30 عاماً من الاعتقال... لمياء أوسي تكشف ممارسات السلطات التركية
خرجت المُناضلة في حركة حرية كردستان لمياء أوسي من السجون التركية، بعد مسيرة نضال استمرت لـ 32 سنة بين جدران السجن، حاملةً في عينيها حكاية نضال وحرية.
 
					سيرين محمد
حلب ـ بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاعتقال في سجون الدولة التركية، أفرجت السلطات التركية عن لمياء أوسي المناضلة في حركة الحرية، التي تقول أن "الحرية تولد من صبر النساء".
تعرضت المُناضلة في حركة الحرية لمياء أوسي سنة 1994 أي عندما كانت في الـ 21 عاماً من عمرها للاعتقال على يد السلطات التركية، وخلال فترة اعتقالها تنقلت بين عدة سجون تركية منها سيرت، أمد، سيواس وشقرانة، ويبلغ عمر لمياء اليوم 53 عاماً.
وبعد 32 عاماً خرجت لمياء من السجون، واستقبلها أهالي حيي الأشرفية والشيخ مقصود في 24 تشرين الأول/أكتوبر الجاري بتحيات النصر، وتحدثت لوكالتنا عن تجربتها في السجن، وتجربة بقية المعتقلات.
وقالت لمياء أوسي أنه عام 1994 بدأ المجتمع الكردي بالنمو والتطور بسرعة، حيث ظهرت فلسفة المرأة وتوسعت آفاقها في كردستان وعندما اعتُقلت اعتُقل معها 10 من رفيقاتها ورفاقها، وعدد المعتقلين إجمالاً ما بين 67 إلى 100 شخص، منهم من انضم حديثاً لحركة الحرية، ومنهم اعتُقلوا معها في طريقهم إلى جبال كردستان.
واحتجزتْ لمياء أوسي في سجن سيرت في البداية، من ثم تمت مُحاكمتها، ونُقلت إلى سجن آمد برفقة 20 امرأة، وبقيت في سجن آمد مدة سنتين، كان عدد النساء في السجن أكثر من الرجال، وسياسة الدولة التركية قمعية تمثلت في استهداف وكسر إرادتهن كنساء ثائرات، لكن الدولة التركية لم تبلغ مبتغاها، لكن نظرة المجتمع إلى المرأة المُعتقلة لم تكن سلبية بل تم اعتبارها رمزاً من رموز الحرية والصمود والمُقاومة، ومصدر للقوة والعزيمة.
سجن سيواس "جمهورية النساء"
بعد قضائها سنتين في سجن آمد تمت محاكمتها ونُقلت إلى سجن سيواس المعروف باسم "جمهورية النساء"، نظراً لكثرة عدد المُعتقلات فيه "أثناء احتجازي فيه شكلنا أنا والنساء مجموعة لمواصلة نضالنا وفكرنا، كنا نقرأ ونتناقش ونفكر بكيفية مواجهة دولة الاحتلال التركي بنشاطنا ونضالنا، ولكن بالمقابل كانت الدولة التركية تواجه نشاطاتنا بتكتيكاتها وسياستها القمعية الخاصة".
وأضافت "رغم كل القمع والظلم الذي كنا نتعرض له من سياسية الدولة التركية بالسجن، كنا حريصات على تدريب أنفسنا وتطوير ذواتنا بفكر القائد عبد الله أوجلان، مثلما يُدرب رفاقنا أنفسهم في جبال كردستان".
"هل أنتم نادمين؟"
كل فترة يتم سؤال المُعتقلين والمعتقلات من قِبل السلطات التركية ما إذ كانوا نادمين على انضمامهم لحركة الحرية، ليتم إطلاق سراحهم على هذا الأساس لكن لمياء أوسي وبقية رفاقها ورفيقاتها تمسكوا بقضيتهم وفكرهم ومستمرين بنضالهم وكفاحهم "يقومون بتشغيل التلفزيون ويعرضون لنا مقاطع وبرامج تُوصل لنا فكرة أن حركة حرية كردستان انتهت، كان ذلك بمثابة حرب نفسية وخاصة تُستخدم ضدنا لكسر معنوياتنا وإرادتنا لتصل الدولة التركية إلى أهدافها".
"تفريق المجموعة يُعد أداةً لإضعافها وكبح جماحها"
بعد سجن سيواس نقلوا لمياء أوسي وكل من كان ضمن مجموعتها إلى سجون متفرقة، لأن بمنظورهم عندما يصبح عدد الرفاق قليل يسهل كسرهم وقمعهم، فبعد أن كان عددهم في كل زنزانة قُرابة الـ 100 شخص، تم وضع 20 شخص فقط في كل زنزانة "حاولوا النيل من فكرنا وأيديولوجيتنا لكن جذورنا أعمق من أن تُقلع على يد الدولة التركية".
"سجن شقرانة"
بعد عام 2010 نُقلت إلى سجن شقرانة بمدينة أزمير، وتقلص عددهم إلى 12 شخصاً في كل زنزانة "ومن هنا ومن خلف القضبان ركزنا وبشكل خاص على نضال المرأة وقوتها وكيفية تزويد وتطوير كفاح المرأة، وإلى اليوم لا يزال كفاح المرأة مستمر في السجون، فالحرية تولد من صبر النساء".
"أنتم تخافون من الكرد"
لمياء أوسي تتذكر امرأة تبلغ من العمر 80 عام اعتقلتها السلطات التركية، تم سؤالها "أنتِ وبهذا العمر لماذا انضممتِ لحركة الحرية؟، فأجابتهم بالقول لأني كُردية وأنتم تخافون من الكرد، نحن النساء نعلم جيداً كيف نخطط ونمشي في طريق الحرية".
سجنت 32 عام، وتجاوز عمرها الـ 50 عاماً لكن لمياء أوسي وإلى اليوم لاتزال هي ورفيقاتها ورفاقها مستمرين بالكفاح والنضال في سبيل قضية الشعب الكردي وتحقيق الحرية له وللمرأة.
          
        
