25 عاماً ولا تزال المؤامرة الدولية مستمرة

25 عاماً مضت على بدأ المؤامرة الدولية التي نفذت بحق القائد عبد الله أوجلان، ولا تزال تركيا تتبع سياسات ممنهجة، إلا أن القائد أوجلان والشعب الكردي لا يزالون صامدون ويسعون لإفشال كافة المخططات الساعية لكسرهم وإبادتهم والقضاء على قضيتهم.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة البلديات والإدارة المحلية في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا فلك يوسف، أن القائد عبد الله أوجلان لا يزال يستمر بالمقاومة والنضال من أجل كافة الشعوب، بالرغم من مضي 25 عاماَ على المؤامرة الدولية التي أفضت لاعتقاله وتشديد العزلة عليه.

لا تزال المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان بمشاركة العديد من القوى المهيمنة على العالم، وبدأت في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1998، مستمرة حتى الوقت الراهن، بطرق وأساليب مختلفة تتبعها تركيا.

فبعدما تم إجبار القائد أوجلان على الخروج من سوريا تم اعتقاله من قبل تركيا في الخامس عشر من شباط/فبراير عام 1999، عندما حطت الطائرة التي كانت تقله في مطار كينيا، ليقضي التركي بإعدامه إلا أنه إثر الضغوطات تم التراجع عن الحكم، ليصدر قرار بسجنه مدى الحياة في سجن إمرالي، ويتم فيما بعد تشديد العزلة المفروضة عليه، وحرمانه من لقاء ذويه ومحاميه، بالإضافة إلى فرض عقوبات تأديبية عليه.

أوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة البلديات والإدارة المحلية في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا فلك يوسف أنهم اليوم يشهدون مضي 25 عاماً على بدأ المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، تلك المؤامرة التي استهدفت كافة شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي "كانت لتلك المؤامرة الدولية خلفية سياسية عميقة تم دراسة الوضع بكافة جوانبها قبل تنفيذها، فالدول المشتركة في المؤامرة كان لديها خطط واطماع استراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط عامةً وكردستان التي قسمت لأربعة أجزاء".

وأضافت "لقد حاولوا تنفيذ مخططاتهم من خلال تطبيق معاهدة لوزان التي لا يزال يتم العمل بها بالرغم من مضي قرن عليها، حيث تم إعداد المعاهدة والتوقيع عليها ليكون بإمكانهم تنفيذ ما يربون إليه وعلى رأسها تقسيم كردستان لأربعة أجزاء، كل جزء منها أصبح تحت حكم دولة أخرى".

وقالت "بالإمكان القول أن المؤامرة الدولية نفذت ضد القائد أوجلان لخوفهم من فكره وفلسفته المعارضة لسياساتهم واطماعهم الاستعمارية والرأسمالية والأنظمة المركزية الديكتاتورية، حيث اعتبروها عائقاً كبيراً أمامهم، واعتقدوا أنهم بذلك أزاحوا حجر العثرة من أمامهم"، مشيرةً إلى أن "الدول المتآمرة كان هدفها الأول الحد من انتشار فكر وفلسفة القائد أوجلان بين عامة الشعوب، لأنه ينادي بحياة ندية ديمقراطية كريمة لكافة الشعوب أينما كانوا، وحق ممارسة كل مكون لغته الأم وثقافته وعاداته وتقاليده، وتحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين، لم تكن تدرك تلك الدول وعلى رأسها تركيا أنه باعتقالهم القائد أوجلان ستشعل النار ويحرق لهيبها كل ما يصادفها".

وعن دور الشعب الكردي في إفشال المؤامرة وقلبها رأساً على عقب "العالم بأكمله يشهد بأن القائد أوجلان بفكره وفلسفته وبالرغم من المؤامرة والاعتقال والعزل، إلا أنه استطاع ايصال فكره وفلسفته إلى الشعب الكردي وكافة شعوب المنطقة، الذين عملوا على تنظيم أنفسهم وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية ونظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فهم بذلك يفشلون كافة المخططات التي تندرج ضمن المؤامرة".

"المنطقة تمر بمرحلة حساسة"

وعن المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن تزامناً مع انتهاء معاهدة لوزان وبدء واحدة جديدة تقول "تستعد الدول المتآمرة على الشعب الكردي والقائد أوجلان، لتجديد اتفاقية لوزان، لذا فإن سوريا تمر بمرحلة حساسة وسط تدخلات الدول الخارجية"، مشيرةً إلى أنه بريادة القائد عبد الله الذي عرف العالم والكرد وخاصة النساء بتاريخهم وثقافتهم وهويتهم، وبذلك استطاع الشعب الكردي إفشال معظم المخططات التي حيكت ضدهم وتغيير المسار بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية.

وأوضحت في ختام حديثها أن التنظيمات الحقوقية والمجتمع الدولي من خلال التزامها الصمت حيال ما تتعرض لها المنطقة والقائد أوجلان في معتقله، تدل على تعاونها مع تركيا التي تمارس سياسات ممنهجة وانتهاكات قانونية.