامة"، لافتةً إلى أن "فترة صلاحية المنتج تختلف حسب السلعة وحساسيتها وخواصها، وطريقة تخزينها ونقلها وتوزيعها وطبيعة العبوة التي توجد فيها".

وأوضحت أن المستشفيات تستقبل بشكل شبه يومي حالات تسمم بسبب الأغذية المعلبة أو نوعية الطعام في المطاعم، مؤكدة على أن المواد الفاسدة قد تسبب أمراضٍ، في بعض الأحيان إذا ما تجاوزت أعراضها الحالات المعتادة كالغثيان والتقيؤ والدوار، وأن التسمم الغذائي يعتبر من أهم أسباب التهاب الكبد الفيروسي، الذي يترافق مع أعراض تشوش الرؤية والتعرق والصداع وغيرها.

وحذرت من شراء المواد الغذائية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء أو المنتهية الصلاحية، المنخفضة السعر، بجميع أنواعها وأشكالها، لأن تناولها قد يتسبب في حدوث تسممات غذائية بكتيرية وفطرية.