آذار فرصة للوقف على معاناة النساء والتذكير بإنجازاتهن

يعتبر الثامن من آذار فرصة للتذكير بالمعاناة والألآم التي تعاني منها النساء حول العالم من جهة، والوقوف على إنجازاتهن من جهة أخرى، فهو بمثابة وقفة لتصحيح أوضاعهن والاحتفاء بنماذج نسوية استطعن تحقيق التغير وتركن بصمة في مجتمعاتهن.

رفيف اسليم       

غزة ـ أكدت زينب الغنيمي أن اليوم العالمي للمرأة هو وقفة لتذكير النساء بأهمية العمل النضالي المشترك على مستوى العالم لنيل حقوقهن والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة.

عن اليوم العالمي للمرأة تقول مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة زينب الغنيمي، أن هذا اليوم مرتبط بذكرى مقتل عدد من العاملات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حرقهن صاحب المصنع نتيجة المطالبة بحقوقهن، لافتة إلى أنه في فلسطين حدثت الحادثة ذاتها فحرقت مجموعة من النساء داخل مصنع أعواد ثقاب في مدينة الخليل نتيجة ماس كهربائي أودى بحياتهن بسبب عدم توافر شروط العمل المناسبة.

وبالرغم من مطالبة النساء بحقهن في ظروف عمل لائقة إلا أنهن في فلسطين ما زلن تعشن تلك الظروف الخطرة بالرغم من أن أجورهن لا تتساوى مع الرجل الذي يعمل في ذات المكان ويبذل الجهد ذاته متقاضياً أجر أعلى، كما أنه دوماً يتصدر المواقع القيادية العليا وتبقى المرأة عاملة فقط في المصانع الخاصة بالمأكولات والخياطة لذا يجب العمل على ذلك الجانب، بحسب ما أكدته زينب الغنيمي.

وأوضحت أنه لهذا السبب باتت النساء تبحثن عن فرصة عمل عبر فتح المشاريع متناهية الصغر، سواء بتمويل منها أو عبر منح القروض التي توفرها مؤسسات المجتمع المدني لتغطية تكاليف دراسة الطالبات في الجامعات، والتي تراجعت نسبتها اليوم بسبب الكوارث الطبيعة التي تحدث في العالم والحروب المدمرة كحرب روسيا وأوكرانيا والأوضاع المتأزمة في عدد من الدول العربية وأخيراً زلزال سوريا وتركيا.

وعن أوضاع المرأة طوال العام، قالت أن وضع النساء الفلسطينيات بالعموم وغزة بالخصوص لم يتغير كثيراً نتيجة وجود إسرائيل ومنع الحركة وعدم القدرة على التواصل بين شقي الوطن، لافتة إلى أن المسببات السابقة زادت من معاناتهن خاصة المصابات بمرض السرطان واللواتي يسافرن في ظل ظروف قاسية عبر معبر رفح باستخدام الكرسي المتحرك.

وبينت أن الكثير من النساء يضطررن للسفر برفقة أطفالهن عبر الطريق البري، بلا وجود مرافق بسبب التكاليف الباهظة للسفر، يضاف لذلك الهجوم المتكرر الذي يشن على قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى رفع نسبة البطالة في المجتمع.

ونتيجة للأوضاع السابقة، أوضحت أن نسبة العنف ارتفعت في قطاع غزة وخاصة الجسدي والجنسي بالرغم من جهود المؤسسات النسوية وحملات التوعية التي تقام للتخلص من آثاره السلبية على النساء، وذلك يبدو جلياً من خلال أعداد النساء المتقدمات بالشكاوي، لافتة أن ذلك الأمر يحتاج لسن قوانين جديدة وموحدة بين الضفة وغزة تحفظ حقوق المرأة.

وقد ظهر مؤخراً نوع جديد من العنف الممارس على المدافعات عن حقوق النساء، فقد تلقت زينب الغنيمي بحسب ما قالته، تهديد مباشر بسبب ترافعها في أحد القضايا وإرجاعها حق المرأة بالكامل، الأمر الذي أغضب المدعي عليه ودفعه لتهديدها والتشهير بها في الجلسات العامة مستغلاً منصبه وتجمهر الناس حوله.

ولفتت زينب الغنيمي إلى أن نسبة الجرائم الالكترونية ازدادت ثلاثة أضعاف عن السنوات الماضية، نتيجة أن الجاني يستغل كون النساء والفتيات يقضين غالبية أوقاتهن عبر ذلك الفضاء بالتالي ينتحل شخصية ما أو يرسل بعض الروابط لسحب محتويات أجهزتهن وابتزازهن سواء بالصور أو المحادثات.

فيما تعتبر أبرز المكتسبات التي تم تحقيقها خلال آذار المنصرم هي مسودة تعديل قانون الأحوال الشخصية التي سترفع من سن الحضانة للأطفال، وكذلك الزواج لـ 18 عام وهذا مطبق بالضفة الغربية، كما سيدعم قضايا التفريق للمرأة بسبب مرض الزوج، مانحاً تسهيلات للتقاضي في المحاكم الشرعية، ورفعاً لوعي العائلات تجاه قضايا التحرش لشكاية الجاني.